ثقافة وفن

رحيله أوقع الوسط الفني في ورطة … أحمد راتب.. نجم التلقائية والبساطة والكوميديا ومعاصر النجوم

| وائل العدس

بعد ساعات على انشغال الوسط الفني بوفاة زبيدة ثروت، خسرت مصر الفنان الكوميدي أحمد راتب عن عمر يناهز 67 عاماً، بعد تعرضه لأزمة قلبية حادة.
وسبق أن تعرض لانتكاسة صحية عام 2013 نقل إثرها إلى المستشفى بعد تعرض رئتيه للتدهور الحاد وتوقفها عن وظيفتها الأساسية التي أدت إلى عدم قدرته على التنفس، وانتشرت حينها شائعة وفاته بسبب أزمة قلبية حادة، إلا أنه دخل أخيراً أحد المستشفيات بعد إصابته بضيق في التنفس، ما اضطره إلى التوقف عن العرض المسرحي «بلد السلطان» والاستعانة بأحد النجوم الشباب للقيام بدور راتب حتى يتماثل للشفاء، كما كان يصور دوره في مسلسل «الجماعة 2» ومسلسل «الأب الروحي» قبل تعرضه لانتكاسة صحية ووفاته.

القاسم المشترك

كان الراحل القاسم المشترك الأعظم لكل نجوم عصره على اختلافهم وتنافسهم، وكان أقلهم نجومية وأكثرهم حضوراً وتنوعاً وتجسيداً لمختلف الأدوار البسيطة والمركبة، وتميز فيها بالبساطة والتلقائية في الأداء، ما ساعده في الوصول إلى عالم النجومية سريعاً.
١٢٩ فيلماً سينمائياً بدأها بـ«قاتل ماقتلش حد» عام ١٩٧٩ واختتمها بـ«نوارة» عام ٢٠١٥، ومن أبرز أفلامه «على باب الوزير» و«الدنيا على جناح يمامة» و«الإرهاب والكباب» و«طيور الظلام» و«التجربة الدانماركية» و«المنسي».
كما قدم نحو ١٢٠ مسلسلاً تلفزيونياً، ولعل من أبرز أدواره «السحت» في مسلسل «المال والبنون» و«القصبجي» في مسلسل «أم كلثوم» و«نجيب الريحاني» في مسلسل «عماد الدين» و«الكحيت» الشخصية التي تخيلها أحمد رجب ورسمها مصطفى حسين لتتحول بإحساسه من كاريكاتير إلى شخصية من لحم ودم.
وعلى خشبة المسرح بيته الحقيقي قدّم ما يقرب من ٣٠ عملاً فنياً، ومن أهم مسرحياته «الزعيم»، و«زيارة خاصة جداً»، و«عفواً يا هانم»، و«المتزوجون».
بدأ مشواره الفني وهو طفل حيث كان يمارس التمثيل في المدرسة، وقد نمت موهبته عندما التحق بفرقة التمثيل بالجامعة أثناء دراسته بكلية الهندسة، ثم التحق بمعهد الفنون المسرحية وحصل على البكالوريوس، وكانت بدايته بالتلفزيون، ثم عمل بمسرح الطليعة والسينما، واتسم أداؤه بالبساطة وعدم التكلف، واشتهر بأداء الأدوار الكوميدية.
كما شكل قاسماً مشتركاً لمعظم أفلام الشباب الحديثة، ويعد من أبرع الفنانين الذين أدوا الأدوار الهزلية اللاذعة للمجتمع.
ورطة

ما زال الوسط الفني المصري حزيناً على رحيل راتب، وهذا الغياب سيؤثر في الأعمال التي كان يشارك في تصويرها، حيث يفكر القيمون عليها بكيفية الخروج من هذه الورطة وبإيجاد الطريقة الدرامية المناسبة لذلك.
فعلى حين يستمر أحد الممثلين بتقديم مسرحية «بلد السلطان» الذي كان يقدمها الراحل على خشبة المسرح قبل أن ينقل إلى المستشفى، بدأ مخرج مسلسل «الجماعة 2» الذي صور الراحل نصف مشاهده تقريباً بالبحث عن الحل المناسب لمعالجة هذا الغياب.
على حين أن مخرج مسلسل «الأب الروحي»، الذي صور الراحل مشاهد عديدة منه يفكر في إعلان وفاته.

مع عادل إمام
الفنان الراحل عمل كثيراً مع النجم الكبير عادل إمام منذ فترة السبعينيات من القرن الماضي وحتى العام 2015، حيث جمعهما أكثر من 20 عملاً سينمائياً وتلفزيونياً ومسرحياً، وكان ظهوره في الكثير من الأعمال الفنية مع إمام بمنزلة كلمة السر وأحد أهم أسباب نجاحها، لذا نجد أن راتب حتى رحيله كان دائم المشاركة في أفلام ومسلسلات ومسرحيات «الزعيم». وفي أكثر من لقاء مع الراحل أكد أنه تجمعه علاقة حب قوية معه ويعتبره صديقاً وأخاً.
ومن الأعمال التي شاركا فيها معاً، فيلم «قاتل ما قتلش حد» عام 1979، فيلم «انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط» 1981، وفيلم «على باب الوزير» 1982.
وشاركا في فيلم «ولا من شاف ولا من دري» عام 1983، وفيلم «واحدة بواحدة» عام 1984، وفي العام نفسه فيلم «أنا اللي قتلت الحنش»، وفيلم «حتى لا يطير الدخان».
وبعد 6 سنوات غياب عادا مجدداً عام 1990 بفيلم «جزيرة الشيطان»، وفي العام التالي قدما فيلم «اللعب مع الكبار»، وعام 1992 قدما فيلم «الإرهاب والكباب»، وبعدها فيلم «المنسي» 1993، و«الإرهابي» 1994.
وفي أول عمل مسرحي يجمع الصديقين كانت مسرحية «الزعيم» عام 1994، وفي عام 1995 قدما فيلم «طيور الظلام»، وفي العام نفسه فيلم «بخيت وعديلة».
فيلم «التجربة الدنماركية» يُعد عودتهما معاً بعد غياب 8 سنوات منذ آخر عمل جمعهما، وكان فيلم «السفارة في العمارة»، الذي عُرض عام 2005، قد جمعهما أيضاً.
كما اجتمعا في فيلم «عمارة يعقوبيان» 2006، وقدم راتب دور صديق إمام في فيلم «زهايمر» عام 2010، على حين كان آخر عمل جمع بينهما مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» الذي عُرض في موسم رمضان 2015.

شاهدان
رثى كثير من النجوم الفنان الراحل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن أهمهم في سورية كانت سلاف فواخرجي التي كتبت: «وداعاً أحمد راتب، اجتمعنا أكثر من مرة في سورية ذكريات بسيطة، لكنها كانت جميلة وصادقة، كان إنساناً وفناناً محباً وخلاقاً، ومبتسماً دائماً رحمة الله عليه».
أما أيمن زيدان فكتب: « توقفت كثيراً عند رحيل الكبير أحمد راتب.. كان شريكي في مسلسل «نسيم الروح»، وكان مثالاً للمبدع الذي يملك روحاً متوثبة ودافئة غمرت أيام غربتي في القاهرة بالحنو.. كان صديقاً وفناناً ورجلاً نبيلاً يعشق الحياة.. وتألمت حين ضاقت به الدنيا مبكراً. الصديق المبدع لرحيلك طعم المرار، ولذكراك كل التبجيل، وستظل أعمالك حية في الوجدان».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن