ثقافة وفن

حائط البراق الشريف والحلم الإسرائيلي بهدم الأقصى … الكيان الصهيوني «يقضم» القدس ويهدم الأقصى ولجنة القدس تتمتم بالإدانات!!

| شمس الدين العجلاني

هل يتحقق الحلم الإسرائيلي بهدم المسجد الأقصى ويصبح واقعاً وخاصة في هذا الزمن، زمن الانهيار العربي الذي ابتدعته دول الخليج ومن سار في فلكها، مع العلم أن ما يسمى مجلس التعاون الخليجي (المجلس الوزاري) والمغرب والأردن ولجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس، لا يزالون على نية العزم على تقديم الدعم اللازم لحل القضية الفلسطينية حلاً شاملاً ودائما يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، وحماية المقدسات الإسلامية!؟
ولايزال مجلس التعاون الخليجي يدين استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والإجراءات الإسرائيلية لتغيير هوية القدس الشريف ومعالمها واستمرار الاستيطان والاعتقال التعسفي والعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة!؟

لقد أدان مجلس التعاون الخليجي والمغرب والأردن ورئيس لجنة القدس الملك محمد السادس في بداية هذا العام «آذار 2016» في الرياض، بشدة الانتهاكات التي تقترفها سلطات الاحتلال الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني والتصعيد الخطر في الهجمات الممنهجة التي تقوم بها إسرائيل على المسجد الأقصى والقدس الشريف بهدف تقسيم المسجد المبارك زمنياً ومكانياً وتهويد القدس الشريف، كما أشاد مجلس التعاون الخليجي، بالجهود التي يبذلها ملك الأردن عبدالله الثاني، في الدفاع عن القدس ومقدساتها في إطار الرعاية والوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وخصوصاً عمل الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية!؟ وحينها قال قائل تعليقاً على بيان مجلس التعاون الخليجي: «رحم اللـه الفرزدق حين قال: أبْشِرْ بطُولِ سَلامَة يا مَرْبَعُ».
ما نفع اجتماعات ما اصطلح على تسميته مجلس التعاون الخليجي الذي ينطبق عليه قول القائل: «اسمع جعجعة ولا أرى طحنا» إلا فيما يؤدي إلى تدمير الإسلام والمسيحية والعرب والعروبة!؟ وإدانات هذا المجلس «لا تسمن ولا تغني من جوع» مادام رئيس لجنة القدس ملك المغرب!؟ وحامي الظعائن المزعوم ملك الأردن!؟ ومجلس التعاون بمظلة السعودية!؟
منذ عشرات بل مئات السنين وهم يبتدعون فنون التنقيب تحت مسميات عدة، حول المسجد الأقصى بحثا عما تدعيه إسرائيل من بقايا هيكل سليمان، حيث قامت بأعمال التنقيب للمرة الأولى عام 1890 باسم «جمعية صندوق استكشاف فلسطين» بهدف إيضاح ما جاء في التوراة وتأكيد مزاعمها حول حق اليهود التاريخي في فلسطين العربية.. وتوالت الجمعيات والمؤسسات والمنظمات بأسماء مختلفة ومتعددة في البحث والتنقيب حول وتحت المسجد الأقصى، بهدف واحد هو إثبات المزاعم اليهودية الصهيونية في هيكل سليمان المندثر.
وعلى مر السنين تثبت هذه الحفريات والتنقيبات أنه لا وجود لآثار هيكل سليمان في مدينة القدس العربية، لقد قال العلم والتاريخ كلمته بالنسبة لهيكل سليمان فقد أكدت الدراسات أنه لا يوجد أي آثار عبرانية تعود إلى الدور الأول من العصر الحديدي «1200 – 5900 ق. م».
هذا مع العلم أن الدكتورة كائلين كينون قامت عام 1960 بإعادة التنقيب في الأماكن التي سبق أن جرى فيها التنقيب الأثري وذكرت في تقريرها أن المكتشفات التي توصلت إليها لم تكن إلا من العصر اليوناني في القرن الثاني ق.م. وكذلك جاء في تقرير البروفسور اليهودي بنيامين مازار الذي أصدرته الجمعية الأثرية الإسرائيلية عام 1970 أن الجدار الجنوبي للأقصى هو بناء إسلامي وما تحت الآثار الإسلامية تعود إلى أيام مدينة «إيليا»، وكذلك نفت عدة مصادر أخرى يهودية وغربية أن يكون لما يسمى «حائط المبكى» أي علاقة بهيكل سليمان المندثر.
في حين تؤكد الحركة الصهيونية الآن أنه الجزء المتبقي من هيكل سليمان.. فالأنسيكلوبيديا اليهودية التي نشرت عام 1901 لم تتضمن مادة تتعلق «بحائط المبكى» تحت أي اسم، غير أن تلك التي نشرت عام 1939 تضمنت مادة عن الحائط المذكور مع اسمه اليهودي.. وأيضاً الانسيكلوبيديا الصادرة عن جامعة كولومبيا عام 1964 تحت اسم كولومبيا فايكنغ دسك أشارت في الصفحة 902 تحت مادة القدس فقرة المسجد الأقصى إلى ما يلي: «جزء من جدار الحرم يعتقد أنه مصنوع من حجارة مأخوذة من معبد سليمان وهذا المسمى «حائط المبكى» مقدس لدى اليهود». وأيضاً أشار الشيخ عبد الحميد السائح نقلا عن الأستاذ العامري عن دائرة المعارف البريطانية، إلى أنه ليس من المؤكد أن الهيكل كان في حرم المسجد الأقصى (مجلة القدس العدد 21 تاريخ 1/8/1981).
وفي مذكرة قدمها رفيق الدجاني مدير الآثار الأردنية إلى لجنة المتخصصين في الحفريات التي عقدتها إدارة فلسطين– الأمانة العامة للجامعة العربية– عام 1971 ذكر فيها أن الحفريات منذ أكثر من قرن فشلت في العثور على إثباتات قاطعة مقنعة من آثار الهيكل في الحرم الشريف.. وفي مقابلة صحفية (صحيفة تشرين أيلول 1981) مع الدكتور هورست كلينغل مدير الدراسات الشرقية القديمة في أكاديمية العلوم بألمانيا الديمقراطية ذكر: «هذه الحفريات لا تتم لهدف علمي بل تمثل استثارة واستفزازاً للشعب العربي لأن هذه التنقيبات من وجهة النظر العلمية الحقيقية لا حاجة لها إطلاقا. ومن المبادئ المعروفة في علم الآثار احترام النصب والآثار المعمارية والتاريخية. فمثلا لو كان هناك معبد تاريخي مهم تحت الجامع الأموي بدمشق أو تحت الجامع الكبير في حلب لما جاز هدمها بحجة التنقيب عن ذلك المعبد، كما لا يجوز مثلا هدم آثار تدمر للبحث عن آثار أخرى تحتها».
ومع كل ذلك يحفرون وينقبون ويبحثون.. أحاطوا القدس العربية بمستعمراتهم الإرهابية.. هدموا معالمها العربية.. أعلنوها عاصمة أبدية لهم ومنحوها زوراً وبهتاناً جنسيتهم العنصرية.. وما زالوا يحفرون وينقبون، لقد سرقوا كل شيء الزيتون والقمر وزرقة السماء، وصادروا كل شيء الطفولة والبسمة والتاريخ.. وما زالوا يحفرون وينقبون والمدينة المقدسة صامدة وأبناؤها صامدون يدافعون عن المسجد الأقصى بالبندقية وغصن الزيتون ويستصرخون أبناء الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج لتحريره من نير الاستعمار الصهيوني.

الجدار الغربي للمسجد الأقصى
يحيط بالمسجد الأقصى من جهاته الأربع سور الحرم الشريف وهو سور عظيم منيع عنيَ المسلمون به وبما حوله في مختلف العصور لما له من التأثير في المحافظة على هذا المسجد المبارك، أنشؤوا فوقه المدارس والزوايا وحبسوا ما حوله من الخارج أوقافا حتى أصبح محاطا حينئذ داخلاً وخارجاً بألوف المتعلمين والعابدين والزائرين.
وفي الساحة من القسم الغربي من هذا السور مكان له قيمة عظمى عند المسلمين لأنه موضع البراق الشريف نسبة إلى براق النبي، صلى اللـه عليه وسلم، ليلة الإسراء. فكان له منهم عناية خاصة، إذ حبسوا ما يحيط ويتصل به أوقافاً على المسلمين وعلى زاوية الشيخ الإمام العالم العارف أبي مدين شعيب بن الشيخ المجاهد العالم أبي عبد اللـه محمد بن أبي مدين شعيب المغربي. وأنشئت هنالك منازل الوقف متراصة حيث أحاط المسلمون سكانها بمكان البراق الشريف من الخارج إحاطة مؤدية إلى حراسته. وقد بلغ من تراص هذه المنازل حول هذا المكان الذي هو جدار الحرم وبقية أبنية هذا الوقف استعمل ممر ليسلك منه السكان المسلمون إلى منازلهم.
هذا الممر الخاص الموقوف وقفا إسلامياً لم يمانع المسلمون فيما مضى الزائرين والسائحين على اختلاف طوائفهم وأديانهم وفي جملتهم اليهود من الوقوف للنظر إلى تلك الناحية التاريخية الأثرية من الخارج.
غير أن اليهود أخذوا تدريجياً يقلبون هذه الزيارة العادية إلى مراسم دينية، الأمر الذي انتبه إليه المسلمون في حينه وأخذوا يقفون دون أي محاولة من هؤلاء الطامعين الذين خرجون بها عن حدود الزيارة العادية.

مطامع اليهود ومحاولاتهم قبل الاحتلال
يرمي اليهود منذ أمد بعيد إلى غاية رهيبة هي انتزاع المسجد الأقصى من يد المسلمين بزعم أنه (الهيكل)، ولكنهم لم يكونوا يصرحون هذا قبلاً لأن البلاد المقدسة كانت في حراسة المسلمين أنفسهم، وإنما كانوا يحاولون من آن لآخر إغفال ذوي الشأن والاستفادة من إباحة الوقوف خلف الجدار المذكور ليمنحوا تساهلاً أوسع.
ولكن هذه المحاولات لم تكن تجديهم نفعاً رغم ما كانوا يتوسلون به من شتى الوسائل وخصوصاً في عهد الحكومة العثمانية. فقد دأب زعماؤهم على التوسل إليها بمختلف الطرق وبألوان من المطالب التي قد تخفي تحتها تلك الغاية من تأسيس حق لهم في ذلك المكان الإسلامي المقدس يكون خطوة في سبيل تحقيق مطامعهم الرهيبة، فكانوا يحاولون حينا أن يصحبوا معهم كراسي ومقاعد يجلسون عليها وحينا آخر يحاولون وضع موائد ومصابيح وغيرها.
غير أن ولاة الأمور حينذاك كانوا يحظرون عليهم ذلك ويقمعونه بشدة ويمنعونهم من أن يتجاوزوا الزيارة العادية بوضعها وشكلها، كما ظهر ذلك من الوثائق ومن قرارات (مجالس إدارة اللواء) في زمن الحكومة العثمانية.

محاولات اليهود بعد الاحتلال البريطاني
لم يكن إخفاق اليهود المتكرر في عهد السلطات الإسلامية ليقلع بهم عن تلك المطامع الرهيبة، ولكنها خبت في نفوسهم كما تخبو النار تحت الرماد.
وما أن جاء الاحتلال ومنح الوعد البريطاني وطناً قومياً لليهود بفلسطين، حتى تطاير ذلك الرماد وعادت تلك المطامع تتأجج وظهر لهيبها على ألسنة زعمائهم وغوغائييهم في جميع العالم، فأخذوا يعلنون ما كتموا متخذين من الاحتلال والوعد بالوطن القومي قوة ظنوها كافية لتحميهم من الاستهانة بالرأي العام.

حائط البراق الشريف
تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة ومنها العربية بين الفينة والأخرى بأخبار حول المسجد الأقصى ويذكرون اسم حائط البراق الشريف خطأ باسم حائط المبكى وهي التسمية اليهودية.
يطلق الصهاينة اسم حائط المبكى على نحو ثلاثين متراً من الحائط الغربي للحرم الشريف البالغ طوله 100م وعلوه 20م ويزعمون أن هذا الجزء من الحائط هو الأثر المتبقي من هيكل سليمان.
إن هذه الناحية من الجدار، هي مكان البراق الشريف نسبة لبراق النبي محمد، صلى اللـه عليه وسلم، ليلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وإن المسلمين في جميع الأقطار يجلّون الإسراء الذي جاء نصاً في القرآن الكريم. وهذا الجدار هو جدار المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين، الذي هو عند المسلمين عامة بمنزلة حرم مكة المشرفة وحرم المدينة المنورة، وكل جزء من الحرم الشريف وكل جدار يحيطه بما فيه هذا الجدار الغربي هو في عقيدة المسلمين جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك الذي أشار النبي، صلى اللـه عليه وسلم، إلى فضل زيارته والصلاة فيه، وشد الرحال إليه، من أدنى الجهات إلى أقصاها.
ويمتد أمام هذا الحائط رصيف بعرض أربعة أمتار تقريباً وعلى مسافة قصيرة من الرصيف وإلى الجنوب منه يتشكل ضمن الحائط تجويف صغير تذكر الكتب الدينية الإسلامية أن الرسول العربي محمد «صلى اللـه عليه وسلم» ربط براقه «دابته» به أثناء إسرائه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى لقوله «صلى اللـه عليه وسلم» أتيت بالبراق فركبته، حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء. (رواه أنس بن مالك) ومنذ ذلك التاريخ يطلق اسم البراق الشريف على هذا الحائط تيمناً بربط الرسول «صلى اللـه عليه وسلم» لبراقه به.
وتعود تاريخ أحجار هذا الحائط إلى عصور مختلفة، فالأحجار المنحوتة الضخمة في أسفله تعود إلى زمن هيرودوس ويعلوها أحجار غير منحوتة تعود إلى العصر الروماني والطبقات العلوية من الحجارة تعود إلى عام 1500م وذلك حسب رأي أغلبية علماء الآثار.
وقصة (حائط المبكى) بدعة ابتدعها زعماء الصهاينة حديثاً لربط اليهود من جميع أنحاء العالم بأي أثر مقدسي لهم في فلسطين يثير مكامن الشعور فيهم بغية تجميعهم لإعادة بناء هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى، وبعد أن رأى هؤلاء الصهاينة أن قضية الحائط تجاوزت أهميتها الدينية إلى الناحية السياسية التي يمكن استغلالها على صعيد أوسع وأشمل أكدوا من خلال مؤتمراتهم ووسائل إعلامهم المختلفة أن هذا الجزء من حائط البراق الشريف هو في الأصل جزء باق من هيكل سليمان لذا يجب الكشف عنه وإلحاقه بالممتلكات الدينية اليهودية.
وأوضح دليل على أن قضية حائط المبكى هي قضية مستحدثة أن الموسوعة اليهودية التي نشرت عام 1901 لم تشر من قريب أو بعيد إلى أي مادة تتعلق بالحائط المذكور مع اسمه اليهودي «حائط المبكى» في حين تلك التي نشرت عام 1939 تضمنت مادة تتعلق بالحائط مع اسمه اليهودي وعلى أنه من بقايا هيكل سليمان.
وحين اشتد ساعد اليهود في فلسطين العربية بدعم من الاستعمار الغربي ودعم بعض الأنظمة العربية، أخذوا يتقربون من الحائط لإضفاء الصفة اليهودية عليه وتغيير وضعه التاريخي وصفاته الإسلامية، فبدؤوا يتسللون إليه ويضعون حوله الستائر ويضيئونه بالمصابيح ويتجمهرون حوله أيام السبت وهذا ما أثار حفيظة المواطنين العرب ضد المحاولات اليهودية الرامية إلى إقرار حقوق ثابتة لهم في حائط البراق الشريف.. وبدأت الاشتباكات اليومية بين العرب واليهود إلى أن بلغت ذروتها عام 1929، ما اضطر الحكومة البريطانية آنذاك للتدخل للحد من انتفاضة الشعب العربي، فطلبت من عصبة الأمم المتحدة «الأمم المتحدة حالياً» تشكيل لجنة للتحقيق في ملكية الحائط واتخذت عصبة الأمم قراراً يقضي بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في ملكية حائط البراق الشريف وكانت مهمة هذه اللجنة: (تسوية الحقوق والمطالب للعرب واليهود).
وفي 2 أيار من عام 1930 تشكلت هذه اللجنة من:
1 – الياس لوففون: وزير الشؤون الخارجية في حكومة أسوج سابقاً وعضو مجلس الأعيان رئيساً.
2 – تشارلس باردي: رئيس محكمة العدل في جنيف ورئيس محكمة التحكيم النمساوية – الرومانية المشتركة عضواً.
3 – فان كمين: حاكم الساحل الشرقي لجزيرة سومطرة سابقاً عضواً.
توصلت هذه اللجنة الدولية إلى عدة قرارات في كانون الأول سنة 1930. ورفعت نسخة إلى الحكومة البريطانية، ونسخة أخرى إلى مجلس عصبة الأمم «الأمم المتحدة حالياً» وكان من أهم القرارات:
-للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف الإسلامي.
إن أدوات العبادة وغيرها من الأدوات التي يحق لليهود وضعها بالقرب من الحائط بالاتفاق بين الفريقين، لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تعتبر أو أن يكون من شأنها إنشاء أي حق عيني لليهود في الحائط أو في الرصيف المجاور له.
– يمنع جلب المقاعد والسجاجيد والحصر والكراسي والستائر والدواب إلى الحائط.
– لا يسمح لليهود بنفخ البوق بالقرب من الحائط.
ويعتبر قرار هذه اللجنة أول وثيقة دولية تثبت حق العرب والمسلمين في ملكية حائط البراق الشريف.
ومع كل ذلك ما زالوا يحفرون وينقبون ويبحثون.. عن أي أثر يثبت زعمهم الباطل في هيكل سليمان الذي قال التاريخ كلمته به وأنه هدم وخرب واندثر آخر مرة على يد القائد الروماني طيطس في شهر آب من عام 70 ميلادي.. وما زالوا يحفرون وينقبون، لقد سرقوا كل شيء الزيتون والقمر وزرقة السماء وصادروا كل شيء الطفولة والبسمة والتاريخ.. وما زالوا يحفرون وينقبون والمدينة المقدسة صامدة وأبناؤها صامدون يدافعون عن المسجد الأقصى بالبندقية وغصن الزيتون ويستصرخون أبناء الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج لتحريره من نير الاستعمار الصهيوني.
ثمانية وستون عاماً من الاحتلال الصهيوني وشعب فلسطين يقاوم قرارات واجتماعات ومعاهدات سلام ومجلس أمن وأمم متحدة وحل الدولتين، كل ذلك لم يثن الشعب الفلسطيني عن المقاومة والتشبث بأرضه وحقوقه، ولم يستطع الصهاينة أن يحولوا الحلم إلى حقيقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن