سورية

أنباء عن جهود حكومية لإنجاز المصالحة في قرى بجبل الشيخ

كشفت تقارير إعلامية معارضة عن جهود تبذلها الجهات المختصة لإبرام اتفاقات مصالحة في عدد من بلدات وقرى جبل الشيخ تتحصن بها تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة، على غرار ما حصل في عدد من مدن وقرى وبلدات في ريف دمشق الغربي وأيضاً في ريف المحافظة الشمالي.
وبحسب التقارير، فإن البلدات والقرى المستهدفة في عملية المصالحة تقع على سفح جبل الشيخ وهي «بيت سابر- مزرعة بيت جن- مغر المير- كفر حور- بيت تيما».
ونقلت التقارير عن مصدر رفض الكشف عن اسمه: أن وفداً من الجهات المختصة دخل إلى بلدة بيت سابر بتاريخ 10 كانون الأول الجاري للمرة الأولى، وفي 15 كانون الأول عاد الوفد ودخل مرة أخرى، وتم عقد اجتماع مع ممثلين عن التشكيلات المسلحة الموجودة في المنطقة.
وأشار المصدر إلى أن وفد الجهات المختصة عرض على المسلحين تسليم أسلحتهم الثقيلة مقابل السماح لهم بالمغادرة باتجاه مدينة إدلب، وفي حال رفضهم فإن قوات الجيش العربي السوري ستبدأ حملة عسكرية واسعة في المنطقة. وذكر المصدر أن وفد الجهات المختصة أعطى مهلة للمسلحين حتى 20 كانون الأول، للرد على العرض المقدم.
ونقلت التقارير عن الناشط سامي الخالدي: أن عدد مقاتلي تشكيلات «الثوار» في جبل الشيخ يصل إلى قرابة 2000 مقاتل، موزعين على عدد من التشكيلات التابعة لـ«الجبهة الجنوبية» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» و«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
وأضاف الخالدي: إن «الثوار» في منطقة جبل الشيخ محاصرون منذ أكثر من سنتين، وخلال الأشهر الماضية حاولوا لمرات كسر الحصار المفروض عليهم بالاشتراك مع تشكيلات «الثوار» في درعا والقنيطرة، ففي شهر أيلول الماضي حاولت التشكيلات كسر الحصار في معركة (قادسية الجنوب) التي لم يكتب لها النجاح، وحاولوا مرة ثانية في شهر تشرين الأول الماضي لكن من دون جدوى».
ومنذ نهاية شهر آب الماضي، نجحت الحكومة السورية بإنجاز اتفاقات مصالحة في مدن داريا، ومعضمية الشام وخان الشيح وزاكية وكناكر في ريف دمشق الغربي وفي مدينة التل في ريف دمشق الشمالي، تم بموجبها خروج المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم إلى إدلب، على حين تمت تسوية أوضاع الراغبين والمطلوبين.
وتمت أول من أمس تسوية أوضاع المئات من بلدتي زاكية والديرخبية في إطار المصالحات المحلية بريف دمشق وذلك بموجب مرسوم العفو رقم 15 لعام 2016، وسط أنباء عن إمهال الجهات المختصة المسلحين في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم مدة أقصاها 20 من الشهر الجاري لإنجاز المصالحة بشكلها الكامل.
وينص مرسوم العفو على الإعفاء من كامل العقوبة لكل من حمل السلاح أو حازه لأي سبب من الأسباب وكان فاراً من وجه العدالة أو متوارياً عن الأنظار متى بادر إلى تسليم نفسه وسلاحه للسلطات القضائية المختصة أو أي من سلطات الضابطة العدلية.
وفي الـ13 من الشهر الجاري تمت تسوية أوضاع نحو 1500 شخص من بلدة كناكر بريف دمشق بينهم عدد من المسلحين سلموا أنفسهم وأسلحتهم بموجب مرسوم العفو.
وفي الخامس من الشهر الجاري تمت تسوية أوضاع نحو 700 شخص من بلدات الطيبة والكسوة والمقيليبة بريف دمشق بينهم أكثر من 150 مسلحاً سلموا أنفسهم وأسلحتهم بموجب مرسوم العفو.
وفي الأسبوع الماضي، أصدر أهالي حي القدم «مدنيون وعسكريون» بياناً نشرته صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تعهدوا فيه بإتمام تنفيذ بنود المصالحة المبرمة مع الجهات المختصة في الدولة في أيار 2014 وما يتبعها من ملحقات المصالحة بعد زوال خطر المجموعات الإرهابية على أطراف حي الماذنية، في إشارة إلى تنظيم داعش في الحجر الأسود، وتعهد الأهالي بألا يستعمل السلاح على الجيش العربي السوري، وأن يتم إخراج أي مسلح من الحي يعارض المصالحة بعد الانتهاء من المجموعات الإرهابية، والسماح لمؤسسات الدولة بالعمل داخل الحي.
كما اعتبر قيادي فلسطيني الأسبوع الماضي أن احتمالات إنهاء أزمة مخيم اليرموك من خلال «المصالحة» أكثر من احتمال القيام بعملية عسكرية لإنهاء هذه الأزمة، وذلك مع انتهاء مهلة الشهر التي منحتها الدولة لتنظيمي داعش وجبهة النصرة (فتح الشام) لتسليم المنطقة للدولة من دون قتال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن