سورية

أكدت أن انتصار حلب هو انتصار للمقاومة .. طهران لأنقرة: يجب إنهاء حصار الإرهابيين لبعض المناطق السورية

| وكالات

بعد استدعاء إيران القائم بالأعمال البريطاني للاحتجاج على تصريحات حول دور إيران في سورية، أكد النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري لرئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم ضرورة إنهاء الحصار الذي تمارسه بعض المجموعات الإرهابية على بعض المناطق السورية، على حين اعتبرت وزارة العدل الإيرانية أن انتصار حلب وتطهيرها من دنس المجموعات الإرهابية هو انتصار لجبهة المقاومة برمتها.
وحسب وكالة «سانا» للأنباء، بحث جهانغيري خلال اتصال هاتفي له أمس، مع يلدريم التطورات الأخيرة في مدينة حلب، أكد جهانغيري ليلدريم «ضرورة إنهاء الحصار الذي تمارسه بعض المجموعات الإرهابية على بعض المناطق السورية».
وطالب جهانغيري تركيا بالتعاون مع بلاده في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، مجدداً استعداد إيران لإرسال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحتاجة في سورية. من جانبه، اعتبر يلدريم أن تعاون طهران وأنقرة مهم جداً للبلدين والشعبين.
يذكر أن عدد من المناطق في سورية تعاني حصاراً مستمراً تفرضه التنظيمات الإرهابية على سكانها، حيث تتعرض مدينة دير الزور لحصار خانق منذ أكثر من سنتين من تنظيم داعش الذي تؤكد تقارير كثيرة ارتباطه بالنظام التركي، كما تعاني بلدتا كفريا والفوعة الواقعتان شمال مدينة إدلب بنحو 10 كم منذ نحو سنتين لحصار من الميليشيات المسلحة المرتبطة بالنظامين السعودي والتركي، إضافة إلى استهدافهما بمئات القذائف ومحاولات اقتحامهما.
ويأتي ذلك، بعد أن استدعت إيران (الجمعة) القائم بالأعمال البريطاني في غياب السفير، للاحتجاج على التصريحات التي وصفتها بـ«اللامسؤولة» لمسؤولين بريطانيين عن دور طهران في سورية، وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء عن التلفزيون الإيراني أمس.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية: «بعد التصريحات والمواقف اللامسؤولة لمسؤولين بريطانيين حول دور الجمهورية الإسلامية في الأزمة السورية تم استدعاء القائم بالأعمال البريطاني إلى وزارة الخارجية لتلقي احتجاج إيران الرسمي».
وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون صرح (الخميس) أنه «استدعى» سفيري روسيا وإيران «للإعراب لهما بوضوح عن قلق الحكومة البريطانية لعمليات إيران وروسيا في سورية» بحسب الخارجية البريطانية.
وتدعم إيران الحكومة السورية الشرعية سياسياً ومالياً وعسكرياً بإرسال مستشارين عسكريين إلى سورية دعماً للجيش العربي السوري في محاربته التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة التي تعيث إجراماً في الأراضي السورية، بدعم من دول إقليمية وخليجية وأوروبية، إضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وفي العاشر من كانون الأول، استدعت إيران السفير البريطاني في طهران احتجاجاً على تدخلات رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي قالت أمام قادة دول خليجية: إنها مستعدة لمساعدتهم للتصدي للنفوذ الإيراني.
وفي 2015 أعادت إيران وبريطانيا فتح سفارتيهما بعد إبرام اتفاق حول النووي وتعيين سفيرين في أيلول للمرة الأولى منذ 2011.
وحسب «سانا»، ترافق ذلك مع تجديد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي التأكيد في تصريح له على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة في سورية.
وقال قاسمي: إن «إيران أكدت وتابعت جدياً مسألة الحفاظ على أرواح المدنيين وعودة الأمن والاستقرار إلى جميع مناطق سورية وبدء الحوار السوري السوري كإستراتيجية دائمة لحل الأزمة وما زالت تؤمن بأن الحل السياسي هو الحل الوحيد لها».
وأضاف قاسمي: إنه «في ضوء الإجراءات المستمرة والمكثفة لوزير الخارجية محمد جواد ظريف خلال الأيام الأخيرة والاتصالات الهاتفية المتكررة التي أجراها مع بعض نظرائه في عدد من الدول ومنها سورية وروسيا وتركيا، فقد تم بذل الجهود للوصول إلى حلول مؤثرة والعمل للاتفاق النهائي على عقد اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا في موسكو في 27 كانون الأول الجاري».
وأشار قاسمي إلى الضجيج الأخير المفتعل من المحور (الغربي العربي) الداعم للإرهاب حول الأوضاع في حلب، وقال: «إن السياسات الدعائية والمعايير المزدوجة من هذه الدول الداعمة سراً وعلانية للإرهابيين في سورية وسائر المناطق مكشوفة في هذا الضجيج العبثي كلما تم تضييق الخناق على الإرهابيين».
وبيّن قاسمي أن بلاده بادرت في سياق سياساتها المبدئية لبذل الجهود وإجراء مشاورات واسعة ومكثفة لمساعدة المدنيين وعودة الاستقرار إلى حلب.
من جانبه قال وزير العدل الإيراني مصطفى بورمحمدي في تصريح نقلته «سانا» أمس: إن «تحرير حلب تصدر جميع الأنباء لأن هذا الانتصار ليس بالموضوع العابر بل يشكل صراعاً تدخلت فيه قوى عالمية».
وأوضح بورمحمدي أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية وإسرائيل والأنظمة الرجعية والعميلة في المنطقة عملت على تأسيس مجموعات إرهابية منحرفة في مواجهة جبهة المقاومة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن