سورية

الرياض تسأل عن سياسة ترامب السورية: البحث مبكراً عن «تكويعة» تجاه دمشق

| الوطن – وكالات

مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما، تبدو الرياض، وكأنها تعيد ترتيب أوراقها استعداداً لاستقبال السياسات الشرق أوسطية لسيد البيت الأبيض الجديد، وأيضاً للتعامل مع التغييرات التي طرأت على موازين القوى الإقليمية ما بعد حلب.
وتنتظر السعودية توضح مواقف الإدارة الأميركية المقبلة تجاه القضايا الإقليمية المختلفة، وعلى رأسها الأزمة السورية. وهي تريد أن تعرف بالتحديد، موقف الرئيس الأميركي المقبل دونالد ترامب من مسألة بقاء الرئيس بشار الأسد، كي تبني على الشيء مقتضاه وتحضر الأجواء لـ«تكويعة سياسية» حيال دمشق، إذ أسقط ترامب نهج أوباما تجاه سورية القائم على لازمة «تنحي الرئيس الأسد». في ذات السياق، تريد السعودية أن تتعرف بدقة على التوجهات التركية حيال أزمة سورية، فيما بعد حلب.
وتبدو الرياض غير آسفة على رحيل أوباما الذي تصفه بالتردد والجبن، وتأخذ عليه تضحيته بأمن السعودية وحلفائها في مجلس التعاون الخليجي ومصالحهم على مذبح انفتاحه مع إيران والتوصل إلى الاتفاق النووي معها.
وبالرغم من توعد ترامب بإجبار السعودية على دفع «أموال» لواشنطن مقابل استمرار الحماية الأميركية، إلا أن السعوديين لا يخفون ارتياحهم لفوزه، وتعويلهم على ما أعلنه من نهج عدائي حيال إيران منافستهم الإقليمية الأساسية.
وهكذا، فإن السعودية مستعدة للانخراط في إستراتيجية ترامب الإقليمية، ولو كان ثمن ذلك تعديل موقفهم من بقاء الرئيس الأسد ليتطابق مع ما يريده قاطن البيت الأبيض الجديد.
وفي هذا السياق، ذكر موقع «لبنان 24» أن مسؤولين سعوديين أبلغوا زواراً أميركيين أن بلادهم لا تعارض بالضرورة بقاء الرئيس الأسد «خصوصاً إذا كان هذا هو رأي الولايات المتحدة».
ونقل الموقع المحسوب على قوى الرابع عشر من آذار، عن مصادر وصفها بالموثوقة، أن جهات سعودية رفيعة المستوى طالبت زواراً أميركيين للعاصمة السعودية، وضوحاً في الموقف الأميركي لتقرر الرياض على أساسه شكل موقفها، وبحسب «لبنان 24»، خاطبت تلك الجهات الزوار الأميركيين قائلةً: «إذا غيرت واشنطن رأيها حول (الرئيس) الأسد، فلتقل لنا ذلك، إنّما لا تتركونا في الواجهة منفردين وتنقلبوا على حلفائكم».
وتكهنت مصادر خاصة، أن يكون هؤلاء الزوار الأميركيون الذين تحدث عنهم التقرير، هم وفد من فريق ترامب، جال مؤخراً على بعض العواصم العربية، للتباحث بشأن سياسات الرئيس الأميركي المقبل حيال المنطقة. وترأس هذا الوفد المستشار وليد فارس.
وأشارت مصادر أخرى، بحسب الموقع، إلى أن الرياض اليوم لا تعطي أولوية كبيرة للوضع في سورية عدا احتواء الجانب الإيراني هناك ودعم مجموعات مسلحة محسوبة عليها. وأشارت الأوساط المطلعة إلى أن السعودية تنتظر بالمبدأ قرار تركيا وما ستفعله أنقرة هناك صاحبة النفوذ الأكبر في الداخل السوري.
ومن هذا المنطلق، لا تبدو مشكلة السعودية مع الرئيس الأسد نفسه، أو روسيا، بقدر ما هي مع الجانب الإيراني والإستراتيجية الأبعد للمملكة إقليمياً. وهي اليوم تبدي مرونة بالتعامل مع شركائها سواء كانت تركيا أو الولايات المتحدة، ما قد يخلط الأوراق بعد معركة حلب وبعد تسلم ترامب السلطة الشهر المقبل.
وخرقت السعودية الصمت الذي لاذت به خلال الأحداث الأخيرة في حلب، إذ دعت لوقف فوري لما سمته «جرائم الحرب» و«الجرائم ضد الإنسانية» التي يرتكبها الجيش السوري وحلفاؤه في شرق حلب. ونقلت وكالة «و. ا. س» السعودية للأنباء عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، أن بلاده أجرت في الآونة الأخيرة اتصالات مع أطراف إقليمية ودولية «لتؤكد لهم.. أهمية التحرك الفوري لإيقاف هذه المجازر».
وتنحت الرياض جانباً عن أزمة حلب، حتى أنها لم تتمثل في كثير من الاجتماعات التي عقدت حول المدينة مؤخراً، تاركةً كلاً من قطر وتركيا، للتعامل مع تداعيات هزيمة المسلحين هناك. وأرجع البعض هذا الغياب السعودي إلى غرق الرياض في وحول اليمن وما تتعرض له من ضغوط أميركية قوية لإنهاء الحرب في هذه الدولة، في حين أشار آخرون إلى أن السعوديين لا يملكون الكثير من النفوذ في حلب، مقارنة بتركيا، وفضلوا تجنب إزعاج الروس بتصريحات إعلامية عدائية لا قيمة لها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن