عربي ودولي

خلال أيامه الأخيرة في البيت الأبيض … أوباما يهاجم في كل الاتجاهات.. ولم ينس روسيا.. والأشد لهجة كانت من نصيب ترامب

ادعى الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة بأن روسيا دولة ضعيفة لا ينتج اقتصادها سوى النفط والغاز والأسلحة، بينما دعا دونالد ترامب والحزب الجمهوري إلى وضع الأمن القومي فوق كل اعتبار. وتأتي تعليقات أوباما على حين سجل الجيش العربي السوري بتعاون مع القوات الروسية انتصاراً عسكرياً كبيراً في حلب.
وزعم الرئيس الأميركي أثناء مؤتمر صحفي في واشنطن أن روسيا لا تستطيع تغيير الأميركيين أو التأثير فعليهم، قائلاً: «هم أصغر وأضعف (من الولايات المتحدة)، اقتصادهم لا ينتج شيئاً يريد الآخرون اقتناءه سوى النفط والغاز والأسلحة، ولا يتطور».
في الوقت نفسه، أعرب أوباما الذي سيغادر البيت الأبيض في 20 الشهر المقبل، عن أسفه من تفاقم توتر العلاقات بين واشنطن وموسكو في السنوات الأخيرة، مضيفاً: إن العقوبات المفروضة على روسيا من الولايات المتحدة تهدف إلى «منع موسكو مستقبلاً من انتهاج المسالك التي تتبعها حالياً».
تبدو تصريحات أوباما هذه مثيرة للاستغراب، إذ لم يتضح بعد ما يقصده الرئيس الأميركي بوصف روسيا «دولة صغيرة»، علماً أنه أعلن منذ فترة ليست بالبعيدة، منتصف تشرين الثاني الماضي، أن نظرته حول العلاقة مع روسيا لم تتغير منذ اليوم الأول لتسلمه الرئاسة، مشيراً حينها إلى أن روسيا تعتبر دولة مهمة وعسكرية عظمى لها ثقلها إقليمياً وعالمياً.
يشار إلى أن روسيا تتصدر، علاوة على المجالات التي ذكرها أوباما كمصادر الطاقة والأسلحة، تتصدر قائمة مصدري القمح والعديد من الثروات الطبيعية الأخرى في العالم، كما أنها الأولى في مجال تصدير التقنيات الفضائية، وهي تزود الولايات المتحدة بمحركات الصواريخ الفضائية الروسية الصنع. لكن الرسالة الأشد لهجة وجهها أوباما إلى ترامب والجمهوريين الذين قللوا من شأن القرصنة المعلوماتية. وقال مستنداً إلى استطلاع أخير «أكثر من ثلث الناخبين الجمهوريين يؤيدون فلاديمير بوتين»، وأضاف: «كيف يمكن لهذا الأمر أن يحدث؟».
وكان أوباما قد اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه أصدر شخصياً أوامر للقيام بعمليات قرصنة معلوماتية يعتقد العديد من الديمقراطيين أنها أثرت في فرص هيلاري كلينتون بالفوز.
ودعا أوباما الرئيس المنتخب إلى قبول تحقيق مستقل غير منحاز. وقال: «آمل أن يشعر الرئيس المنتخب بالقلق الذي نشعر به والتأكد من أن أي نفوذ أجنبي لم يؤثر في العملية الانتخابية». وفي حين دعا أوباما إلى فتح تحقيق، تدور معركة سياسية في واشنطن بين الجمهوريين الراغبين في إجراءات في الكونغرس يمكنهم التحكم بها والديمقراطيين الذين يريدون لجنة مؤلفة من الحزبين.
وقال أوباما: إن «المقاربة الموحدة التي يمكن للرئيس المنتخب القبول بها هي تأييده لعملية مستقلة يشارك فيها الحزبان».
ورفض أوباما الاتهامات الموجهة إليه بأنه تأخر في الرد على ادعاءات بالتدخل الروسي في العملية الانتخابية. وقال: «كان هدفي الأول التحقق من أن نزاهة العملية الانتخابية لم تتأثر وألا يعتبر أي تصريح أدلي به أو يدلي به مسؤول في البيت الأبيض منحازاً».
وأضاف: «يمكن لبوتين إضعافنا تماماً كما يحاول إضعاف أوروبا إذا بدأنا نقبل بمفهوم ترهيب الصحافة أو توقيف معارضين أو التمييز بحق إفراد لعقيدتهم أو لمظهرهم».
بدورهم انتقد الجمهوريون جهود أوباما لخفض حدة التوتر. وقال السناتور بن ساس «بدلاً من إدلاء أوباما بتصريحات يقول فيها (يمكننا اتخاذ تدابير)، على الكونغرس أن يناقش سلسلة إجراءات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية ومعلوماتية للرد على بوتين».
(روسيا اليوم– أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن