سورية

شعارها «العلم السوري الرسمي»… والمئات يتوافدون للانتساب … أوسي: نؤسس لـ«قوة المقاومة الوطنية السورية الكردية» شمال سورية

| مازن جبور

كشف عضو مجلس الشعب ورئيس المبادرة الوطنية للكرد السوريين عمر أوسي أن المبادرة تعمل على تشكيل قوة كردية سورية باسم «قوة المقاومة الوطنية السورية الكردية» في شمال سورية شعاره «العلم السوري الرسمي».
وفي تصريح لـ«الوطن» قال أوسي: «الآن نحن في المبادرة الوطنية للكرد السوريين ندعم تشكيل قوة كردية سورية باسم «قوة المقاومة الوطنية السورية الكردية» في منطقة تل حاصل وتل عرن وفي أرياف حلب»، موضحاً أنه ينضم إلى هذه القوة الآن مقاتلون من عفرين وعين العرب والقامشلي وحتى من مدينة حلب.
ولفت أوسي إلى أن شعار التشكيل الجديد هو «العلم السوري الرسمي إضافة إلى نجمة منفردة». وأكد أن «هناك المئات من المنتسبين الآن، ولدينا اجتماعات حالياً مع بعض القيادات العسكرية من هذه المقاومة للترتيب لمستقبل هذا التيار»، مشيراً إلى أنه «لا نعلم حتى الآن بردة فعل «وحدات حماية الشعب»، لكن هناك تنسيق معها ولا مشكلة حتى الآن في هذا الإطار».
وأكد أوسي أن «الحكومة السورية تقدم دعماً كاملاً لـ«وحدات الحماية» رغم بعض الخلافات التي تقع بين الجانبين، وأنها كذلك تقدم الدعم المباشر والمفتوح لأي تيار وطني يحمل السلاح ضد المجموعات الإرهابية، لافتاً إلى أن هذا ما تحدث عنه الرئيس بشار الأسد في حواره مع صحيفة «الوطن».
وبيّن أوسي، أن «وحدات الحماية» بمؤازرة من الجيش العربي السوري استطاعت السيطرة على حي بستان الباشا في شرق حلب، وهذه الأحياء عندما تمت السيطرة عليها نزح منها بحدود 10 آلاف شخص إلى حي الشيخ مقصود ذي الأغلبية الكردية.
وأشار إلى أن 90 بالمئة من «قوات سورية الديمقراطية» هم من عناصر «حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية إضافة إلى القليل من العشائر العربية وعشرات من المسيحيين، موضحاً أنه ليس له أي علم بأي توترات بين «وحدات الحماية» وقوات الجيش العربي السوري في محافظة الحسكة، مضيفاً: «بالعكس هناك معلومات بأن الأوضاع مستقرة جداً، وان بعض الخلافات التي قد تنشأ بسبب قضايا التعليم والتجاوزات التي تحصل هنا وهناك يتم حلها».
وذكر أن «هناك اجتماعات تجري بين قيادات من الجيش السوري وقيادات من «وحدات الحماية» أحياناً في محافظة الحسكة، وأحياناً في مطار حميميم بوساطة روسية»، مشدداً على أن «القيادة العسكرية الروسية في حميميم أرسلت دعوات لكل الفصائل الكردية السورية سواء المنضوية بالمجلس الوطني الكردي أو في حزب الاتحاد الديمقراطي للاجتماع في حميميم». واعتبر أن ذلك هو محاولة روسية لتقريب وجهات النظر، وترتيب أوضاع البيت الداخلي الكردي السوري. إلا أنه وبحسب أوسي فإن الكثير من هذه المجموعات والمجلس الوطني الكردي «رفضت الدعوى الروسية».
ورأى أوسي، أن هذا الموقف برفض الحوار مع الحكومة السورية ورفض الحوار مع «الأصدقاء الروس من بعض الأحزاب الكردية خطأ كبير ترتكبه تلك المجموعات التي ما يزال رهان البعض منها على المشروع الأميركي في سورية». وتابع: إن «أميركا باعت أكراد سورية إلى تركيا منذ زيارة نائب الرئيس الأميركي، جون بايدن قبل أشهر إلى تركيا، وقيامه بالتنسيق مع الدولة التركية وحل الخلافات الأميركية معها».
ومن وجهة نظر أوسي فإن «تركيا أصغر من أن يكون لها خلافات مع واشنطن فالسيد الأميركي هو المتحكم بالشؤون العسكرية والاقتصادية والسياسية التركية، وكون تركيا عضواً في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تمكنت من حل بعض الخلافات مع واشنطن، وفي اليوم الذي غادر فيه بايدن تركيا جرى اجتياح جرابلس وجرت عملية استلام وتسليم بين الجيش التركي وبين داعش، وتمدد النفوذ التركي إلى بعض الجغرافيات الأخرى في سورية خاصة في المنطقة الشمالية».
وبعد أن أكد أوسي وجود تنسيق بين الطرفين دعا «لإقامة غرفة عمليات مشتركة تشارك فيها وحدات الحماية والجيش السوري تحت إشراف الأخير، وهذا هو الموقع الطبيعي للكرد السوريين»، مشدداً على «وجوب عدم المراهنة على الأجندات الخارجية، لأن أميركا لا تملك أي أجندة سياسية لكرد سورية، وهي بحاجة لشركاء بريين لتحرير بعض الجغرافيات من داعش مثل الرقة والمنطقة الشرقية حتى يكون لتركيا موطئ قدم في المفاوضات القادمة، وإذا ما حدثت المفاوضات السياسية يكون بيد تركيا ورقة، هي احتلالها لهذه الجغرافيات، وهذا أيضاً هو المشروع الأميركي للسيطرة على المناطق الشرقية ومحيط حلب، لصرفها في المفاوضات السورية».
وأضاف: «ومن هنا وارتباطاً بهذا الموضوع جاءت معركة تدمر، أي أن الأميركان بعد خسارتهم المدوية الإستراتيجية لأدواتهم في حلب، حشدوا أكثر من 6000 إلى 7000 من قوات داعش تم استقدامهم من الموصل ومن مناطق الرمادي في العراق بأرتال تحت أنظار الطائرات التركية، وأيضاً من الرقة للتعويض والتشويش على انتصارات الجيش في حلب وإعطاء دفعة للإرهابيين بأنهم ما زالوا موجودين ولم يفقدوا زمام الهجوم، وهذا هو المشروع الأميركي». وتابع: «أما تركيا فلا تفكر فقط بالسيطرة على هذه الجغرافيات بالشمال لفرض شروطها وتقاسم ما يمكن أن نسميه بين معترضتين الكعكة السورية في المستقبل، بل تركيا ترى أن وجودها في هذه المنطقة هو ضروري لتحقيق أطماعها التاريخية في سورية، ونحن نعلم أنه عندما تدرس الحكومة التركية حتى اللحظة ميزانية المحافظات التركية هي تدرس ميزانية 83 محافظة رغم أنه في تركيا 81 محافظة، وتضع ميزانية لحلب تساوي 1 ليرة تركية، وكذلك الموصل».
وأوضح أوسي، أن تركيا عندما شعرت أن المخطط رقم 2 الخاص بها يمكن تطبيقه في سورية أي «التقسيم»، بدأت تبحث عن ضم حلب إلى الجغرافيا التركية، وتوسيع الحدود الجغرافية لتركيا الإدارية بعد أن سقط مشروعهم العثماني على امتداد حوض شرق المتوسط وجنوب المتوسط. وأضاف «هذه الأطماع التركية أطماع حقيقية وولاية الموصل بالنسبة لتركيا والذاكرة العثمانية الطورانية ذاكرة الاتحاد والترقي، تشمل ثلاث ولايات من كردستان العراق هي دروك وأربيل والسليمانية إضافة إلى كركوك، ومن حسن حظنا أن شبح التقسيم قد انتهى في سورية بانتصارات الجيش السوري وتوحيد مدينة حلب التي أرادوها شرقية وغربية والمبعوث الدولي ستيفان دي مستورا باجتماعه الأخير مع السيد وزير الخارجية (والمغتربين) عرض قضية الإدارة الذاتية بشرق حلب، للحفاظ على الإرهابيين والمجموعات الإرهابية وتسويق هذه الإدارة لشرق حلب في أوروبا والعالم الغربي، والتمترس وراء أعداد خيالية من السكان المدنيين».
وأعرب أوسي عن اعتقاده بأن التنسيق بين «حماية الشعب» والجيش العربي السوري والقوات الرديفة الأخرى سيزداد في حلب، وسيمتد إلى مدينة الباب وغيرها من المناطق.
وقال: «أنت تعلم هناك تفاهم روسي تركي، وروسيا تقوم بدور الوساطة بالإضافة إلى إيران بين سورية وتركية، لكن هناك خطوط حمر بالنسبة للروس لامتدادات الجيش التركي، ومدينة الباب من هذه الخطوط الحمر، لكن من الممكن أن تحدث تفاهمات في هذا الإطار»، مشدداً على أن تركيا عينها على الباب ومنبج والرقة كمدينة لقطع الطريق على المشروع الكردي وإيقاف وصل المناطق الثلاث: القامشلي وعين العرب بعفرين. وتوقع أوسي أن يمتد الاجتياح التركي الاستعماري إلى شرق نهر الفرات إلى عين العرب ورأس العين والقامشلي لنسف هذه المناطق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن