ثقافة وفن

أعياد وزينة وأجراس مع هدايا وناس … رموز في عيد الميلاد المجيد.. تزخر بالفرح والحب تطورت منذ بدء المسيحية ولا تزال

| سوسن صيداوي

تأتي مواسم الأعياد وتذهب ولا يبقى منها غير رموزها التي تُحيي الاستعداد لملاقاتها كل عام بالفرح والسعادة، هذه الرموز تُجدّدها على مدار التاريخ العادات والتقاليد التي تختلف باختلاف التاريخ والبلدان، واليوم نحن في موسم عيد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية، وصحيح أن الظرف الحالي في العالم وسورية بشكل خاص يفرض نفسه، إلا أن إرادة الحياة هي التي تستمر واعدة بأمل الفرح مع الإيمان بالسلام كي يعمّ من جديد في بلادنا السّورية، التي نزفت عذاباً ومعاناةً وأسى متعدد الأوجه والألوان، ومن هذه المناسبات نتمسك بالزينة ونتمسك بالألوان ونتمسك بالأضواء كي تُنار العتمة ونبعد الظلمات بمناسبة الأعياد.

بعض من طقوس

الاختلاف في البلدان لا يؤثر على طقوس عيد الميلاد وعيد رأس السنة، فهناك الاحتفالات الدينية والصلوات الخاصة بالمناسبة، وللاجتماعات والاحتفالات العائلية المكان الأبرز في المناسبة، والتي من بعض مظاهرها وضع شجرة الميلاد وتبادل الهدايا واستقبال بابا نويل وتناول عشاء الميلاد، ويضاف إلى هذه المناسبة أغنيات وموسيقا وأفلام خاصة تتماشى مع هذا الموسم وتكثر متابعتها.

زينة وأعياد
مما هو مميّز في موسم الأعياد الميلادية الزينة التي تنتشر في الكنائس والبيوت والشوارع والساحات والأماكن العامة وحتى الأماكن التجارية والسياحية، والزينة أصبحت أمراً شائعاً وعالمياً، وطبعاً هذا الأمر مكلف ولابدّ له من ميزانية سنوية، ونحن في سورية وفي الأحياء كان السكان إما يتفقون فيما بينهم على الزينة، أو كان الجيران في الحي ينسق كل منهم زينة منزله على حدة في جوٍّ من المنافسة المحببة.
و بالنسبة لتاريخ نشوء زينة الميلاد فيعود إلى القرن الخامس عشر، وكانت انتشرت في لندن تحديدًا، والزينة تشمل شجرة الميلاد والمغارة والأخيرة هي أقدم من الشجرة تاريخيًا، وإلى جانبهما توجد الأجراس والسلاسل الذهبية والكرات الحمراء وندف الثلج وأكاليل أغصان دائمة الخضرة، والشموع اللولبية والملائكة وحلوى القصب والجوارب الحمراء، والنجوم إضافة إلى وجوه بابا نويل وغزلانه، وأكاليل الأغصان الدائمة الخضرة التي جرت العادة أن تُوضع على أبواب المنازل أو النوافذ، إضافة إلى تزيين الشوارع باليافطات خاصة وسلاسل ضوئية على طول الشارع ووضع أشجار الميلاد في أماكن بارزة، والجدير بالذكر بأن أول محل تجاري متخصص بزينة الميلاد افتتح في ألمانيا في عام 1860.
و بالنسبة إلى زمن إطلاق الزينة الميلادية فهو غير محدد التاريخ، غير أنه قد درجت العادة على بدء التزيين من تاريخ 1 كانون الأول وتُرفع الزينة بعد مرور عيد الغطاس الواقع في 5 كانون الثاني.

عشاء العيد
يعتبر عشاء عيد الميلاد الذي يتم في ليلة العيد جزءاً مهماً من احتفالية العيد، ولا يوجد طبق موحد في العالم يقدّم لهذه المناسبة فالأطباق تختلف باختلاف الثقافات، ففي صقلية الوجبة الخاصة بعيد الميلاد مؤلفة من تقديم 12 نوعاً من الأسماك، وفي بريطانيا مثلا تأثرت بتقاليد دول تقدّم مائدة عيد الميلاد الدجاج المحشي والإوز إلى جانب اللحوم والمرق والخضروات وعصير التفاح في بعض الأحيان، ونحن في سورية والبلدان المجاورة تشمل مأدبة العيد الكبة وورق العنب والدجاج المحشي فضلاً عن المقبلات أبرزها التبولة والفتوش وبابا غنوج وغيرها من المأكولات المحلية.

زينة ورمز
الأشكال في الزينة محددة منها الأجراس ومنها النجوم والعكازات والشموع الملونة بالأحمر أو الذهبي، وعلى ذكر الألوان ينتشر اللون الأحمر وهو اللون الأول لعيد الميلاد واستُخدم من قبل للتذكير بالدم الذي سُفك من السيّد المسيح، وأما بالنسبة للون الأخضر فهو اللون الثاني لعيد الميلاد ويدل على الشباب والأمل، وهو اللون الدائم في الأشجار الإبرية والتي تُزين وخاصة أنها متجهة نحو الأعلى وبهذا ترمز إلى الصلوات المتجهة نحو السماء، وتوضع النجمة المضيئة على رأسها لأن نجمة بيت لحم هي العلامة التي قادت المجوس إلى مكان ولادة المسيح، وبالنسبة للأجراس فهي برمزيتها للعثور على الخروف الضال ويُدّق الجرس كي يجد المرء طريقه للهِداية والحياة الصالحة، أما الشموع فقد استُعيض عنها اليوم بالأشرطة الضوئية وتستخدم في ذكرى الميلاد لأنها تمثل نور اللـه، على حين أن العكازة تمثّل عصا السيد المسيح وأيضاً الحرف الأول من اسمه باللغة الإنكليزية عند قلبها رأساً على عقب.

هدايا وناس
شخصية بابا نويل مرتبطة بعيد الميلاد وبالهدايا التي ترمز إلى العطايا التي قدّمها المجوس للطفل يسوع، وكانوا أول من قدّم الهدايا في العصر المسيحي، أما شخصية بابا نويل الذي يعتبره الكثيرون شخصية وهمية، هي في الحقيقة كان لها أساس واقعي مستمد من شخصية «القديس نيقولاس»، والذي لُقب بصانع العجائب، كما اشتُهر بعمل الإحسان ومساعدة الفقراء، بعد أن باع كل ما ورثه عن والديه ووزعه على المساكين، ومن وحي سيرته واهتمامه بالأحداث، اتُخذ كشخص وهمي يوزّع الهدايا في عيد الميلاد ودرجت التقاليد الشعبية على اعتباره قادماً على متن عربة يجرها الغزلان، وسمي «سانتا كلوز» أو بابا نويل، واسم «سانتا كلوز» جاء من اسمه بالإنكليزية سانت نيكولاس، وأول رسم لبابا نويل كان سنة 1862م وهو عبارة عن شخص صغير يبدو قزما يلبس ملابس حمراء وقبعة صغيرة وله ذقن طويلة بيضاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن