سورية

«حزب التضامن» يرحب بـ«إعلان موسكو» ومقترح محادثات «الأستانة».. وخدام: 2017 سيكون عام الشروع الجدي بتسوية سياسية … أبو القاسم: الشروط المسبقة لـ«العليا للمفاوضات» أنهكت الشعب ودمرت سورية

رحب أمين عام «حزب التضامن» المرخص المعارض، محمد أبو القاسم، بما تضمنه «إعلان موسكو» الذي صدر عقب الاجتماع الروسي – الإيراني – التركي في موسكو، وبالاقتراح الروسي التركي لإجراء محادثات سورية – سورية في الأستانة، وندد بالشروط المسبقة التي وضعتها «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة للمشاركة، ورأى شروطها المسبقة وتحجرها السياسي أتعب وأنهك الشعب ودمر البلاد.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال أبو القاسم: إن «تحرير حلب أثبت أن الأزمة السورية، أزمة إقليمية أكثر من داخلية، وأن السوريين يستطيعون الاتفاق فيما بينهم عندما تتهيأ الظروف الآمنة والمناسبة وأن ما شهدته حلب وما نتج عن الاتفاق الإقليمي الدولي الروسي – التركي – الإيراني أثبت للعالم أن الحل السياسي سيأتي عندما تتفق الدول المعنية على ذلك، ونحن في حزب التضامن نرحب بالاتفاق الروسي – التركي – الإيراني الذي يهدف لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية».
وخرج اجتماع الثلاثاء الثلاثي في موسكو الذي ضم وزراء خارجية ودفاع روسيا وتركيا وإيران بما أطلق عليه «إعلان موسكو»، أعربت فيه الدول الثلاث، عن دعمها توسيع وقف إطلاق النار في سورية، مؤكدةً استعدادها لضمان الاتفاق المستقبلي بين الحكومة السورية والمعارضة. ويعكس الاجتماع تنامي العلاقات بين تركيا وإيران، وأيضاً رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيادة نفوذ بلاده في الشرق الأوسط وعلى نطاق أوسع. كما يظهر ذلك أيضاً أن روسيا ضاقت ذرعا بما تعتبرها محادثات طويلة وبلا فائدة مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن سورية.
كما رحب أبو القاسم بإعلان الرئيس الروسي بأنه ونظيره التركي رجب طيب أردوغان سيقترحان عقد مؤتمر في الأستانة يضم الأطراف السورية، «وخصوصاً أن الهدف منه (المؤتمر) هو استكمال محادثات السلام وفق القرارات الدولية ذات الصلة والمتوقفة بين الحكومة السورية والمعارضة».
وحول التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي، بأن «المهمة الأساسية في الوقت الراهن هي التوصل إلى تسوية سياسية شاملة» في سورية قال أبو القاسم: «لو كان هناك إرادة حقيقية وجادة من جميع الأطراف بالتوصل إلى تسوية سياسية شاملة لكنا قد وصلنا إليها منذ مؤتمري «موسكو 1» و«موسكو 2» الذي شارك حزب التضامن فيه وتوصلنا من خلاله إلى عدة نقاط مهمة بين الحكومة والمعارضة ولكن الوضع الأمني في سورية آنذاك كان غير مستقر ولا يسمح بذلك».
وأضاف: «إلا أنه وبعد عودة الاستقرار إلى (مدينة) حلب و(أجزاء واسعة من) ريف دمشق وعدة مناطق سورية أخرى أعتقد أنه قد حان الوقت للتوصل إلى هذه التسوية الشاملة وخصوصاً بعد إعلان وقف إطلاق النار المزمع تنفيذه برعاية روسية – تركية قريباً وقبل إطلاق محادثات الأستانة التي أعتقد أنها ستكون محادثات مهمة وتخرج بتسوية سياسية مقبولة من جميع الأطراف المشاركة أو على الأقل تخرج بأوراق تعتمد وتقدم في محادثات جنيف المقررة في الثامن من شهر شباط المقبل».
وأكد أبو القاسم «ترحيب «حزب التضامن» بأي طاولة حوار من دون شروط مسبقة وتخرج سورية من نفقها المظلم وتكون استكمالاً لجنيف والقرارات الدولية اللاحقة ذات الصلة».
ومؤخراً قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف: إن «وفد الحكومة وممثلي المعارضة سيشاركون في الاجتماع في أستانة»، مشيراً إلى أن وفد المعارضة هو على الأرجح سيمثل القوى الموجودة «على الأرض» في سورية، أما «الهيئة العليا» فإنها معارضة خارجية، على حين أكد رئيس وفد «معارضة الرياض» أسعد الزعبي رفض الهيئة المشاركة بمؤتمر آستانة وحتى بمحادثات جنيف المرتقبة في حال لم يكن رحيل الرئيس بشار الأسد «بندا أول على جدول الأعمال».
وشدد أبو القاسم على أنه «لن ينجح أي مؤتمر في أستانة ولا في جنيف في ظل وضع شروط مسبقة. هناك معارضة سورية شاركت في عدة مؤتمرات دولية موجودة على الأرض ولها تمثيل واسع في كل المحافظات ونحن منها ونرى أن الشعب قد تعب وأنهك ودمرت سورية من وراء الشروط المسبقة والتحجر السياسي ولذلك فإن الحل في سورية يكمن بالجلوس على طاولة مفاوضات من دون شروط مسبقة للوصول إلى دستور وعقد اجتماعي جديد وهو من يحدد مستقبل سورية وكل هذا مذكور بالقرار 2254 وما قبله وإذا رفضت الهيئة العليا للمفاوضات الدعوة لأستانة أو غيرها فهذا يسقط عنها الصفة التي ألصقتها بها الدول الغربية والإقليمية بأنها مفاوض عن الشعب السوري لأن المفاوض عليه الحضور لا المقاطعة».
واختتم أمين عام «حزب التضامن» تصريحه بالقول: «سينجح أستانة وغيره إذا اعتمد المدعوون استثناء الشروط المسبقة للتفاوض».
من جانبه وفي تدوينة له في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» كتب المعارض منذر خدام: «أستطيع اليوم بكثير من الثقة أن أقول لجميع السوريين مبارك عامكم الجديد2017 فهو سوف يكون عام الشروع الجدي بتسوية سياسية للأزمة السورية.. كفى قتل وتدمير.. السوريون يريدون الحياة.. ينبغي ألا ننسى أن الاستبداد بكل أشكاله هو المسؤول عما حصل لسورية وشعبها.. لنناضل جميعاً بصورة سلمية ضده حتى إسقاطه وبناء نظام ديمقراطي مشبع بمناخات الحرية والعدالة وحكم القانون.. كل عام وأنتم أيها السوريون أينما كنتم بكل الخير..».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن