سورية

أكد أن مؤتمر «الأستانة» يتعلق برغبة الأطراف الدولية الأساسية في الحل … الكزبري يتهم دي ميستورا بمحاولة قطع الطريق على محادثات «أستانة»

| سامر ضاحي

اتهم عضو مجلس الشعب وعضو وفد الحكومة السورية إلى محادثات جنيف أحمد الكزبري المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا بمحاولة «قطع الطريق على محادثات أستانة» التي أعلنت عنها موسكو عبر الإعلان عن استئناف محادثات جنيف في 8 شباط المقبل.
وأعلن دي ميستورا أول من أمس أن الأمم المتحدة «ستدعو الأطراف السوريين إلى مفاوضات في الثامن من شباط القادم في جنيف».
وفي تصريح لـ«الوطن» قال الكزبري: منذ نحو أسبوعين تقريباً عندما بدأ التحرير الفعلي لحلب وعودة الجيش العربي السوري لفرض السيطرة الكاملة على المدينة، أعلن دي ميستورا أنه حان الوقت للمفاوضات، وبذات اليوم أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين استعداد الحكومة السورية لاستئناف المفاوضات من دون أي تدخل خارجي ومن دون أي شروط مسبقة.
وفي 9 الشهر الجاري صرح دي ميستورا بأن «الوقت الآن مناسب لنتطلع بجدية إلى كيفية استئناف المفاوضات السياسية».
وانتقد الكزبري المبعوث الأممي، وقال: نحن كوفد حكومة الجمهورية العربية السورية كلنا كنا مشاركين في مفاوضات جنيف 3 والطرف الثاني هو الذي انسحب، ومن وقتها هناك تلكؤ كامل من قبل الوسيط الدولي لتحديد موعد جديد لها، والتي توقفت منذ نحو 7 أشهر».
وربط الكزبري استئناف المفاوضات بمسألتين الأولى «الميدان وهو الأساس لأن الميدان هو الذي يرسم المفاوضات السياسية على الطاولة ويحدد شكلها وقوتها». أما المسألة الثانية فمرتبطة وفق الكزبري بـ«التطور الذي طرأ من جديد على الساحة بعد اللقاء الذي جمع الرئيسين الروسي فلاديمر بوتين و(الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان وبعدها تصريح بوتين عن طرح فكرة عن مفاوضات في الأستانة في كازخستان بين الراعين الذين يقومون حالياً بالعملية، الروسي والتركي والإيراني».
وأعلن بوتين من طوكيو في 16 الشهر الجاري، أنه اتفق مع أردوغان على أن يقترحا على الأطراف المتنازعة في سورية، إجراء عملية مفاوضات سلام في «أستانة».
ولفت الكزبري إلى أن إعلان بوتين «لم يتم فيه ذكر دور للأمم المتحدة ولا المبعوث الدولي»، وأضاف إن «المبعوث الدولي يبدو أنه أحب أن يستبق الموضوع ويقطع الطريق على هذا الإعلان الذي حصل بين بويتن وأردوغان فأعلن مباشرة عن موعد وحدده».
وحول تأكيد بوتين بأن محادثات «الأستانة» ليست بديلاً عن جنيف، أوضح الكزبري أن «الحكومة السورية معنية بتطبيق قرارات الأمم المتحدة وأي اتفاق للسلام ستكون الأمم المتحدة حتماً معنية به ومشاركة فيه»، مذكراً بـ«منتدى موسكو الذي كان رديفاً لجنيف ولم يكن بديلاً لها، وكانت موسكو حينها تحاول جمع الأطراف والتقريب بين وجهات النظر».
ورأى الكزبري، أن «أي اجتماع في الأستانة أو غيرها فهو يتعلق برغبة الأطراف الدولية الأساسية في حل الأزمة وإنهاء الحرب على سورية». وحول تغييب واشنطن عن محادثات «الأستانة»، قال الكزبري: «استبعدوا لأنه في الفترة الماضية كل الاتفاقيات التي تمت بين الروسي والأميركي في آخر لحظة يتنصل منها الأميركي، وما زال السعودي والقطري كأدوات للأميركي مع نشر الفوضى والإرهاب في سورية، وحتى هذه اللحظة لم نشاهد أي شيء يدل على رغبتهم في الحل السياسي الصحيح في سورية وفق ما يرتئيه الشعب السوري».
وشدد الكزبري على أن مكافحة الإرهاب تعتبر أولوية على العملية السياسية لأن الثانية تأتي بعد الأولى، وقال: «الشيء المهم هو التمثيل في المحادثات القادمة، والمهم أيضاً أن يكون هناك تطبيق لقرارات الأمم المتحدة، وأهم قرار يجب أن يطبق بداية قبل موضوع المسار السياسي هو موضوع مكافحة الإرهاب، وخاصة القرار 2253، وعندما يطبق هذا القرار فعلياً على أرض الواقع يمهد الطريق لتطبيق القرار 2254 الذي يتعلق بالمسار السياسي».
وجدد الكزبري التأكيد أن واشنطن وحلفاءها في المنطقة هم الذين يعيقون عملية جنيف من خلال دعمهم المستمر للإرهاب، وقال: «إن الأميركي حتى الآن غير راغب بالحل رغم إعلانه المستمر عن دعمه للحل، وأنه لا يوجد سوى حل سياسي في سورية، ولكن على أرض الواقع يقوم بالتصعيد ويستمر بالتسليح وغض الطرف عن التمويل المستمر للإرهابيين في سورية». وأضاف: حتى أن التمويل القطري مستمر بدليل تأكيد وزير الخارجية القطري أن بلاده ستستمر بدعم ما يسمى «المعارضة السورية المعتدلة» وهذا الكلام حتماً تحت رعاية الأميركي لأنه المايسترو الأساسي في هذه العملية»، معتبرا أن «الأميركي حتى الآن غير جاد في الحل».
كما تطرق الكزبري إلى تنصل واشنطن من الاتفاق الروسي الأميركي في 9 أيلول الماضي، وقال: «هناك نقطة أخرى، تتعلق بتصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري (أول من) أمس والتي يقول فيها صراحة بأن هناك خلافاً شديداً بينه وبين وزير الدفاع الأميركي وهذا الخلاف أدى لعدم تطبيق الاتفاق الروسي الأميركي وهذا يعطي مؤشرات بأن الأميركي ما زال يحافظ على استمراريته بنشر الفوضى والإرهاب وليس داعما للحل».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن