الأولى

خطط إسرائيل السرية للعقد القادم

تيري ميسان : 

 

ما من أحد في الشرق الأوسط يدرك أن الاتفاقات السرية التي يفترض أن توقع في 30 حزيران القادم، على هامش اتفاق متعدد الأطراف حول النووي، بين واشنطن وطهران ستحدد قواعد اللعبة للسنوات العشر القادمة.
معلوماتنا تقول إنه منذ سبعة عشر شهراً، أي منذ الإعلان عن بدء المفاوضات المستمرة بين واشنطن وطهران منذ 27 شهراً، فتل أبيب تجري، هي الأخرى، مفاوضات سرية مع المملكة العربية السعودية، والتقت خلالها وفودٌ عالية المستوى لخمس مرات في الهند، وايطاليا، وتشيكيا.
حاول الإسرائيليون، بدرجات متفاوتة النجاح، التجسس على المفاوضات بين واشنطن وطهران بهدف تكييف متطلباتها مع الوقائع الجديدة، وقد انتهى بهم المطاف إلى إجراء مفاوضات بشكل أعمى.
التعاون بين تل أبيب والرياض، هو جزء من خطة أميركية لإنشاء «قوة عربية مشتركة» برعاية جامعة الدول العربية، لكن تحت القيادة العسكرية الإسرائيلية، كما هو مطلوب من قبل واشنطن، وتم تفعيل هذه القوة في اليمن حيث يقود جنود إسرائيليون طائرات حربية سعودية في إطار تحالف عربي اتخذ له الإسرائيليون موقعا لقيادة أركانه في أرض صومالية (صومالي لاند) وهي دولة غير معترف بها، تقع على الطرف الآخر من باب المندب.
مع ذلك، لا تنوي الرياض، في الوقت الحالي، الإعلان رسمياً عن هذا التعاون مع تل أبيب ما دامت الأخيرة مستمرة في رفض مبادرة السلام العربية المعروضة على جامعة الدول العربية عام 2002، من قبل الأمير عبد اللـه، قبل أن يصبح ملكاً.
تتوجه تلك المبادرة إلى اعتراف دولي، بشبه دولة فلسطينية، مجردة من السياسة الخارجية، والعسكرية، وفي أحسن الأحوال، تقدم واشنطن ما يلزم من موظفين لإدارة هذه «الدولة» الفلسطينية التي ستوضع، بحكم الأمر الواقع، تحت الوصاية الأميركية.
وفي أسوأ الأحوال، لن تكون هذه «الدولة» أكثر من واجهة تتيح لدولة يهودية، وهي دولة حقيقية بمعنى الكلمة، مواصلة سياسة الفصل العنصري، دون الحاجة للاستجابة للمطالب الدولية، وفقا لنموذج البنتوستان في جنوب إفريقية السابقة.
لقد اتفقت إسرائيل والسعودية على عدة أهداف، وهي على الصعيد السياسي:
• «التحول إلى الديمقراطية» في دول الخليج، بما يعني واقعياً «إشراك» هذه الشعوب في إدارة بلدانها، مع التأكيد على عدم المساس بالملكيات الوراثية، ونمط الحياة الوهابية.
• تغيير النظام السياسي في إيران، وليس شن الحرب على إيران.
• إنشاء دولة كردستان المستقلة من أجل إضعاف إيران، وتركيا، على الرغم من كونها حليفاً لإسرائيل منذ وقت طويل، والعراق ولكن ليس سورية، التي أصبحت ضعيفة بشكل دائم.
أما على الصعيد الاقتصادي فهي:
• استغلال حقول النفط في الربع الخالي، وتشكيل اتحاد بين السعودية واليمن، وسلطنة عُمان، والإمارات العربية المتحدة.
• استغلال حقول النفط في أوغادين، الواقعة تحت السيطرة الإثيوبية، مع تأمين مرفأ عدن في اليمن، وإنشاء جسر يربط بين جيبوتي واليمن.
وبعبارة أخرى، إذا قبلت تل أبيب والرياض، عن طيب خاطر، أن يصبح ثلثا العراق وسورية، ونصف لبنان في قبضة إيران، فهذا يعني:
• التأكد من تخلي إيران عن تصدير ثورتها.
• فرض السيطرة على باقي أنحاء المنطقة مع استبعاد تركيا التي احتلت، منذ شهر تموز 2012، مكانة السعودية في الإشراف على الإرهاب العالمي، وخسرت سورية نهائياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن