رياضة

في سلتنا: المدرب الأجنبي ضرب من الخيال والتعاقد معه ضحك على اللحى

تناول عشاق السلة السورية في الآونة الأخيرة خبر تعاقد اتحاد السلة مع مدرب أجنبي لقيادة منتخب الرجال الذي سيشارك في بطولة غرب آسيا المقبلة التي ستنطلق في العاصمة الأردنية عمان، فلم تنقطع الاتصالات الحثيثة مع مدربين أجانب عن طريق شخصيات وكوادر وطينة عاملة ومتخصصة في هذا المجال من داخل القطر وخارجه، لكن جميع الاتصالات والمحاولات كان مصيرها الفشل، لا بل الفشل الذريع الذي جعل من فسحة تفاؤلنا التي اتسعت لتوها عند سماعها بخبر التعاقد أن تتلاشى وأن تصطدم بصخرة الواقع المرير الذي مازال يشكل كابوساً يجثم فوق صدور عشاق السلة السورية برؤية بشائر انفراج بكل مفاصل اللعبة، رغم أن أصواتنا وكلماتنا كانت ومازالت تنادي بضرورة وجود صحوة جديدة لمرحلة سلوية أكثر إشراقاً، وصدقت مطربتنا الكبيرة فيروز عندما غنت (لا تندهي ما في حدا).

مكشوفة
الأخبار الواردة إلينا من أروقة اتحاد كرة السلة أكدت أن المكتب التنفيذي أعطى الضوء الأخضر للاتحاد من أجل التعاقد مع مدرب أجنبي، بعد سلسلة من النتائج المريرة والنكبات التي منيت بها سلتنا الوطنية في آخر ثلاث بطولات لغرب آسيا، لكن هذا الضوء لم يكن ذلك الضوء الأخضر الذي نعرفه مفعماً بكامل الحرية في انتقاء ما يناسبنا من مدربين، لكونه اشترط على الاتحاد عدم الشطط بخياله في التعاقد فوق حدود ثلاثة آلاف دولار لهذا المدرب الأمر الذي وضع اتحاد السلة في خانة اليك ووجد نفسه ينفخ في قربة مثقوبة.
ويبدو أن المكتب التنفيذي قد ضاق ذرعاً جراء مطالبات اتحاد اللعبة بضرورة وجود المدرب الأجنبي، واعتمد على طريقة الهروب إلى الخلف بمنحه الموافقة للاتحاد مشروطة بمبلغ هو يدرك تماماً ويعرف مسبقاً كامل المعرفة بأنه لا مدرب بالعالم يعمل ضمن هذا المبلغ المادي الضئيل، وبأنه لا يمكن لأي مدرب أجنبي أي يقتنع بوجوده في بلدنا وسط هذه الأجواء الأمنية المضطربة، لذلك أخرج المكتب التنفيذي نفسه أمام الجميع مانحاً لنفسه صك البراءة بهذه الطريقة المكشوفة والتي لم تعد تنطلي على طالب في المرحلة الابتدائية، وأظهر نفسه بأنه من أكثر الغيورين على مصلحة اللعبة، وبأنه سعى للتعاقد مع مدربين لكن ثمة ظروف صعبة لم تساعده في التعاقد مع مدرب لتدريب منتخبنا في المرحلة المقبلة.

العود أحمد
يبدو أن اتحاد السلة لم يكن يعلم بنيات المكتب التنفيذي، وباشر في اتصالاته واجتهد لكنه اصطدم بواقع صعب، لكون جميع الإجابات كانت تترك إشارات استفهام حول الشرط المادي، والذي كان بمنزلة الشعرة التي قصمت ظهر البعير، وجعلت من موضوع التعاقد مع المدرب الأجنبي ضرباً من ضروب المستحيل، ليعود الاتحاد أدراجه بعد خيبته هذه إلى مدربينا الوطنيين لقيادة المنتخب في هذه البطولة، وقد وضع على طاولته أكثر من مدرب سيتم في الأيام القليلة المقبلة انتقاء واحد منهم لقيادة المنتخب، ويتبادر للذهن أكثر من سؤال، هل سيستمر الاتحاد بإستراتيجية بالاعتماد على اللاعبين الشباب في المنتخب القادم، أم سيعود عنها بحجة ضمان التأهل لأمم آسيا، وبعدها سيعود لإستراتيجيته التي لم ولن تخرج عن إطار الورقة التي كتبت عليها.

خلاصة
أيها السادة التفكير بالتعاقد مع مدرب أجنبي بشروط مالية كهذه وسط موجة الغلاء العالمية يعد أمراً في غاية السذاجة، ويدل على بساطة تفكيرنا وضعف رؤيتنا المستقبلية، وعلينا ألا نشطح بتطلعاتنا ونضحك على عشاق اللعبة وأن نكون واقعيين فذلك أفضل من أن نظهر على هذه الدرجة من الاستخفاف بأذواق عشاق اللعبة التي باتت تميز بين الغث والسمين، فلو تعمل القيادة الرياضية لمصلحة كرة السلة توازياً بالجهد الذي تعمل به لتأمين مصالحها الشخصية لكنا من مصاف الدول الكبيرة باللعبة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن