عربي ودولي

ألمانيا تبحث عن شركاء محتملين لمنفذ اعتداء برلين غداة مقتله في إيطاليا … ميركل تؤكد أن «الخطر الإرهابي ما زال قائماً» والرئيس الألماني يدعو إلى «عدم الاستسلام للخوف»

واصلت السلطات الألمانية أمس السبت تحقيقاتها في اعتداء برلين غداة مقتل المشتبه الرئيسي فيه، وتبحث في هذا الإطار عن شركاء محتملين قد يكونون ساعدوه في الوصول إلى إيطاليا (حيث قتل في ميلانو) على الرغم من إجراءات أجهزة الشرطة في البلاد.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: إن «الخطر الإرهابي ما زال قائماً»، وأعلنت أنها طلبت من وزيري الداخلية والعدل ومن السلطات الأمنية بشكل عام تحليل «كل جوانب» القضية وتسليمها خلاصات «في أسرع وقت»، مؤكدة: «سندرس الآن بشكل مكثف ما يجب تغييره في ترسانة الإجراءات التي تملكها الدولة».
وبدوره أكد وزير الداخلية توماس دي ميزيير أن «التهديد الإرهابي يبقى مرتفعاً في ألمانيا».
ومن جانبه تحدث وزير العدل هايكو ماس عن قرارات «ستتخذ بسرعة في كانون الثاني» من أجل تحديد «كيف يمكن مراقبة الأشخاص الخطرين بشكل أفضل»، ومن جهة أخرى كيف يمكن «طرد» المهاجرين الذين لا يملكون حقاً في الإقامة «في أسرع وقت ممكن». وأنيس العامري كان طالب لجوء رفض طلبه وكان يفترض أن يطرد قبل أشهر.
في هذا السياق، دعا الرئيس الألماني يواكيم غاوك في رسالته لمناسبة الميلاد التي بثت أمس إلى عدم الاستسلام «للخوف».
وقال: «في مرحلة تشهد اعتداءات إرهابية علينا ألّا نتسبب بانقسام أكبر في مجتمعنا وألا ندين بشكل عام مجموعة من الأشخاص»، في إشارة إلى اللاجئين.
وكان رئيس نيابة مكافحة الإرهاب بيتر فرانك قد صرح الجمعة «الآن، من المهم جداً تحديد إذا ما كانت هناك خلال الإعداد (لاعتداء على سوق في عيد الميلاد) والتنفيذ، شبكة دعم، شبكة مساعدة، شركاء أو أشخاص ساعدوه».
ويفترض أن يعيد المحققون الآن بناء المسار الدقيق لرحلة التونسي أنيس العامري من برلين إلى ميلانو، كما قال فرانك.
وتتساءل الصحف الألمانية: كيف تمكن من مغادرة ألمانيا على الرغم من انتشار الشرطة. كما بدأت تطرح تساؤلات عن الإجراءات الأمنية التي اتخذت بعد الاعتداء.
بدورها قالت الشرطة الإيطالية: إنه عبر فرنسا ليتوجه إلى ميلانو حيث قتله شرطي ليل الجمعة خلال تدقيق في الهويات بالقرب من محطة للقطارات في المدينة بعدما أطلق النار على رجال شرطة وأصاب أحدهم بجروح طفيفة.
وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن المحققين عثروا في حقيبته على بطاقة قطار تشير إلى أنه استقل القطار من شامبيري في شرقي فرنسا ومر بتورينو قبل أن يصل ليلاً إلى ميلانو.
وتريد أن تعرف الشرطة الألمانية أيضاً إذا ما كان السلاح الذي استخدمه العامري في ميلانو هو نفسه الذي قتل به سائق الشاحنة البولندي في برلين الإثنين، بحسب وسائل إعلام ألمانية.
وكان العامري استخدم هذه الشاحنة ليدهس سوقاً بمناسبة عيد الميلاد في برلين ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً وجرح خمسين آخرين.
وأكد قائد الشرطة القضائية الألمانية هولغر مونش أن «مئات» المحققين سيواصلون العمل على هذا الملف خلال أعياد نهاية السنة.
في قضية منفصلة، اعتقلت الشرطة الألمانية الجمعة شقيقين يشتبه في أنهما كانا يخططان لتنفيذ اعتداء في أحد أكبر المراكز التجارية في ألمانيا. والموقوفان شقيقان من كوسوفو في الـ28 والـ31 من العمر.
ويفترض أن تعمل السلطات الألمانية الآن على طمأنة رأي عام قلق بعدما كشف الاعتداء عن ثغرات كبيرة في إجراءات مكافحة الإرهاب في البلاد. وقد أخفقت أجهزة الأمن الألمانية في توقيف العامري مع أنه كان معروفاً بتطرفه وخطورته منذ فترة طويلة.
(أ ف ب – وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن