رياضة

في سلة الشباب: صالة الفيحاء تتحول إلى حلبة مصارعة وكاراتيه

من جديد تفرض المنغصات نفسها بقوة على مباريات دوري الشباب، والتي ساهمت في تعكير أجوائه، فلم تكد مباراة الثورة وجاره الفيحاء تنتهي معلنة فوز الفيحاء الغريب العجيب حتى حصل ما لا يحمد عقباه من تصرفات صبيانية لا تنم عن الأخلاق الرياضية التي يجب أن نتحلى بها في رياضتنا التي تعبر عن وجهنا الحضاري.

تفاصيل
إذا كانت هذه حقيقة كرة السلة لم نعد نريدها، وإذا كان القائمون على أمور سلتنا غير قادرين على تسيير مباريات الدوري، فالأفضل لهم الجلوس في بيوتهم كي يرتاحوا ويريحوا، فما حصل بعد نهاية مباراة الثورة والفيحاء يندى له الجبين، ولا يمكن اعتباره طفرة أو سحابة صيف وتلاشت، وإنما هو حقيقة واقعة وملموسة جرت فصولها على أرض صالة الفيحاء، فبدلاً من تبادل التهاني والتحيات بين لاعبي الفريقين تحولت أرض الصالة إلى حلبة للمصارعة، بعدما تشابك لاعبو الفريقين وبدأ الضرب بكل أنواع فنون القتال (ملاكمة وكاراتيه) ناهيك عن سيل من الشتائم الخادشة للحياء التي نخجل من ذكرها على صفحات جرائدنا الوطنية.
ولم يكتف مدرب سلة الفيحاء بهذه الحدود، بل ترافقت بسقوط أخلاقي أشد وقعاً، عندما قام بعد نهاية اللقاء، وأمطر إحدى إداريات نادي الثورة بكلمات خادشة للحياء، الأمر الذي استدعى تدخل زوج الإدارية، وهو مدرب شباب الثورة محاولاً الدفاع عن زوجته، ولولا تدخل بعض المحبين وعلى رأسهم أمين سر الاتحاد الدكتور دانيال ذو الكفل لحدث المحظور، وكل ذلك حصل على مرأى من مراقب المباراة الذي اكتفى بدور المشاهد من دون أن ينبس بأي كلمة، وبدلاً من التدخل ومحاولة فض الاشتباك بين اللاعبين لم يجرؤ على التدخل، حتى إنه لم يتمكن أيضاً من كتابة تقريره بما جرى من أحداث مؤسفة ومخجلة بحجة أن الأحداث حصلت بعد نهاية المباراة، وكأن هذا المراقب قد حلل الضرب والشتم والتصرفات الصبيانية بعد صافرة النهاية، مع العلم أن الأنظمة والقوانين تنص على أن مراقب المباراة يبقى مسؤولاً عن أعضاء الفريقين المتباريين لحين صعودهم لحافلات النقل الخاصة بهم، وزاد الطين بلة عندما طلب هذا المراقب من مراقب المباراة الثانية الذي شاهد فصول المسرحية كتابة التقرير بدلاً منه، في محاولة للهروب من تحمل المسؤولية، فما كان من المراقب الثاني سوى الاعتذار لأن الموضوع لا علاقة له به من الناحية التنظيمية لكونه مراقب المباراة الثانية.

كيف؟
ما الجدوى من الرياضة ومعانيها إذا أصبحت صالاتنا ساحات لاستعراض العضلات والتفوه بالألفاظ التي يخجل القلة المندسة من جمهورنا ببعض المباريات من التفوه بها، وكيف سيطلب مدرب الفيحاء نفسه من لاعبيه مستقبلاً أن يضبطوا أنفسهم، أو أن يتحلوا بالروح الرياضة، وهم شاهدوا منه تصرفات يشيب لها الولدان، فهل يصلح هذا المدرب لأن يكون قدوة يحتذى بها، وهل سنشاهد اللاعبين في المباريات القادمة يحذون حذو قدوتهم ويعتدون ربما بالضرب أو التلفظ بكلمات نابية بينهم على أقل تقدير، ولا يحضرني إلا القول المأثور:
إذا كان رب البيت بالطبل ضارباً
فشيمة أهل البيت كلهم الرقص

مراقبون
اتحاد السلة مطالب بإعادة النظر بمراقبي المباريات لديه، والبحث عن مراقبين جديرين بتحمل كامل مسؤولياتهم، بعدما أثبتت أغلبية هؤلاء المراقبين عدم قدرتهم على قيادة مباريات الدوري بالطريقة المثلى، فإذا كان هؤلاء المراقبون غير مؤهلين لقيادة مباراة بدوري الشباب وإيصالها لبر الأمان، فيكف سيكون الحال فيما لو وقعت مثل هذه المشاكل بدوري الرجال، لذلك لا ضير من وضع المراقبين في الغربال، وحتى لو اضطر الاتحاد استبعاد نصفهم، فذلك أفضل من الاعتماد على مراقبين يكسوهم الخجل والوجل وكأنهم أشباه؟؟؟، ويبقى جل همهم ملء جيوبهم بالدراهم حتى لو كان ذلك على حساب سلامة كوادر اللعبة.
عموماً ما صار قد صار وكلنا أمل برئيس الاتحاد جلال نقرش بإصلاح ما أفسده الدهر في مرافق ومفاصل لجنة الحكام والمراقبين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن