سورية

وصف اجتماع مجلس الأمن بأنه «مهرجان للكذب».. وأكد ضرورة تثمين ما جرى في حلب عالياً … المعلم: تدمر ستحرر عاجلاً ونرفض شروط الغرب لإعادة الإعمار

| مازن جبور

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أنه سيتم الإعلان عن تحرير الأحياء الشرقية لمدينة حلب خلال «أيام معدودة»، وأن مدينة تدمر «ستحرر عاجلاً وليس آجلاً»، مشدداً على رفض سورية لشروط الغرب وصندوق البنك الدولي لإعادة الإعمار.
وفي عرض قدمه أمام مجلس الشعب، أوضح المعلم، أن التآمر على سورية لم يتوقف بل ازداد ضراوة في معركة حلب إلى درجة أن المتآمرين قلقون على ما تسمى بجهة النصرة وجماعات نور الدين الزنكي وحركة أحرار الشام التي تفككت مؤخراً»، مشدداً على أن كل ذلك «لن يثنينا عن مواصلة النضال ضد الإرهاب حتى تحرير كل شبر من أرض سورية الحبيبة»، ومضيفاً: «من هنا أقول يجب أن نثمن عالياً ما جرى في حلب». وأوضح المعلم «تآمروا وبشكل موسع مع تنظيم داعش واحتلوا تدمر ومن يتابع خطط الجيش العراقي لتحرير الموصل كانت الخطة الأميركية العراقية تقضي بالهجوم على الموصل من الشرق، وكانت كل مناطق غرب الموصل مفتوحة على الحدود السورية، وبعد أسبوعين من هذه المعارك سمح للحشد الشعبي بالتوجه إلى غرب الموصل لإغلاق الحدود، ولكن بعد أن تسرب بحدود خمسة آلاف عنصر من داعش إلى البادية السورية».
وأضاف المعلم: أيضاً قبل أسبوع من هجوم داعش على تدمر كان هناك إعلان أميركي بوقف غارات التحالف الدولي على الرقة ومن المعروف أن قواتنا المسلحة في حلب وريف حماة الشمالي وأن تدمر كانت من دون قوات مسلحة سورية وكان هناك مجموعة من المقاومة الشعبية تحرس تدمر، وكل ذلك أعطى لتنظيم داعش حتى يخرجوا ويحشدوا ويحتلوا تدمر».
واعتبر المعلم أن «كل ذلك حتى يحرمونا من نشوة النصر في حلب، ولكن لا يمكن أن نحجب نور الشمس بأصابعنا.. حلب ستعود.. أيام قليلة معدودة ويعلن تحريرها… تدمر ستحرر وأؤكد أنها ستحرر عاجلاً لا آجلاً»، موضحاً أن ذلك يضاف إلى مسيرة قطار المصالحات التي جرت مؤخراً بدءاً من منطقة التل إلى خان الشيح إلى داريا والمعضمية وكل هذا الحزام الجنوبي الغربي حول دمشق، وفي الغوطة الشرقية قواتنا تبلي بلاء حسناً وأعتقد أن الوضع الميداني بمجمله مريح.
ووصف المعلم اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي عقد الثلاثاء بشأن الوضع في حلب بأنه «مهرجان للكذب»، وقال: «كذب بكل معنى الكلمة. بان كي مون كان قلقاً كعادته لكن ليس قلقاً فقط، بل يكذب، قال إنه قلق على من خرج من المدنيين من حلب.. بعضهم قتل.. مندوبو أميركا وفرنسا وبريطانيا ومن جر جرهم كانوا قلقين وقالوا بأن عشرات الجثث مبعثرة في شوارع شرق حلب.. كذلك قالوا بأن الدولة السورية وقواتنا المسلحة الباسلة قتلت 60 مسلحاً ممن خرج من شرق حلب.. هذا ليس بغريب.. قبل ذلك قالوا إن المسلحين في شرق حلب يأكلون العشب والكلاب والقطط لأن المواد الغذائية لا تتوفر لهم».
وتابع: الغريب أن نتنياهو قلق.. من خلال اجتماع حكومته طالب مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة من أجل أهل حلب، والأغرب من ذلك ملك السعودية طلب من وزير خارجيته أن يدعو لجلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مصير أهلنا في حلب، وقال إن الفترة السابقة شهدت أكثر من اجتماعين لمجلس الأمن بشأن حلب واجتماعاً للجمعية العامة للأمم المتحدة بدعوة من كندا وكلها كانت مهرجانات خطابية للكذب».
وأكد المعلم، أنه «يجب تبيين أهمية انتصار القوات المسلحة وإنجازاتها في حلب، لتبين أهمية صمود أهلنا في حلب الذي سطروا أروع صور الصمود والتضحية. 30 ألفاً من أهلنا في غرب حلب قتلوا وجرحوا بالقذائف العشوائية وقادة الدول المتآمرة كانوا ينامون ملء أجفانهم، وأرسلنا في الخارجية أكثر من 540 رسالة إلى مجلس الأمن لتدوين هذه الجرائم الإرهابية، ولم يتحدث أحد، وأكثر من ذلك ذائع الصيت دي ميستورا الذي يجول في عواصم العالم عندما زارني، قال: حرام يوجد 300 ألف مدني في حلب.. كل هؤلاء سيقتلون إذا قمتم بعملية عسكرية في شرق حلب.. فأين ذهبت هذه الأعداد علماً بأن من خرج من شرق حلب لا يتجاوز الـ100 ألف».
وأضاف المعلم: إن الإرهابيين نصبوا مجلساً محلياً في شرق حلب وكان رئيسه يجول في أوروبا ودي ميستورا يريد منا أن نعتمده لإدارة شؤون شرق حلب». وتابع: «كانوا يتباكون على شح المواد الغذائية وتبين أن في كل حي كان هناك مخزن للمواد الغذائية والطحين يمنع على الأهالي الوصول إليه إلا بالسوق السوداء وكان هناك مخازن للسلاح والذخيرة ومصانع للقذائف والحشوات العشوائية وعدد لا يحصى من الأقبية والأنفاق والتحصينات وكل ذلك كان موجوداً في شرق حلب.
وفي رده على مداخلات عدد من أعضاء المجلس أكد المعلم أن التوغل التركي في شمال سورية هو «عدوان موصوف على السيادة السورية وسيتم اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لرده وصده»، وقال بحسب وكالة «سانا»: «نحن حالياً نخوض معركة شرسة مع أدوات نظام أردوغان في سورية ولاسيما في حلب حيث إن كل التنظيمات الإرهابية المتطرفة فيها تتلقى تعليماتها من المخابرات التركية».
وشدد المعلم على أن سورية «لا يمكن أن تسمح على الإطلاق ببقاء جندي تركي واحد على أراضيها».
وحول الاعتداءات الإسرائيلية على سورية بين المعلم أن «العلاقة بين الكيان الصهيوني والتنظيمات الإرهابية كجبهة النصرة وغيرها في جنوب سورية وخاصة في محافظة القنيطرة باتت واضحة ولا يمكن تجاهل دور هذا الكيان في التعاون مع الإرهابيين من أجل إقامة حزام آمن على غرار ما فعل في جنوب لبنان سابقا ولكن سورية لن تسمح بحدوث ذلك».
واتهم المعلم بعض الدول العربية والإقليمية باستغلال قضية المهجرين السوريين لخدمة أجنداتها ومصالحها ومنعهم من العودة إلى سورية والحد من حريتهم وتنقلاتهم لاستثمار قضيتهم، مؤكداً أن الحكومة السورية ترحب بكل أبنائها المهجرين وهي على استعداد لاستقبالهم ومساعدتهم وتأمين الحياة الكريمة لهم.
وبشأن مرحلة إعادة الإعمار أشار المعلم إلى أن هناك طريقين للإسراع في إعادة الإعمار أولهما اللجوء إلى الغرب وصندوق البنك الدولي وتنفيذ شروطهما وهذا سيضر بمحافظة سورية على قرارها المستقل وسيادتها الوطنية ولكننا لا يمكن أن نقبل بالشروط الغربية وثانيهما إعادة الإعمار بالتعاون مع أصدقائنا والاعتماد على قدراتنا الوطنية وإرادة الشعب السوري.
وفي مستهل الجلسة أكدت رئيس المسجل هدية عباس رفض أهلنا في الجولان العربي السوري المحتل قرار الضم الإسرائيلي المشؤوم للجولان المحتل وبطلان هذا القرار العدائي الجائر الذي اتخذه كيان الاحتلال الغاصب فارضا قوانينه التعسفية الإرهابية على أهلنا في الجولان العربي السوري المحتل، وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لقرار الضم المشؤوم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن