رياضة

وداعاً للبساطة

| خالد عرنوس

لاشك أن كرة القدم قبل مونديال الأندية الذي اختتم الأحد في اليابان غيرها بعده وأن شكل اللعبة التي أقنعت الجميع بأن جماليتها تكمن في أخطائها وهفوات الحكام فيها سيتجه إلى عهد جديد من التكنولوجيا وباتت بحق لعبة الأغنياء، ففي بطولة كأس العالم للأندية أجرى الاتحاد الدولي (فيفا) أخطر تعديل في صلب اللعبة وليس شكلها فقط، فقد قام بتجربة الاستعانة بالتكنولوجيا من أجل التعامل مع الحالات المثيرة للجدل وأصبح الفيديو شريكاً رئيساً للحكام في عدد من المواقف التي تثير الشكوك والبلبلة، وهاهو الفيديو يعين الحكم على احتساب ركلة جزاء في لقاء كاشيما الياباني وأتلتيكو ناسيونال الكولومبي والتي كان من الممكن أن تغير مسيرة بطولة كاملة في حال لم تحتسب، وتم الاستعانة بالتقنية المستحدثة في حالة أخرى بمباراة الريال وأميركا وإن لم تكن ذات تأثير كبير إلا أنها أثارت لغطاً.
دخول التكنولوجيا في صلب الرياضة لم يكن طارئاً بالتأكيد وبات ضرورة أساسية في كثير من الألعاب ولاسيما سباقات السرعة في السباحة والعدو وغيرها وهو مطلب الكثير من عشاق كرة القدم قبل وقت ليس بالقريب خاصة مع تقدم وسائل النقل التلفزيوني التي تعيد اللقطات من زوايا متعددة وبطرق مبتكرة آخرها (عرض اللقطات بدائرة كاملة – 360 درجة)، وقد طالب الكثيرون بدخول التلفزيون خاصة في حالات تخطي الكرة خط المرمى من عدمه وازدادت المطالبة بعد إقرار تقنية (عين الصقر) في لعبة كرة المضرب، إلا أن أذن الفيفا بقيت صماء أمام المطالبات تلك حتى وقت قريب وقد استعملها جهابذة الفيفا كأدوات انتخابية في لعبة المناصب في إمبراطورية الاتحاد الدولي.
القائمون على حكم الفيفا لم يجدوا بداً من الرضوخ لهذه المطالب وهاهو مونديال 2014 شهد الاستعانة بتقنية خط المرمى و(الخير لقدام) كما يقول المثل الشعبي، ولم نفاجأ عند إعلان الفيفا عن تجربة الاستعانة بالفيديو في مونديال الأندية ذلك أنها أحد وعود الرئيس الجديد إينفانتينو قبل انتخابه لرئاسة المنظمة الدولية الأقوى، ولن نستغرب إقرارها قريباً جداً (أقله في بطولات الفيفا).
الخطوة كما سابقتاها بين أخذ وردّ ومعارضة وقبول وحجة المعارضين أنها ستفقد كرة القدم الكثير من رونقها ودليلهم اللغط حول هدف ريال مدريد الثاني في مرمى أميركا وكذلك التأخر بإعلان ركلة جزاء في المباراة الأولى.
ولن ننتظر طويلاً حتى نرى بطولات الفيفا وكذلك بطولات أوروبا (المحلية والقارية) تنتهج على خط التكنولوجيا وهذا يعني مزيداً من الجدل وكثيراً من الوقت المهدور على لعبة كانت تدعى بلعبة الفقراء.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن