سورية

داعش يصنع أسلحة بمعايير تضاهي الجيوش بمواد خام من تركيا

أكدت مؤسسة أبحاث التسلح في الصراعات أن تنظيم داعش الإرهابي ينتج أسلحة على نطاق واسع ودرجة من التطور تضاهي مستوى تسلح الجيوش النظامية، مشيرة إلى أن هذا المستوى تؤمنه شبكة مشتريات ضخمة للمواد الخام في تركيا.
ونقلت رويترز عن المؤسسة قولها في تقرير لها أمس: إن لدى التنظيم الإرهابي «توحيداً قياسياً للإنتاج في مختلف المناطق التي يسيطر عليها في سورية والعراق كما أن لديه سلسلة إمداد قوية من المواد الخام التي يجلبها من تركيا».
وأشار التقرير إلى أن «درجة الدقة الفنية لما يصنعه التنظيم من أسلحة تشير إلى أنه لا يمكن وصف ذلك بأنه إنتاج بدائي للأسلحة»، مبيناً أن «التوحيد القياسي يتطلب ثباتاً في إمدادات الخامات وهو ما تحقق من خلال شبكة مشتريات كبيرة في تركيا المجاورة وسلسلة إمداد تمتد من تركيا إلى الموصل عبر سورية».
ونوهت المؤسسة بأن داعش سعى إلى محاكاة الوظائف التي تقوم بها جيوش الدول في محاولة «لإضفاء شرعية على قدرة الجماعة وتماسكها في أعين مقاتلي التنظيم»، إضافة إلى المزايا الفنية للتوحيد القياسي.
وأضافت المنظمة في التقرير بعد قيامها بزيارات الشهر الماضي إلى 6 منشآت تتبع لداعش شرق الموصل: «على الرغم من أن منشآت الإنتاج تستخدم مجموعة من المواد غير القياسية وسلائف كيميائية تستخدم في صناعة المتفجرات إلا أن مستوى التنظيم ومراقبة الجودة وإدارة المخزون يشير إلى نظام معقد للإنتاج الصناعي ويخضع لرقابة مركزية، وأن الوثائق التي اطلعت عليها في الموصل تشير إلى أن داعش زود مقاتليه بتعليمات معقدة عن تصنيع وزرع العبوات الناسفة وتشغيل منظومات الأسلحة المعقدة مثل الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات».
وقدر باحثو المؤسسة أن التنظيم الإرهابي أنتج عشرات الآلاف من الصواريخ وقذائف المورتر في الأشهر التي سبقت هجوم الموصل.
وكانت المؤسسة أكدت في تقرير لها نشر في شباط الماضي أن 13 شركة تركية لها دور في توريد 700 مكون يستخدمه تنظيم داعش الإرهابي في صناعة العبوات الناسفة والمتفجرات، موضحة أن باستطاعته الحصول على الكابلات والمواد الكيميائية في فترة بسيطة بأقل من شهر وبشكل قانوني عبر هذه الشركات التركية الموردة.
ومع تقدم القوات العراقية والكردية، المدعومة من قوات التحالف الدولي، تم إلقاء الضوء على ترسانة التنظيم، ما يعطي معلومات ثمينة قد تسهم في إحباط هجمات جديدة في دول غربية.
وقال جيمس بيفان مدير مؤسسة الأبحاث ومقرها بريطانيا لوكالة فرانس برس: «إنه ابتكار من نواحي الحجم والتنظيم ومركزية القيادة ودقة الإنتاج».
وأضاف: «لا أعرف أي مجموعة مسلحة أخرى تنتج (أسلحة) بهذا الحجم وعلى هذا المستوى من التنسيق».
وكانت الأسلحة اليدوية الصنع تنتج في مصانع استولى عليها تنظيم داعش بمعدات كانت فيها أصلاً. وفي مصنع قديم للإسمنت في قرية العريج جنوب الموصل استخدمت المعدات فيه لإنتاج قذائف الهاون والصواريخ. وفي مكان آخر حول مستودع سابق لتخزين الوقود إلى مركز لإنتاج العبوات المتفجرة.
ولوضع اللمسات الأخيرة كان التنظيم يضع شعاره على الأسلحة التي ينتجها.
وفي ساحة المعركة الأسلحة التي ينتجها داعش الذي يضم في صفوفه أعضاء سابقين في القوات والمخابرات العراقية، أثبتت فعاليتها وتضاف إلى تلك التي تم الاستيلاء عليها خصوصاً في مخازن القوات النظامية.
وقال بيفان: «اليوم وفيما يضيق الخناق حول تنظيم داعش فإن المعلومات التي يتم جمعها حول هذا الإنتاج قد تسمح بمعرفة بشكل أفضل التهديد الذي يمثله خارج الأراضي الواقعة تحت سيطرته والتصدي له».
وقال بيفان: «باتت سورية والعراق مواقع لإنتاج أسلحة أكثر تطوراً لم يشهد لها مثيل إطلاقاً».
وأضاف: إن «تهديدها بات يمتد خارج هذه الأراضي لأنه إذا طرد التنظيم من الموصل ومن مناطق واسعة في سورية فإن مقاتليه سيتوزعون وبينهم صانعو القنابل».
وكالات

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن