عربي ودولي

السفير الأميركي في العراق: معركة تحرير الموصل مستمرة لكن هناك صعوبات

أكد السفير الأميركي لدى العراق، دوغلاس سليمان، أن معركة تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي مستمرة، لافتاً إلى وجود صعوبة فيها.
ونقلت قناة «السومرية نيوز» عن سليمان قوله خلال مؤتمر صحفي في مقر السفارة الأميركية، أمس: إن «معركة الموصل لم تتوقف وجهود التحالف الدولي بإسناد القوات العراقية مستمرة»، لافتاً إلى أن «المعركة صعبة لأن الموصل تحتوي على 285 ألف بناية، بواقع مليون وثماني غرف تجعل التفتيش أمراً صعباً، فضلاً عن فظاعة داعش الذي استخدم المدنيين كدروع بشرية وهاجم المناطق المحررة».
وأضاف السفير الأميركي: «ضرباتنا في البداية كانت تكتيكية لاستهداف الشاحنات والمفخخات، لكن عند دخولنا إلى المدينة أصبحت ضرباتنا إستراتيجية تعتمد على تدمير المصانع التي تنتج تلك المفخخات، وكذلك ضرب الجسور لمنع داعش من تعزيز صفوفه وتوفير المؤن».
من جهته قال جنرال أميركي كبير في التحالف الدولي: إن القوات العراقية التي تحارب لاستعادة مدينة الموصل بدأت وقفة تعبوية مخططاً لها مسبقاً في أول توقف كبير للحملة. واستعاد جنود القوات الخاصة ربع المدينة الواقعة بشمال العراق لكن تقدمها أصبح بطيئا ومكلفا. وتمت إعادة نشر عدة آلاف من أفراد الشرطة الاتحادية العراقية من المشارف الجنوبية الأسبوع الماضي لتعزيز الجبهة الشرقية.
وقال الضابط بسلاح الجو الأميركي ماثيو أيسلر نائب قائد القوات الجوية بالتحالف لرويترز من بغداد أمس: «هذه وقفة تعبوية للعمليات. هذا الأمر يهيئ الظروف لاستمرار تقدم قوات الأمن العراقية وخطتها وعمليتها لتحرير الموصل».
وأضاف: إن هذه العملية تأتي بعد 65 يوماً «سارت خلالها الأمور بإيقاع سريع على مستوى العمليات طيلة الوقت» وأنها تشمل إصلاح المركبات وإعادة التزود بالذخيرة وتجهيز القوات للمرحلة القادمة.
وقال: «هناك الكثير من الأنشطة الجارية. سترون خلية نحل في هذه الوقفة التعبوية».
وأضاف: «سوف يستأنفون (نشاطهم) قريباً وقوات الأمن العراقية تدير هذا الجدول الزمني».
ومضى قائلاً: «المهم في أي حملة هو إحراز تقدم مستمر. كل يوم مختلف وله تحدياته المتفردة. هذا يعني أيضاً ضرورة أن تدعم قواتك في كل يوم من هذه الأيام وهذه التحديات».
وتتقدم قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقي معظم المعارك الرئيسية ضد داعش منذ انهيار الجيش والشرطة أمام تقدم التنظيم عام 2014. وما زالت هذه القوات تحرز تقدما في الموصل لكن بوتيرة أبطأ من أي وقت مضى في المعركة.
وحققت قوات جهاز مكافحة الإرهاب مكاسب محدودة في شرق الموصل مؤخراً لكن تقارير الإعلام الحربي هذا الأسبوع اكتفت بالقول: إنه لم تحدث تغيرات على جميع المحاور. وقال إيسلر: «لا أعتقد أن هناك من يستطيع إنكار أن قوة الدفع في يد العراق. داعش ستهزم لا محالة. حتى داعش تعرف ذلك وهي لا تلعب من أجل الفوز هي فقط تحاول كسب الوقت». ويشن الجيش العراقي، منذ 17 تشرين الأول، عملية «قادمون يا نينوى» مدعوماً بقوات «البيشمركة» الكردية، ووحدات «الحشد الشعبي» و«الحشد العشائري»، وطيران التحالف الدولي ضد داعش، بهدف تحرير مدينة الموصل.
وتعتبر هذه العملية الأكبر منذ اجتياح التنظيم لشمال وغرب البلاد وسيطرته على زهاء ثلث مساحة العراق في صيف 2014.
وعلى الرغم من دخول حملة تحرير الموصل أسبوعها الثامن، يوم الاثنين، ما زال مسلحو داعش يسيطرون على ثلاثة أرباع المدينة، التي يقيم فيها نحو مليون شخص في ظل أوضاع تشبه الحصار إلى حد بعيد مع حلول الشتاء.
هذا وكشف تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» عن قيام التنظيم في الموصل باستهداف «متعمد» للمدنيين الذين يرفضون مرافقتهم إثر انسحابهم من بعض أحيائها.
وأفاد تقرير للمنظمة نقل إفادات أكثر من 50 من سكان أحياء شرق الموصل، عن «وقوع 18 عملية قصف بالهاونات أو هجمات قنص أو تفجير سيارات أو انفجار عبوات ناسفة، نفذها داعش بشكل عشوائي أو مباشر ضد المدنيين».
كما تحدث شهود عن ثلاث غارات جوية استهدفت مقاتلي داعش كانوا على أسطح منازل أو في أزقة ضيقة ما «أسفر عن مقتل مدنيين»، وفقاً للتقرير.
وأشار التقرير إلى «مقتل 19 شخصاً وإصابة عشرات المدنيين بجروح جراء هجمات من كلا الجانبين» بين الأسبوع الثالث من تشرين الثاني والأسبوع الأول من كانون الأول. وأكد شهود أن «عناصر داعش ابلغوهم شخصيا وعن طريق مكبرات الصوت في المساجد أن من يرفض الانسحاب سنعتبره من الكفار وبالتالي أهداف مشروعة مثل القوات العراقية وقوات التحالف»، وفقاً للتقرير. وقالت لمى فقيه نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش»: إنه «لو كان التنظيم يكترث حقاً للناس المحاصرين لسمح لهم بالفرار إلى بر الأمان، لكنه بدلاً من ذلك يقتل ويصيب الناس عشوائياً أو عمداً لرفضهم أن يكونوا دروعاً بشرية».
ودفعت المعارك إلى نزوح أكثر من مئة ألف شخص من الموصل ومناطق حولها منذ انطلاق العملية، لكن مازال هناك أكثر من مليون شخص يعيشون داخل الموصل، 600 ألف تقريباً في جانبها الشرقي.
وكالات

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن