ثقافة وفن

مشروع دعم سينما الشباب فرصة لخلق فكر جديد ودم جديد … معن جمعة لـ«الوطن»: أطمح لصناعة سينما واقعية وبسيطة

| عامر فؤاد عامر

تحتاج اللغة السينمائية لمزيد من العناية والدقة في التعامل من صانعيها، وذلك في البحث عن أساليب متجددة لتطويرها. ويتدرج المخرج الشاب (معن جمعة) ليقدم نفسه بثقة من خلال تجاربه وإتقانه لخطواته؛ فالبداية كانت مع أفلام الكاميرا المنزلية، ثم العمل على إنجاز فيلمه القصير ضمن مشروع دعم سينما الشباب الذي تُعنى به المؤسسة العامة للسينما، واليوم يسعى لإنجاز فيلمه الطويل (زينة) بإشراف فني من مدرسة الفن المسرحي، وعن تجاربه يحدثنا:

لديك مجموعة من التجارب الفيلمية في عالم الإخراج عبر الكاميرا المنزلية، هل لك بالحديث عن هذه التجربة؟
جاء فيلمي الأول عبر الكاميرا المنزلية بعنوان (شمس العيد) وهو فيلم عن علاقة طفل بوالده في فترة قدوم العيد، وعن الاحترام والوعد والانتظار. الفيلم الثاني واسمه (أنثى) يتحدث عن معاناة الفتاة في مجتمعنا، حيث يرصد الفيلم حكاية أربع فتيات يقمن بأعمالهن وواجباتهن اليومية مع تعرضهن لمشاكل من المحيط، لكن في النهاية يجسد ذلك الرصد حكاية الأنثى ومقاومتها في هذه الحياة. التجربتان كانتا ممتعتين واعتنيت فيهما كثيراً وهما كانتا التمهيد لبداية جديدة.

فيلم (فاصلة) القصير هو تجربتك الأولى في عالم الفيلم القصير، كيف وجدت التجربة وعما يتحدث؟
فيلمي الاحترافي الأول كان «فاصلة» وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وهو أحد أفلام المنحة في مشروع دعم الشباب للأفلام القصيرة، وهو يتحدث عن لحظة مفصلية في حياة شخصٍ يهرب من منزله مع ابنه، حيث إنه يأخذ على عجلٍ بعض الحاجيات، ومن بينها ركوة قهوة، وفي الطريق يتعرضان لإطلاق نار من قناصٍ يرصد المكان، فيركض الأب بسرعة وتقع ركوة القهوة من بين حاجياته. وهنا يأتي السؤال عبر المشهد الأخير: هل سيعود الأب ليأخذ ركوة القهوة أم إنه سيتركها ويرحل، وماذا تعني له هذه الركوة؟!
الفيلم من تأليفي وإخراجي ومن بطولة الفنان (سومر إبراهيم)، والطفل (عدي).

هل تعتقد أن السعي لمنح السينما السورية هويتها الخاصة بدم شباب متجدد ينسجم مع مشروع دعم سينما الشباب الذي تعنى به المؤسسة؟
كما تعلم لا يوجد إنتاج سينمائي خاص في بلدنا الحبيب سورية، وما تقدمه المؤسسة العامة للسينما من منحٍ لسينما الشباب هو أمر مهم جداً، حيث إنها فرصة لخلق تفكير جديد، ودم جديد، في السينما السورية. وقد اكتفيت بفرصتي التي منحتني إياها المؤسسة من خلال فيلمي «فاصلة» لذلك لم أسع لمنحة جديدة هذه الدورة، فأنا لا أريد أن آخذ فرصة غيري من الشباب، فلتكن هناك فرصة لأسماء جديدة.

تجهز اليوم لفيلمك الطويل (زينة). كيف تجري الترتيبات لإنجازه؟ وأين وصلت فيها؟
(زينة) فيلم طويل يندرج في نوع السينما الواقعية، سيتم تصوير مشاهده الأولى خلال شهر كانون الأول، فقد وصلنا إلى مراحله التجهيزية الأخيرة، والنص من تأليفي. كما لا بد من الإشارة إلى أن فيلم (زينة) يأتي بالتعاون الفني مع مدرسة الفن المسرحي، حيث إن هذه الأكاديمية أشرفت على تجهيز الممثلين (المحترفين) قبل التصوير. كما أن الفيلم من بطولة الفنان «لجين إسماعيل» وسنعلن عن أسماء الممثلين المشاركين فيه في وقتٍ لاحق.
يتحدث الفيلم عن جندي في الجيش يتعرض لإصابة جسدية، وتستطيع زوجته الوصول إليه، فتراقبهم عين الكاميرا في حصارٍ يدوم لعشرة أيام، ويحكي الفيلم أيضاً تفاصيل عن دور المرأة في الحروب، وتسليط الضوء على ذلك، فهو دورٌ مهمٌ جداً يساوي دور الرجل ومسؤوليته إن لم يكن أكبر منه وأهم.

إلى أين تطمح؟ وما المشاريع التي تسعى إليها أيضاً لتطوير لغتك السينمائية؟
أطمح دوماً لتحقيق مقولتي السينمائية، فأنا أريد صناعة سينما مختلفة واقعية وبسيطة، أما من ناحية تطوير لغتي السينمائية، فهذا ما أعمل عليه في كل يوم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن