رياضة

أول الغيث كلمة

| مالك حمود

كيف ومتى تخرج رياضتنا من أزمة الأزمة؟ سؤال يدور في أذهان العاشقين للرياضة السورية والقائمين عليها أيضاً، ويخطئ من يحاول المكابرة والقول بأن رياضتنا قوية وبخير، ويخطئ أكثر من يفكر بأن واقعنا الرياضي الحالي جميل وسليم ومعافى، فالكلام المعاكس وإن كانت بعض تفاصيله مؤلمة فالهدف منه تشخيص الحال بمنتهى الواقعية والصدق والعمل على الخروج منه بصحة وسلام، فالرياضة السورية أصابها ما أصابها من الأمراض، وظهر عليها العديد من الأعراض، منها المباشرة ومنها غير المباشرة، لكن المحصلة واحدة، فالرياضة السورية تعاني نقصاً في العدد والعدة، نقصاً بالعنصر البشري في مختلف اختصاصاتهم ضمن ساحة العمل الرياضي، ونقصاً بالمال، وضعفاً للآمال.
النقص البشري علاجه في العودة إلى القواعد الرياضية والعمل على بناء أجيال جديدة من الفئات العمرية، ونقص المال يفتح باب البحث عن المصادر، فالمال وحسب كلام القيادات الرياضية المال متوافر، ولكن ليس بالوفرة التي اعتدناها في مرحلة ما قبل الأزمة.
وهذا الكلام ظهر جليا في حالة الترشيد أو التقنين أو التقشف إن صح القول في التعامل مع بعض منتخباتنا الرياضية وحتى بطولاتنا ومسابقاتنا المحلية التي أصبح يتم تفصيلها على مقاس المبلغ المحدد والمحدود، لتصبح العديد من بطولاتنا المحلية مضغوطة ومسلوقة، وحالة الضغط الزمني كثيراً ما تؤثر في المستوى الفني وهذا ما نراه للأسف في بعض نهائيات بطولات الفئات العمرية التي يفترض أن تأخذ حقها من المدة الزمنية الكفيلة بتحقيق أكبر عدد من المباريات خلال أطول فترة ممكنة توخياً لتحقيق الفائدة القصوى من هذه البطولات ولكن يبقى المال هو العصب الأساسي في التطوير وحتى التفكير، ولكن هل نبقى كذلك؟ وهل تبقى رياضتنا على هذه الحال؟
عندما نقول رياضتنا نقصد بها منتخباتنا وأنديتنا، وبالتالي فالبحث عن مصادر التمويل أمر مهم وعاجل والكرة في ملعب المعنيين سواء في اتحادات الألعاب أم الأندية.
فالرياضية نجحت في الحفاظ على وجودها لكنها تصبح أقوى عندما تؤمن وقودها، فالشركات والفعاليات الاقتصادية لا تزال موجودة، لكنها بحاجة للتحرك الحثيث والجاد لكسب دعمها الإعلاني ولو (بالموانة) بشكل مبدئي، فكم جميل لرياضتنا عندما ترى بطولة كرة القدم للصالات تحمل اسم إحدى شركاتنا الوطنية الداعمة لهذا الحدث، أقول إحدى شركاتنا متجنباً ذكر اسمها كي لا يعتبر ترويجاً لتلك الشركة رغم قناعتي الشخصية بأنه حقها الطبيعي، وإلا فلماذا تدفع المال وتقدم رعايتها لحدث رياضي كهذا إذا لم يعد عليها بالترويج الإعلاني والإعلاني المنشود، فالمرونة مطلوبة في التعامل مع خطوة كهذه، لأن نجاحها سيعززها بخطوات لاحقة، وأول الغيث كلمة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن