سورية

اعتبر أن الإعلان عن محادثات الأستانة لم يكن مفاجئاً.. وأن طرد المسلحين من حلب فتح باب الحل السياسي … خدام: السعودية ستغير سياستها و«معارضة الرياض» سيتم الاستغناء عنها

اعتبر المعارض منذر خدام، أمس، أن إعلان روسيا عن عزم موسكو وأنقرة الدعوة إلى مفاوضات سورية – سورية في أستانة «لم يكن مفاجئا»، وأن طرد المسلحين من حلب «فتح الباب أمام الحل السياسي»، ورأى أن الولايات المتحدة والسعودية وقطر سلمت بـ«الأمر الواقع»، لكنه اعتبر أن «أي حل سياسي سوف يحتاج لموافقة أميركا».
وأعرب خدام عن اعتقاده، بأن نتائج محادثات الأستانة سوف تكون «أفضل» من نتائج محادثات جنيف، «وخصوصاً أن مسألة تنحي (الرئيس بشار) الأسد صارت خارج التداول»، وأن السعودية سوف «تغير سياستها تجاه النظام»، كاشفاً عن «وساطة بهذا الخصوص»، من دون أن يكشف من يقوم بها، ومعتبراً أن «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، «سوف يتم تجاوزها والاستغناء عنها حتى من بعض الدول الداعمة لها».
وأعلنت الرئاسة الكازاخستانية الأحد في بيان أن رئيسي روسيا فلاديمير بوتين وتركيا رجب طيب أردوغان ناقشا مع رئيس الدولة الكازاخستانية نور سلطان نزارباييف القضايا الإقليمية والدولية المهمة، كما أبديا اهتماماً باقتراح عقد محادثات سلام بين جميع الأطراف السورية المتنازعة في أستانا».
وكان الرئيس الروسي قد أعلن خلال زيارته إلى طوكيو، يوم الجمعة الماضي، أنه اتفق مع نظيره التركي على أن يقترحا على الأطراف المتنازعة في سورية، إجراء عملية مفاوضات سلام في أستانا، مشيراً إلى أن المرحلة القادمة تتمثل بالتوصل إلى اتفاق لوقف النار بشكل تام في سورية، وأن روسيا تجري محادثات نشطة مع ممثلي المعارضة المسلحة بوساطة تركيا.
وفي حديث لـ«الوطن»، قال خدام، حول الدعوة الروسية التركية للمحادثات في أستانا: «لم يكن مفاجئاً ذلك، وأعتقد أن كثيرين لم يقرؤوا التحولات في السياسة التركية بعد المصالحة مع روسيا». واعتبر، أن «طرد المسلحين من حلب شكل انعطافة في مسار الصراع المسلح وفتح الباب أمام الحل السياسي وهذا مهم، مشيراً إلى أن اللافت في الأمر «هو عدم رعاية (المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان) دي ميستورا للقاء».
وأوضح خدام: أن الولايات المتحدة «ليست بعيدة عن اللقاء لأن تركيا تشاورت معها ومع السعودية وقطر».
وكانت أستانا استضافت العام الماضي جولة حوار شاركت فيها أطراف في المعارضة المقربة من موسكو.
وإن كان استبعاد الأمم المتحدة وأميركا وأوروبا والسعودية وقطر عن اللقاء، يعني أن تلك الدول سلمت بالأمر الواقع بعد التغير الحاصل في الواقع الميداني في حلب، قال خدام: «بمعنى معين نعم»، لكنه أضاف: «مع ذلك أي حل سياسي سوف يحتاج لموافقة أميركا».
وأعلن المنسّق العام لـ«الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة رياض حجاب الجمعة، استعداد الهيئة للانضمام لمحادثات الأستانلا، مشترطاً أن يكون هدفها تشكيل حكومة انتقاليّة.
وقال بعد اجتماعٍ مع وزير الخارجيّة الدّنماركي كريستيان ينسن في كوبنهاغن: «إذا كانت هناك نيّة لحلّ سياسيّ حقيقي لتشكيل حكومة انتقاليّة لها صلاحيات كاملة فإن الهيئة تؤيّد هذا الحلّ السياسي».
ورداً على سؤال: بأن الحكومة السورية سوف تذهب إلى الأستانا وهي متسلحة بإنجازات الميدان في حلب، فكيف ستذهب «الهيئة العليا للمفاوضات»، قال خدام: إن «وفد المعارضة لن يقتصر على وفد الرياض. الورقة التي بيد المعارضة إذا احسنت استخدامها هي ورقة إعادة الإعمار»، مشيراً إلى أن «أميركا وأوروبا صرحتا بأنهما لن تشاركا في إعادة الإعمار إلا إذا جرت تغييرات جوهرية على النظام يكون للمعارضة موقع ودور فيها».
وإن كان يعتقد، بأن تطورات الوضع الميداني في حلب ستؤدي إلى حدوث خلافات وانشقاقات في «الهيئة العليا للمفاوضات»، قال خدام: «لقد بدأت الانشقاقات في الائتلاف (أحد مكونات الهيئة)، وأنا نصحت هيئة التنسيق (الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي) بالخروج منها لأنه سوف يتم تجاوزها والاستغناء عنها حتى من بعض الدول الداعمة لها».
وأعرب خدام عن اعتقاده، بأن نتائج محادثات الأستانا ستكون «أفضل» من نتائج محادثات جنيف التي عقدت ثلاثة منها من دون التوصل إلى نتائج ملموسة بشأن إيجاد حل سياسي للأزمة التي تمر بها البلاد منذ ما يقارب ست سنوات، «خصوصاً أن مسألة تنحي (الرئيس) الأسد صارت خارج التداول، وهناك دول مثل السعودية سوف تغير سياستها تجاه النظام وهناك وساطة بهذا الخصوص». ولفت خدام إلى أن «موافقة السعودية على انتخاب (الرئيس اللبناني العماد ميشال) عون كان نافذة تجاه سورية بل تجاه إيران أيضاً».
وختم خدام حديثه بالقول: «أعتقد أن نهاية النفق قد بانت.. سوف تتكثف اللقاءات السياسية بين الأطراف المعنية لإيجاد حل سياسي واقعي ومقبول».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن