سورية

حرق المسلحين للباصات يرجئ إخراج المحاصرين في حلب والفوعة وكفريا

| حلب- الوطن

أرجئت أمس عملية إخلاء الحالات الإنسانية في الفوعة وكفريا بسبب تعدي مسلحي إدلب بالحرق على الباصات التي كانت متجهة إلى البلدتين لتقلها إلى مناطق سيطرة الجيش العربي السوري، وتأخرت معها عملية إخراج مسلحي الأحياء الجنوبية والشرقية من حلب إلى ريف المحافظة الغربي.
جاء ذلك بعد يومين من توقف عملية إخلاء مسلحي حلب المحاصرين في أحيائها الجنوبية على خلفية إخلال زملائهم الذين غادروا المدينة ببنود الاتفاق السابق المبرم بعدم السماح للحالات الإنسانية في الفوعة وكفريا المحاصرتين من مغادرة البلدتين بالتوازي مع مسلحي حلب ليعقب الخلاف اتفاق جديد أدخل مدنيي وجرحى مدينتي الزبداني ومضايا على خط فك حصارهم.
وأكدت مصادر أهلية لـ«الوطن» قيام مسلحين في إدلب بحرق خمسة باصات والاستيلاء على اثنين آخرين من الباصات الـ25 التي اتجهت من حلب إلى الفوعة وكفريا شرق مدينة إدلب لنقل جرحى ومدنيين أطفال ونساء إلى حماة، وذلك قبل وصولها إلى البلدتين ما عرقل العملية المتفق عليها بموجب المفاوضات بين أطراف مختلفة.
وأشارت المصادر إلى أن اشتباكات جرت عقب حرق الباصات بين ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» و«جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) ردها بعضهم إلى قيام الأخيرة بحرق الباصات التي أوكلت مهمة حمايتها إلى الأولى لكن لم يتسن لـ«الوطن» التأكد من سبب الخلاف.
ودفعت عملية الحرق مجموعات مسلحة محسوبة على ميليشيا «الجيش الحر» إلى إصدار بيان إدانة للعمل «المشين والمتهور وغير المسؤول»، وطالبت الجهات المعنية في المنطقة بإيقاف تلك التصرفات واتخاذ التدابير اللازمة.
وجرى الاتفاق على إنهاء ملف المحاصرين على ثلاث دفعات يخرج في الأولى 1250 جريحاً ومدنياً من بلدتي الفوعة وكفريا مقابل إخراج نصف المسلحين والمدنيين المتبقين في أحياء جنوب حلب، وتتضمن الدفعة الثانية إخراج العدد نفسه من البلدتين مقابل النصف الثاني من مسلحي حلب على حين تشمل الدفعة الثالثة إخراج 1500 حالة إنسانية منهما في توقيت إجلاء 1500 مدني وجريح من الزبداني ومضايا في ريف دمشق إلى أرياف إدلب.
وفيما قالت مصادر أهلية لـ«الوطن»: إن باصات جديدة توجهت إلى الفوعة وكفريا عوضاً عن الباصات التي جرى إحراقها أو سلبها لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق، أوضح مصدر خاص في محافظة حلب لـ«الوطن» أن 75 حافلة خصصتها المحافظة قصدت عبر معبر الراموسة القسم الجنوبي من حلب الذي ينتشر فيه المسلحون لنقلهم إلى منطقة الراشدين الرابعة بعد أن تجمعوا في ساحة السكري لهذه الغاية إلا أن ما جرى في الفوعة وكفريا انعكس سلباً على إتمام صفقة إجلائهم.
واستمر المسلحون في حلب لليوم الثاني على التوالي في حرق مقارهم ومخازن أسلحتهم في أحياء السكري وتل الزرازير والزبدية والمشهد، وبدا الدخان المتصاعد منها من مسافة 20 كيلو متراً، ما يعني أن هؤلاء حرقوا جميع مراكب عودتهم وراءهم الأمر الذي يشكل عامل ضغط على زملائهم في حلب وإدلب لإنهاء عملية إجلائهم بموجب الاتفاق المعلن بأسرع وقت. وتعثرت عملية تبادل إخراج المحاصرين من المسلحين في حلب والحالات الإنسانية في الفوعة وكفريا الجمعة الفائتة بعد إخلال المسلحين ببنود الاتفاق وتعمدهم الغدر والخيانة إثر إخفائهم أسلحة متطورة أثناء خروجهم من حلب واقتيادهم أسرى للجيش السوري تم الاتفاق على مبادلتهم بأسرى لهم عدا عن منعهم مصابي ونساء وأطفال الفوعة وكفريا من مغادرة البلدتين بالتزامن مع إجلائهم من حلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن