سورية

اعتبر أن لا حل عسكرياً شاملاً للأزمة والحل السياسي يجب أن يوحد الجميع … جميل لـ«الوطن»: «مؤتمر الأستانة» تحويلة لفك استعصاء جنيف.. وسيحضره من يريد الحل السياسي

| مازن جبور

اعتبر عضو «جبهة التغيير والتحرير»، رئيس «منصة موسكو» للمعارضة قدري جميل، أن مؤتمر الأستانة المرتقب للمحادثات السورية – السورية هو «تحويلة لفك استعصاء محادثات جنيف التي سيتم العودة إليها فور انتهاء الأستانة»، موضحاً أن من سيحضر هي الجهات التي «تريد الحل السياسي فعلاً»، ورأى أنه «ليس هناك حل عسكري شامل للأزمة على كامل الأرض السورية»، وأن الحل السياسي يجب أن يهدف إلى «توحيد جميع السوريين أينما كانوا من أجل استمرار مكافحة الإرهاب واجتثاثه من بؤره نهائياً».
وفي تصريح لـ«الوطن» من موسكو عبر الهاتف قال جميل أمين «حزب الإرادة الشعبية»: «ما جرى في حلب تطور مهم يضع البلاد على طريق جديد، ويجب أن يكون واضحاً أنه ليس هناك حل عسكري شامل للأزمة على كامل الأرض السورية. يمكن تحقيق تقدم هنا أو هناك، ويمكن أن يلعب هذا التقدم دوراً في تغيير ميزان القوى، ولكن يجب أن يعمل على حل الأزمة بسرعة لأن تكلفتها المادية والبشرية كبيرة، ولأنها تشكل خطراً حقيقيا وجوديا على الكيان السوري».
وأضاف: «الحل السياسي يجب أن يهدف إلى توحيد جميع السوريين أينما كانوا من أجل استمرار مكافحة الإرهاب الفاشي وصولا إلى اجتثاثه من بؤره نهائياً. كما يجب أن يهدف إلى تحقيق إيقاف الكارثة الإنسانية في البلاد وأخيراً البدء بعملية التغيير الوطني الديمقراطي الجذري الشامل». واعتبر جميل أن هذه الأهداف الثلاثة «مترابطة مع بعضها ويتطلب بعضها بعضاً، وأي أوهام حول إمكانية الحل العسكري الشامل مضرة وستزيد التكلفة التي يتحملها الشعب السوري وستضع وجود الكيان السوري موضع خطر».
وأوضح جميل، أنه «لاشك أن ما سيجري بعد حلب مرتبط بما انتهت إليه الأمور في حلب، لذلك فإن «إعلان موسكو» الذي أصدره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيراه الإيراني محمد جواد ظريف والتركي مولود جاويش أوغلو، والذي أصر على الحل السياسي للأزمة السورية كان محقا، ويمكن القول الآن إن نتائج معركة حلب ساعدت على فتح الطريق واسعا أمام الحل السياسي على أساس القرارات الدولية من «جنيف1» إلى قرار مجلس الأمن 2254».
وبخصوص الدعوة الروسية – التركية إلى عقد «مؤتمر الأستانة» لإجراء محادثات سورية – سورية الذي يتوقع عقده منتصف الشهر المقبل، قال جميل: «أصبح واضحاً أن مسار جنيف الذي كان مطلوباً منه تنفيذ القرارات الدولية قد استعصى، بسبب الموقف اللا مسؤول والمتعنت والمراوغ للقوى الغربية وحلفائها من الدول العربية، وموقف مجموعة الرياض، وبما أنه لا يمكن القفز فوق جنيف وإلغاؤها، كان ضرورياً إيجاد طريقة لتجاوز هذا الاستعصاء».
وأضاف: «يمكن اعتبار الأستانة هي تحويلة لفك استعصاء جنيف التي سنعود إليها فور انتهاء الأستانة». وتابع جميل: «لقد أعلن المبعوث الأممي دي ميستورا نيته الدعوة إلى مباحثات جنيف أوائل شباط، وبذلك تصبح الأستانة منصة لفك استعصاء جنيف الذي كان البعض يريد استخدامها غطاء لعرقلة الحل السياسي، رغم الإعلان الكلامي من هذه الجهات الموافقة عليه، لأن الجماعات المدعوة إلى الأستانة حسب ما توضح حتى الآن هي جهات تريد الحل السياسي فعلاً».
وبخصوص من سيحضر إلى مؤتمر الأستانة من المعارضة، قال جميل: «قرار مجلس الأمن الدولي 2254 حدد المنصات التي يجب التعامل معها وهي منصات: القاهرة، الرياض، موسكو، ولكنه أضاف إلى تلك المنصات كلمة غيرها وهنا يبدأ الاجتهاد، لكن الأساس أن المنظمين لأي اجتماع ملزمون بدعوة المنصات المذكورة بشكل واضح في القرار 2254، ومن لا يحضر فذنبه على جنبه» على حد تعبير جميل.
ويوم الجمعة ما قبل الماضي ناقش الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، مع رئيس كازاخستان نور سلطان نزاربايف، إمكانية إجراء لقاء بين الأطراف السورية في أستانة. ولقيت هذه المبادرة تأييدا من نزاربايف الذي ذكر أن بلاده «تدعم منذ البداية الجهود الدولية الهادفة إلى تسوية الأزمة في سورية».
ويخيم التضارب في الموقف داخل «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة إزاء المشاركة في «مؤتمر الأستانة»، فبعد أن أعلن المنسّق العام لـ«العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة رياض حجاب استعداد الهيئة للانضمام لمحادثات الأستانة، ذكرت تقارير صحفية أن رئيس وفد «معارضة الرياض» إلى جنيف أسعد الزعبي رفض المشاركة بمؤتمر آستانة وحتى بمحادثات جنيف المرتقبة في حال لم يكن رحيل الرئيس بشار الأسد «بندا أول على جدول الأعمال».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن