عربي ودولي

وزير يعلن أننا «في حالة حرب» وميركل تصفها بـ«العمل الإرهابي» … مجزرة سوق الميلاد في برلين.. المنفذ لا يزال طليقاً وحصيلة الضحايا ترتفع .. الانتقادات الحادة للحكومة تتجاوز اليمين الشعبوي إلى حزب المستشارة

لقي 12 شخصاً مصرعهم وأصيب 48 آخرون على الأقل مساء الاثنين جراء قيام سائق شاحنة بدهس حشد شعبي في سوق مزدحمة لأعياد الميلاد وسط برلين.
وتذكر هذه المجزرة التي أثارت تعبئة فرق من المحققين والمسعفين طوال ليل الثلاثاء في محيط الشاحنة والضحايا الممددين من حولها، بعملية مماثلة وقعت يوم العيد الوطني الفرنسي في مدينة نيس الجنوبية حين اقتحمت شاحنة الكورنيش البحري موقعة 86 قتيلاً.
وأعلن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير أمس أن هذا الحادث كان عملية إرهابية.
وقال الوزير أثناء مؤتمر صحفي: «ليس لدينا حتى أدنى شك في أن هذا الحادث المرعب كان اعتداء إرهابياً»، واصفاً هذا الهجوم، الذي استهدف حشداً من المواطنين المتجمعين حول أكشاك خشبية تبيع النبيذ والنقانق، بأنه جريمة غير إنسانية.
وأعلنت صحيفة «دي فيلت» نقلاً عن مصدر رسمي في شرطة المدينة قوله: إن منفذ هجوم برلين لا يزال طليقاً ومسلحاً وقد يشن ضربات جديدة، على حين اتضح أن الشاب المعتقل المشتبه فيه بهذه الجريمة لا علاقة له بالهجوم.
وكانت صحيفة «بيلد» الألمانية قد نشرت في وقت سابق من أمس تقريراً يفيد بأن المعتقل هو باكستاني من مواليد عام 1993 وكان قد ارتكب عدة مخالفات قانونية بعد وصوله إلى البلاد في أواخر عام 2015.
وسبق أن أفادت الشرطة بأن الرجل الآخر الذي عثر على جثته داخل الشاحنة مواطن بولندي، مضيفة أنه لم يقد الشاحنة وقتل بالرصاص قبل وقوع الحادث.
ومن جانبه، قال وزير داخلية ولاية سارلاند الألمانية كلاوس بويلون أمس إن ألمانيا في حالة حرب، موضحاً لمحطة إذاعة (إس. آر) الألمانية «يتعين أن نقول إننا في حالة حرب رغم أن بعض الناس الذين يرغبون دائماً في رؤية الخير لا يرغبون في رؤية ذلك.
بدورها أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الثلاثاء أن هذا «اعتداء إرهابي» وهو ما يشكل صدمة للبلاد ويحرك الجدل حول سياستها المتعلقة بالهجرة.
وبدورها أكدت المستشارة الألمانية أنه «اعتداء إرهابي» مشيرة إلى احتمال أن يكون منفذه طالب لجوء، وقالت: «علينا على ضوء ما نعرفه أن نفترض أنه هجوم إرهابي» مضيفة وقد بدا عليها التأثر الشديد «أعرف أنه سيكون على قدر خاص من الصعوبة علينا أن نحتمل الأمر إن تأكد أن هذا العمل نفذه شخص طلب الحماية واللجوء في ألمانيا».
وقامت الشرطة بعمليات دهم الثلاثاء في أحد أكبر مراكز اللاجئين في مطار «تمبلهوف» القديم في برلين، كما ذكرت عدة وسائل إعلام ألمانية.
وسرعان ما بدأت الانتقادات لميركل حول سياستها السخية على صعيد الهجرة. وكتب ماركوس بريتزل أحد المسؤولين في حزب «البديل لألمانيا» اليميني على تويتر «إنهم قتلى ميركل»، على حين رأت القيادية في الحزب فراوكي بيتري أن «ألمانيا لم تعد آمنة» بمواجهة «إرهاب الإسلام المتطرف»، ونددت بقرار المستشارة فتح بواب ألمانيا عام 2015 لنحو 900 ألف لاجئ ومهاجر فروا من الحرب والفقر من دول في العالم الإسلامي. كما وصل قرابة 300 ألف آخرين عام 2016.
لكن الانتقادات لا تقتصر على اليمين الشعبوي. فاعتداء برلين أيقظ الاستياء في الفرع البافاري لحزب ميركل المحافظ، الذي يندد منذ أكثر من عام بتوافد اللاجئين ويطالب بلا جدوى حتى الآن بتحديد سقف سنوي لعدد اللاجئين الذين يجاز دخولهم إلى ألمانيا.
وصرح وزير الداخلية في بافاريا يواكيم هرمان «بات علينا الآن التساؤل حول المخاطر التي يثيرها لنا وصول عدد كبير من اللاجئين إلى البلاد». فلا يمكن أن يقبل الرأي العام «باستمرار وضع تتضاعف فيه مخاطر الاعتداءات الناجمة عن أفراد يتبعون التشدد الإسلامي».
وتوالت ردود الفعل معلنة التضامن مع ألمانيا، في وقت تتعرض أوروبا بانتظام لاعتداءات تتبناها مجموعات إرهابية.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن «صدمته» لـ«وحشية» الهجوم. وقال الكرملين: إن بوتين «قدم تعازيه إلى الرئيس الألماني (يواكيم) غاوك والمستشارة الألمانية (أنجيلا) ميركل بعد المأساة التي وقعت في سوق الميلاد في برلين»، مضيفاً إن «هذه الجريمة التي ارتكبت بحق مدنيين تصدم بوحشيتها». كما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن «الفرنسيين يشاطرون الألمان الحداد».
(روسيا اليوم– أ ف ب- رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن