إعلام «للإيجار»!!
عبد الفتاح العوض :
الوثائق المنشورة حول استباحة المال الخليجي للإعلام اللبناني ميزتها أنها تنشر «سراً» يعرفه الجميع..
ما عرف بالبترو دولار اشترى الإعلام وصبغه بلونه هذه حقيقة لا يجادل بها أحد… بل كل الدول التي لها مصالح اشتغلت بأساليب مختلفة بسياسة «الاحتواء الناعم».
والإعلام هو أحد أدوات السيطرة الرئيسية «الناعمة».
كان جل ما يريده الأمراء شراء الصمت… لكنهم في النهاية اشتروا الصمت والكلام معا.
كان طموحهم السكوت عنهم فقط، الآن أوامرهم أن تتحدث بلهجتهم وتردد كلماتهم وتتغنى بفصاحتهم.
استطاع المال أن يشتري الإعلام في سوق النخاسة السياسية!!
هذا الموضوع قديم وقد كتب أحد الكتاب الصحفيين كتاباً جميلاً تحت عنوان «حضرات الزملاء المحترمين» وقد استعرت العنوان مع تغيير طفيف وعنونت رسالة إلى زملاء المهنة بـ«حضرات الزملاء غير المحترمين… اخرسوا»!!
ونحن نتابع الفضائح «المعروفة»!! عن الإعلام اللبناني وأريد أن أقول: إن أكثر من أدخل الفساد إلى الإعلام هو «بعض» الإعلام اللبناني «وكثير من السياسيين»!! والسبب بسيط.. كل الدول العربية لم يكن لديها حرية إعلام إلا اللبنانيين فاستثمروا الحرية «بالتجارة»!! فقد تحولت وسائل الإعلام إلى شقق مفروشة للإيجار.
وتنبه هنا المال لقضية أكبر.. فما دام يدفع ويستأجر.. لماذا لا يتملك «ويريح رأسه» وفعلاً بدأت موجة من امتلاك المال لوسائل إعلام، بدأت خارج الدول العربية وأصبح السياسيون مثل الإقطاعيين الذين يملكون «الضيعة وفلاحيها» وأصبحت أقوى الصحف العربية ومن ثم الفضائيات العربية مملوكة للمال وبالطبع لسياسييه وما وراءهم!!
الصراعات في المنطقة جعلت من سفاح المال والإعلام ظاهرة!!
وكان من الممكن تقبل الأمر لو كانت القصة تقف عند حدود القدح والذم… لكن سفاح المال والإعلام تحول من قدح وذم إلى قتل ودم!!
وهنا الخطورة الجارحة…
هذه المواقف والضمائر والأقلام التي تباع بدولارات تحولت إلى توابيت ومقابر ومآسٍ ومآتم وأيتام!!
مقابل تمدد إعلام المال وطغيانه، أخفق إعلام الأفكار أو تم إفشاله.
لم يعد لإعلام الضمائر مكان تحت الشمس، وباعه أصحابه أو تركوه يعاني حتى مات سريرياً!!
في الوقت الذي تمت استمالة كبار الكتاب والمفكرين بوسائل مختلفة منها الإغواء ومنها الاحتواء من دول المال، ساهمت سياسات عديدة بالاعتماد على أنصاف الإعلاميين فحصلنا على إعلام مشاكله أكثر من منافعه.
أخيراً في العالم يوجد استئجار للإعلام… لكن يتم ذلك بحدود ضيقة وبمنتهى السرية…
في حين الإعلام العربي يمارس الدعارة في الشارع وعلى الهواء مباشرة.؟
أقوال:
الكرماء ينقصهم المال والأغنياء ينقصهم الكرم.
المليونير هو رجل يساعد موته على حل أزمة الكثير من أقاربه.
من رأيه أن المال يفعل كل شيء.. فإنه سيفعل أي شيء من أجل المال.