سورية

بابا الفاتيكان دعا إلى إنهاء الحرب فيها وطالب بإسكات أصوات السلاح نهائياً … مسيحيو سورية يحتفلون بعيد الميلاد بالتزامن مع الأفراح بتحرير حلب

| وكالات

في الوقت الذي احتفلت فيه الطوائف المسيحية في سورية بعيد ميلاد السيد المسيح رسول المحبة والسلام، بالترافق مع الاحتفال بتحرير مدينة حلب من رجس الإرهاب، دعا بابا الفاتيكان إلى إنهاء الحرب على سورية وإسكات أصوات السلاح نهائياً في هذا البلد.
وحسب وكالة «سانا» للأنباء، احتفلت الطوائف المسيحية في سورية أمس، بعيد الميلاد المجيد بإقامة القداديس والصلوات في الكنائس وأماكن العبادة، مشيرة إلى أنه أقيم في كاتدرائية مار جرجس للسريان الأرثوذكس في دمشق قداس إلهي ترأسه قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، حيث ألقى البطريرك أفرام الثاني عظة العيد تحدث فيها عن معاني الميلاد المجيد، مؤكداً أن عيد الميلاد هو لغة المحبة الإلهية اللامتناهية للبشر.
وهنأ البطريرك أفرام الثاني السوريين بتحرير حلب من الإرهاب وقال: «نهنئ أنفسنا وأبناء حلب العظيمة بشكل خاص بهذا العيد المجيد الذي يتزامن مع أفراحنا بتحرير حلب من رجس الإرهاب».
وأوضح أفرام الثاني، أنه «نحتفل بعيد الميلاد المجيد وبلدنا العزيز سورية يعاني من حرب ودمار وقتل وتهجير ناتج عن جماعات إرهابية تكفر كل من لا يشاركها أفكارها التكفيرية والإقصائية والتي تضرب فيها الجميع حتى المنتمين إلى نفس الدين والمختلفين بالفكر والممارسة»، لافتاً إلى أن الجماعات الإرهابية ما كانت لتستطيع ارتكاب كل هذا الكم من القتل والدمار والترهيب والإجرام لولا تواطؤ الدول التي غذت ومولت وسلحت هذه الجماعات باسم توريد الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
وأعرب أفرام الثاني عن أمله بعودة مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، مناشداً من يمكنه تقديم العون ألا يوفر جهداً من أجل إطلاق سراحهما وجميع الأسرى والمخطوفين.
ودعا اللـه تعالى أن يحفظ سورية وشعبها وجيشها وقائدها السيد الرئيس بشار الأسد وأن يحفظ لبنان والعراق وأبناءه الذين يعملون على تحرير بلدهم من براثن الإرهاب وأن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى.
كما أقيم قداس كبير في الكنيسة الإنجيلية الوطنية بدمشق ترأسه القس بطرس زاعور الرئيس الروحي للكنيسة الإنجيلية الوطنية بدمشق نائب رئيس السينودوس الإنجيلي في سورية ولبنان، والذي أشار فيه إلى أن عيد الميلاد يبقى عطية العطايا ويحمل أخبارا سارة برجاء وأمل، وقال: «إن كل المعطيات وفي مقدمتها انجازات الجيش العربي السوري وانتصاراته في حلب تؤكد أن الغيمة السوداء فوق سورية قد أخذت طريقها للانحسار والتبدد».
وفي درعا احتفلت الطوائف المسيحية بميلاد المسيح عليه السلام بإقامة الصلوات والقداديس والترانيم وسط ابتهالات ودعوات بأن يحل السلام في كل ربوع سورية على وقع انتصارات الجيش العربي السوري في مدينة حلب وتحريرها من الإرهاب.
وفي محافظة الحسكة شملت الفعاليات بهذه المناسبة إقامة الصلوات والقداديس في كنائس المحافظة، حيث أكدت العظات الدينية التي ألقيت خلالها على قيم المحبة والتسامح والسلام التي حملتها رسالة السيد المسيح إلى البشرية إلى جانب تهنئة أبناء الشعب السوري بالانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في مدينة حلب.
وأقيمت بهذه المناسبة الصلوات والقداديس في مختلف الكنائس في اللاذقية، حيث أكدت العظات والكلمات للمطارنة والبطاركة على القيم والمعاني السامية لهذه المناسبة ورسالة المحبة والسلام التي حملها السيد المسيح إلى البشرية، موضحين الحاجة إلى التمسك بهذه القيم في ضوء ما تواجهه من حروب ودمار واستباحة لدماء الأبرياء في سبيل تحقيق أهداف سياسية ومصالح خاصة.
وأشارت العظات إلى الإنجازات والانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي عاثت قتلاً وخراباً وتدميراً على الأرض السورية مؤكدين أن إعادة الجيش العربي السوري الأمن والأمان إلى حلب وطرد الجماعات الإرهابية منها وسع دائرة الأمل لدى جميع السوريين بقرب تحقيق النصر النهائي والقضاء على الإرهاب على كامل ربوع سورية.
وبينت الكلمات أن المرحلة القادمة تتطلب من السوريين تعزيز التكاتف والتعاضد للبدء بمرحلة إعادة إعمار ما خلفته الحرب الإرهابية على سورية ولاسيما ما يتعلق بإعادة بناء الإنسان وما يترتب على ذلك من ترسيخ للقيم الوطنية والإنسانية التي تشكل الأساس المتين لبناء الأوطان.
من جهة ثانية، دعا البطريرك غريغوريوس الثالث لحام خلال ترؤسه قداس عيد الميلاد في كاتدرائية القيامة في القاهرة، أمس، حسب «سانا»، المجتمع الدولي إلى بذل مزيد من الجهود والعمل على إحلال السلام في العالم من خلال الحوار وليس عبر الاقتتال والحروب والفتن.
وقال: «الظلم يجتاح عالمنا وبتنا نفتقد لمقومات العدالة الإنسانية»، مضيفاً: «كفى حرباً وقتلاً وتدميراً وتهجيراً للعائلات والأطفال وتدفقاً للسلاح، دعونا نعيش في هذا الشرق الذي كان وما زال واحة أمل وسلام».
وتمنى لحام أن «يكون ميلاد السيد المسيح بمثابة خريطة طريق لكل واحد منا لكي يزرع في قلبه المحبة والسلام وعندئذ تتحقق بشرى الفرح»، مهنئا مصر وسورية ولبنان والعراق وفلسطين والشرق وسائر البلاد العربية بعيد ميلاد السيد المسيح.
وكان لحام وجه أول أمس رسالة بمناسبة عيد الميلاد المجيد إلى حلب والسوريين بعنوان «سلام آت لسورية بعد سلام حلب».
وفي كندا ترأس مطران كندا للروم الملكيين الكاثوليك إبراهيم إبراهيم قداس عيد الميلاد في كاتدرائية المخلص في مونتريال تحدث خلالها عن عظمة هذه المناسبة وتخللت القداس أناشيد وترانيم ميلادية.
من جانبه، وحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء، دعا بابا الفاتيكان أمس، في عظته التقليدية في عيد الميلاد المجيد أمام عشرات آلاف الأشخاص الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس بروما، إلى إنهاء الحرب في سورية وإيجاد حل سياسي للأزمة فيها وإحلال السلام والاستقرار في فلسطين والعراق وليبيا وغيرها من دول المنطقة.
وقال البابا فرنسيس في رسالته: «في سورية الشهيدة حيث سفك الكثير من الدماء، وحان الوقت لإسكات صوت السلاح نهائياً فيها وعلى المجتمع الدولي أن يجهد حتى نتوصل إلى حل تفاوضي للأزمة فيها».
وتطرق البابا إلى الوضع في مدينة حلب التي استعادها الجيش العربي السوري في الأيام الأخيرة بالكامل من مقاتلي التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، حيث دعا إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان المدينة وإعادة الطمأنينة لأهلها المدنيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن