سورية

روسيا تستبعد الخليجيين والأميركيين والأوروبيين … اجتماع وزاري ثلاثي في موسكو اليوم يناقش خريطة طريق حل الأزمة السورية بعد حلب

| الوطن- وكالات

تحتضن العاصمة الروسية موسكو اليوم اجتماعاً سياسياً عسكرياً لبحث سبل التعاون بين روسيا وإيران وتركيا في تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي لحل الأزمة السورية. ويعقد وزراء الدفاع والخارجية في هذه الدول الثلاث، اجتماعهم، للاتفاق على خريطة طريق تسمح باستعادة الاستقرار إلى سورية فيما بعد حلب.
وبشكل لافت، لم توجه موسكو الدعوة إلى الأميركيين والخليجيين والأوروبيين لحضور الاجتماع. ويبدو من تركيبة الاجتماع أن الروس سيلعبون دور الوسيط السياسي والعسكري بين الأتراك والإيرانيين، وخصوصاً في المسائل المتعلقة بالوجود الأجنبي في سورية، ونزع سلاح الميليشيات المسلحة، وشكل وجوهر التسوية السياسية للأزمة السورية.
وانفردت روسيا عن إيران وتركيا، بالإعلان عن توسيع مؤتمر الغد. ومن المثير أن كل دولة من الدول المشاركة في الاجتماع، أعلنت عن أهداف مختلفة عن الدول الأخرى للاجتماع. فمثلاً، ذكرت روسيا أن الاجتماع سيناقش تسوية الأزمة السورية وسبل تعزيز التعاون بين الدول للمساهمة في تطبيق القرارات الأممية بشأن سورية، على حين يقتصر هدف الاجتماع، بحسب إيران، على مناقشة الوضع في حلب، أما أنقرة فقد رأت أن الاجتماع سيناقش إلى جانب مسألة حلب، عملية الانتقال إلى مرحلة الحل السياسي للأزمة السورية و«فكرة جمع المعارضة السورية بممثلين للنظام السوري في كازاخستان»، وهو ما رفضته الدبلوماسية الإيرانية بشكل لا لبس فيه.
وعشية الاجتماع أرسل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إشارة امتعاض من الدور الغربي في أزمة حلب. وقال لافروف للصحفيين، في سياق رده على سؤال عن اجتماع موسكو: «نأمل أن نتحدث بشكل تفصيلي مع من يستطيع بالفعل التأثير نحو تحسين الوضع على الأرض في ظروف يمارس بها الشركاء الغربيون الخطابات والدعاية ولا يؤثرون في من يستمع لهم».
وأعرب لافروف عن أمل بلاده في أن يتيح الاجتماع الثلاثي الروسي الإيراني التركي المقرر غداً في موسكو إحراز تقدم في تسوية الأزمة السورية، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وعقب اتصالات ثنائية أجراها وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو مع كل من نظيريه السوري العماد فهد جاسم الفريج، والإيراني العميد حسين دهقان، ومدير المخابرات التركية حقان فيدان، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس عن توسيع اجتماع وزراء خارجية روسيا وإيران محمد جواد ظريف وتركيا مولود جاويش أوغلو، في موسكو المخصص لبحث القضية السورية، ليشمل وزراء دفاع هذه الدول.
وجاء في بيان للخارجية الروسية، بحسب «روسيا اليوم»: «سيعقد الثلاثاء لقاء وزراء خارجية ودفاع روسيا وإيران وتركيا، من أجل بحث التسوية السورية والمساهمة في تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة». كما أصدرت الدفاع الروسية بياناً متطابقاً مع بيان الخارجية.
وفي طهران، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي عن عقد اجتماع وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا اليوم لبحث الأوضاع في حلب، لافتاً إلى أن الاجتماع كان من المفترض أن يعقد في السابع والعشرين من الشهر الجاري، لكن الأوضاع الحالية في مدينة حلب استدعت تقديم موعده. ورفض قاسمي الربط بين اجتماع موسكو وإطلاق منصة كازاخستان. وقال: إن «اجتماعاً آخر سيعقد في كازاخستان بين روسيا وتركيا وبعض المعارضين السوريين الذين أجروا اتصالات مؤخراً مع موسكو»، لكنه أشار إلى عدم وجود أي علاقة بين الاجتماعين المذكورين.
وأكد المسؤول الإيراني أن تحرير حلب دفع بالبعض إلى تغيير مواقفه، مشيراً إلى أن ما حصل في سورية جاء على عكس توقعات بعض الدول على صعيد المنطقة والعالم.
وبدا الأتراك حذرين حيال التصريح بشأن الاجتماع. واكتفى مسؤول بوزارة الخارجية التركية بالإشارة إلى أن محادثات موسكو تهدف إلى إعطاء قوة دفع جديدة بهدف التوصل لحل في حلب. ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن المسؤول قوله أمام صحفيين أجانب في مدينة إسطنبول التركية: «سيهدف (الاجتماع) إلى فهم آراء الأطراف الثلاثة وتوضيح أين نقف جميعاً ومناقشة إلى أين نذهب؟»، واستطرد منبهاً: «ليس بالاجتماع المعجزة، لكنه سيمنح كل الأطراف فرصة لاستماع بعضها إلى بعض».
وبحسب وسائل إعلام تركية سيناقش المجتمعون في موسكو «آخر التطورات الحاصلة على الصعيد السوري، وخاصة مسألة إجلاء المسلحين والمدنيين من شرقي حلب، إضافة إلى عملية الانتقال إلى مرحلة الحل السياسي للأزمة في سورية». وأضافت: «كما سيتم خلال الاجتماع مناقشة فكرة جمع المعارضة السورية بممثلين للنظام السوري في كازاخستان، بغية تجهيز الأرضية المناسبة للانتقال إلى الحل السياسي الذي من شأنه إنهاء الأزمة السورية».
وتكثفت الاتصالات والمباحثات على محور موسكو طهران أنقرة عشية الاجتماع. وبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان أمس الأوّل إجراء المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة في العاصمة الكازاخستانية أستانا، بحسب الكرملين الذي أوضح في بيان له أن الرئيسين واصلا تبادل الآراء بشأن قضية الأزمة السورية، مركزين على التطورات الأخيرة في مدينة حلب.
وشدد البيان على أن الطرفين «أعربا عن رضاهما المتبادل عن التنسيق الوثيق بين روسيا وتركيا من أجل الإسهام في تسوية الأزمة السورية الداخلية»، لافتاً إلى أن الرئيسين اتفقا على «استمرار الاتصالات المكثفة في هذا الاتجاه».
والأسبوع الماضي، أعلن بوتين أن اتفاقه مع أردوغان، لم يقتصر على حلب وحدها، وإنما يشمل توافقاً حول إيجاد منصة جديدة للحوار السوري السوري، قد تكون في مدينة أستانا عاصمة كازاخستان.
كما وصل الموفد الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف إلى طهران قبل يومين في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً، جرى خلالها بحث الوضع في حلب والتنسيق العسكري والسياسي بين روسيا وإيران في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن