سورية

سكان شرقي حلب عادوا إلى أحيائهم ومنازلهم فوجدوها مفخخة

| حلب – الوطن

بدأ سكان الأحياء التي حررها الجيش العربي السوري أخيراً جنوبي شرقي حلب بالعودة إليها لتفقد ممتلكاتهم التي فخخها المسلحون قبل انسحابهم منها، ما أوقع شهداء وجرحى في صفوفهم.
وعمد المسلحون وبعد تيقنهم من خسارة الأحياء التي حشرهم الجيش فيها جنوبي شرقي المدينة إلى زرع العبوات الناسفة والألغام والمتفجرات وبكميات كبيرة دخل الشقق السكنية والمحال التجارية قبل إرغامهم على الانسحاب منها نهائياً في 22 الشهر الجاري بموجب الاتفاق الذي نص على إجلائهم مقابل إخراج حالات إنسانية من الفوعة وكفريا.
وتحت ضغط إلحاح الأهالي لتفقد ممتلكاتهم، سمح لهم بدخول أحيائهم أمس من خلال نقاط عبور محددة قرب مشفى الحياة على طريق حلب دمشق وعند جامع حذيفة وجب الجلبي حيث عبرت أعداد غفيرة من السكان إلى أحياء الزبدية والسكري والمشهد والأنصاري والأجزاء التي كان يسيطر عليها المسلحون في أحياء سيف الدولة والعامرية وصلاح الدين، وفق قول مصدر ميداني لـ«الوطن».
وشهد أمس انفجار ألغام عديدة مزروعة داخل الشقق السكنية وفي المرافق العامة وفي المدارس التي انفجرت في اثنتين منها الغام هما زياد العطار وعين جالوت عند الحدود التي تفصل حيي السكري والأنصاري الشرقي، ما أدى إلى استشهاد 3 مدنيين وجرح 7 آخرين في دليل على حقد المسلحين وإصرارهم على الانتقام من الأهالي وترويعهم بعدما عجزوا على النيل منهم خلال 4 سنوات وخمسة أشهر من استيلائهم على الأحياء الشرقية من المدينة، على حين أفاد مصدر في قيادة شرطة محافظة حلب في تصريح نقلته وكالة «سانا» للأنباء «باستشهاد شخصين وإصابة 33 آخرين بجروح 4 منهم بحالة خطرة نتيجة انفجار مستودع ذخيرة وعدد من العبوات الناسفة من مخلفات المجموعات الإرهابية في مدرسة زكي جمعة للتعليم الأساسي وأحد الأبنية المجاورة للمدرسة في حي السكري».
«أصر ابني ورفيقه على تفقد منزلنا في حي السكري قبل انتهاء الجيش من إزالة الألغام والعبوات الناسفة منه لكن أحد الألغام في غرفة نومه انفجر به، ما أسفر عن بتر ساقه وإصابة رفيقه، الذي يعالج في مشفى الجامعة، بجروح بليغة كما يقول أحد الآباء لـ«الوطن».
وأشار آخر إلى أن البناء الذي يحوي شقته السكنية في آخر الطريق العام بحي سيف الدولة لم يصبه أذى قبل أسبوع من انسحاب المسلحين منه لكن تفجير المسلحين لمستودع السلاح في قبو البناء قبل مغادرتهم له تسبب بدمار البناء بشكل كامل حاله حال الكثير من الأبنية ولا سيما في حيي صلاح الدين والسكري.
وطالب الأهالي عبر «الوطن» بزيادة أعداد فرق الهندسة المختصة بإزالة الألغام في حلب لأن أحياءها بحاجة إلى أشهر عديدة لتطهيرها منها نظراً لمساحتها الكبيرة التي يضاهي اتساعها حجم مدن سورية كبيرة. وليس بمقدور الأهالي العودة إلى أحيائهم أو استيطانها مجدداً والتي طالها ضرر كبير ما لم تتم إزالة الألغام منها أولاً تمهيداً لإعادة إعمارها وعودة الحياة إليها.
يشار إلى أن فرق الهندسة التابعة للجيش العربي السوري تعمل في أكثر من حي شرقي المدينة على حين يقتصر عمل الخبراء الروس على تفكيك المتفجرات والألغام راهناً في حي مساكن هنانو، وهو عبارة عن مدينة سكنية كبيرة ومتكاملة وبحاجة إلى جهد وزمن طويل للانتهاء منها قبل الانتقال إلى الأحياء الأخرى التي يزيد عددها على 40 حياً ينتظر سكانها الأصليون تفكيك الألغام وإزالة العبوات الناسفة منها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن