ثقافة وفن

الكرة الذهبية عادت إلى كريستيانو فماذا عن لاعب الفيفا؟ … إلى متى تستمر سطوة رونالدو وميسي؟

عادت جائزة الكرة الذهبية إلى بيتها والمقصود مجلة فرانس فوتبول الفرنسية صاحبة الفضل في ابتداع الجائزة عام 1956 وكانت الجائزة اندمجت مع الفيفا من 2010 وحتى 2015 ولكن رغبة رئيس الفيفا الجديد إنفانتينو في التقشف جعل الجائزة تعود إلى مهدها، وجاء في معرض تبرير رئيس الفيفا أن الجائزة تكلف الاتحاد الدولي لكرة القدم 16 مليون دولار، ويعتقد المتابعون أن صحفيي مجلة فرانس فوتبول الأقدر على إحقاق الحق وخاصة أن الشهرة والانبهار الإعلامي جعلت مدربي وكباتن المنتخبات العالمية يميلون إلى الثنائي رونالدو وميسي في السنوات التسع الأخيرة. وعلى الرغم من كون ميسي ورونالدو مرشحين بارزين إلا أن سطوتهما إن حصلت في المرة المقبلة فستكون الأخيرة من وجهة نظر نقاد اللعبة، والكثيرون يرون أنه آن الأوان لبزوغ نجم غيرهما.
نظام التصويت عاد كما كان في السابق حيث الكلمة الفصل لمحرري الصحيفة الفرنسية واسعة الانتشار ومراسليها حول العالم، وكانت الأصوات عندما كانت الفيفا شريكاً متساوية بين مدربي المنتخبات والكباتن ومحرري الصحيفة.

من عبق التاريخ
للتذكير فإن الجائزة انطلقت 1956 كما أسلفنا تزامناً مع انطلاق مسابقة دوري أبطال أوروبا واشترط في البداية أن يكون اللاعب أوروبياً ويلعب في الدوريات الأوروبية ولذلك ضاعت على بيليه ومارادونا فرصة الفوز وهما اللاعبان اللذان تنازعا على لقب لاعب القرن العشرين. ومنذ عام 1995 وحتى 2006 سمح للاعبين غير الأوروبيين الفوز بالجائزة ولكن بشرط جوهري وهو أن يكون منضوياً تحت لواء أحد الدوريات الأوروبية، فكان الليبيري جورج ويا الاستثناء الأول بكونه الإفريقي الوحيد الذي فاز بالجائزة عندما كان بصفوف ميلان.
ومنذ عام 2007 وحتى اللحظة أضحى التصويت غير مرتبط بجنسية لاعب أو الدوري الذي يلعب له ولكن من الملاحظ أن جميع الذين فازوا يلعبون في الدوريات الأوروبية.
وللتذكير أيضاً فإنه منذ 1956 وحتى 2009 كان الفائز يطلق عليه لاعب أوروبا ومنذ 2010 أطلق عليه لاعب العالم.
احتكار الثنائي
عندما بزغ نجم كريستيانو رونالدو تنبأ له الجميع بالفوز بكبرى الجوائز على الصعيد الفردي والجماعي وترجم ذلك مع مانشستر يونايتد عام 2008 فكانت الزهرة الأولى التي يقطفها من ربيع الكرة الذهبية، ولكن ظهور ليونيل ميسي وإبداعاته حرم الكثيرين من نيل الشرف ففاز بها 2009 و2010 و2011 و2012 ثم عاد رونالدو 2013 و2014 ولكن ميسي كان الأقوى والأقدر عام 2015 وكريستيانو 2016 ليبدأ فصل جديد من الصراع بين اللاعبين وسط تساؤلات من متابعي الحدث: إلى متى تستمر سطوة هذا الثنائي الذي ميّع الجائزة؟
مد وجزر
من الطبيعي أن يشد المدربون ورموز الأندية من أزر لاعبيهم المفضلين، لذلك دعم زين الدين زيدان لاعبه البرتغالي رونالدو والحال كذلك للإيطالي كانافارو الذي دعم الدون وكذلك راؤول غونزاليس، أما كتيبة برشلونة فدعمت ميسي ويأتي على رأس هؤلاء المدرب أنريكه والرموز أمثال بويول وإكزافي، بينما دعم سامي خضيرة لاعب اليوفي زميله بوفون.
واللافت أن هناك استفتاءات باتت تجريها الصحف للاقتراب أكثر من الحدث، فمجلة فرانس فوتبول المعنية بالموضوع أجرت استفتاءً ضم تسعين ألف شخص وجاءت النتائج لمصلحة ميسي بواقع 34 بالمئة مقابل 29 بالمئة للجزائري رياض محرز و25 بالمئة لكريستيانو رونالدو، وصحيفة آس الإسبانية أجرت استفاءً وجاءت النتائج كاسحة لمصلحة ميسي بواقع 70 بالمئة، وصحيفة ماركا جاءت نتائج تصويتها لمصلحة ميسي بنسبة كبيرة وصلت إلى 58 بالمئة ونقول كبيرة لأن الصحيفة مقربة من البيت الملكي المدريدي مقابل 26 بالمئة لرونالدو، وصحيفة الموندو ديبورتيفو جاء استفتاؤها أكثر اكتساحاً لمصلحة ميسي بواقع 83 بالمئة، ومع كل ذلك كان لمحرري فرانس فوتبول رأي مغاير فعادت الجائزة لرونالدو للمرة الرابعة.

لاعب الفيفا
لا شك أن معطيات كثيرة ستحدد هوية المتوج في كانون الثاني المقبل، ونجزم أن رونالدو المتوج مع البرتغال ببطولة أوروبا له الأفضلية رغم أنه لم يكن بأحسن حالاته في البطولة، وحضر في مباراتين فقط أمام المجر وويلز، وفي النهائي خرج مصاباً مطلع المباراة، وتتويجه مع الملكي المدريدي بمونديال الأندية وكذلك أفضل لاعب وهداف يدعمه للفوز بالجائزة، وفي اتجاه مغاير فإن استمرار تألق ميسي محلياً وأوروبياً سيرفع من أسهمه، ولا نعتقد أن الجائزة ستذهب لأحد غيرهما والأيام القليلة المقبلة ستثبت ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن