عربي ودولي

إيران تأمل التقدم في ملفها النووي وبريطانيا تدعوها إلى مزيد من المرونة

تتابع إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد اجتماعاتها قبل توقيع الاتفاق النهائي حول البرنامج النووي الإيراني نهاية الشهر الحالي، رغم الصعوبات التي تواجهها الأطراف وعدم التفاؤل الذي تبديه جهات معينة سواء من داخل طهران أو مجموعة القوى الدولية المشاركة في المفاوضات. وفي هذا السياق التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نظراءه من الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس، حيث تأمل طهران في إحراز مزيد من التقدم حول «النقاط الأساسية». وأشارت مصادر مقربة من المفاوضات إلى أن الاجتماع سياسياً في إطار المباحثات الجارية قبل الجولة النهائية، مؤكدة حضور وزراء الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند والألماني فرانك فالتر شتاينماير إضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.
علماً بأن اللقاء على هامش الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ.
وما زالت المفاوضات جارية بين طهران ومجموعة 5+1 منذ ما يقرب من 20 شهراً سعياً للتوصل إلى الاتفاق النهائي قبل نهاية حزيران يضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي لطهران مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية.
وفي تعليقه على المباحثات الجارية وصف رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى بالمعقدة، مؤكداً على أنها «معركة دبلوماسية حامية الوطيس».
وشدد لاريجاني خلال اجتماع مشترك بين الحكومة ومجلس الشورى على ضرورة توحيد الصفوف أمام الطرف الآخر الذي صرح علناً بسعيه إلى تفكيك المنشآت النووية الإيرانية. من جانبه أشار الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أن المفاوضات النووية بلغت مرحلة حساسة. وقال المسؤول الكبير في الوفد الإيراني عباس عرقجي: «آمل في أن تكون هناك مباحثات أكثر خلال اجتماع الوزراء بشأن عدة نقاط أساسية يدور خلاف حولها». ولم يوضح ما هي «النقاط الأساسية» في حين أن وتيرة رفع العقوبات الدولية وعملية التحقق من احترام الاتفاق من الجانبين نقاط حساسة في المفاوضات.
وقال عرقجي للتلفزيون الإيراني من فيينا حيث يحاول تقليص الخلافات حول الاتفاق النهائي: إن «الخلافات بشأن نص الاتفاق النهائي قلصت قليلاً لكن التقدم الذي تم إحرازه أقل مما كنا نأمل». وأضاف عراقجي: «إذا اقتضى الأمر ستستمر المفاوضات لبضعة أيام إضافية» ما بعد استحقاق 30 حزيران لتسوية الخلافات. وتابع: «المهم هو التوصل إلى اتفاق جيد يعترف بحقوق الأمة ومواصلة البرنامج النووي ورفع العقوبات».
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي سيلتقي ظريف على انفراد، دعا الأحد إلى أن يكون أي اتفاق مع إيران حول ملفها النووي قابلاً للتحقق.
من جانبه دعا وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس إيران إلى إبداء مزيد من المرونة من أجل التوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي من غير أن يستبعد إمكانية تخطي استحقاق 30 حزيران.
وقال هاموند لدى وصوله إلى لوكسمبورغ: «يجب أن يبدي شركاؤنا الإيرانيون قدراً أكبر بقليل من المرونة إن أردنا التوصل إلى اتفاق».
ولم يكشف عن مكان وتاريخ آخر جولة من المفاوضات التي حضر لها خبراء من مختلف الدول الأطراف منذ حزيران في فيينا. وقال هاموند: «لطالما كنا على ثقة بأننا سنصل حتى الخط الأخير وربّما ما بعده».
وتابع: «أعتقد أن المفاوضات الجدية تنطلق بالفعل وآمل خلال الأسبوع المقبل أن نبدأ برؤية بعض التقدم» مؤكداً «أننا ندفع بقوة من أجل التوصل إلى ذلك».
ويجري اللقاء بين ظريف ونظرائه الأوروبيين على هامش الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ. ويسعى كلا الطرفين إلى تحقيق المزيد من المكاسب قبل الموعد النهائي للاتفاق، لتحسين شروط التفاوض والخروج بأكبر قدر ممكن من النقاط، مع العلم أن المفاوضات الجارية بين الطرفين تنطلق من مبدأ رابح – رابح، بعيداً عن اللعبة الصفرية التي حاولت الولايات المتحدة طوال العقود الماضية فرضها على إيران، وفشلت في ذلك.
أ ف ب– روسيا اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن