سورية

المسلحون فخخوا حتى ألعاب الأطفال شرق حلب

| حلب – الوطن

انشغل الرأي العام الحلبي في الأيام الأخيرة بالعبوات الناسفة والألغام التي زرعها المسلحون في أحياء جنوب شرق المدينة قبل انسحابهم منها والتي فخخوا بها كل ما يخطر وما لا يخطر في البال بما فيها ألعاب الأطفال.
وزادت نقمة سكان المدينة على المسلحين الذين تعمدوا الانتقام منهم لعدم احتضانهم لهم مع ارتفاع أعداد الشهداء المدنيين الذين يتفقدون ممتلكاتهم يوماً بعد يوم في الأحياء التي أجلي منها المسلحون في السكري وتل الزرازير والزبدية والأنصاري والمشهد والأقسام التي كانوا يسيطرون عليها في صلاح الدين وسيف الدولة والإذاعة.
ودفع الأهالي ضريبة كبيرة من أرواح أبنائهم مع اكتشافهم بأن المسلحين لم يكتفوا بتفخيخ الشقق السكنية وأقبية الأبنية ومداخلها والسيارات المتروكة في الشوارع بل أمعنوا في غيهم وانتقامهم من السكان بتلغيم الشوارع والأدوات الكهربائية والأثاث المنزلي والدراجات النارية وألعاب الأطفال وحتى القرطاسية التي أودت بحياة أطفال رافقوا ذويهم لتفقد بيوتهم ومقتنياتهم بعد طول غياب عنها، بحسب قول مصادر أهلية لـ«الوطن». وتروي المصادر حوادث صادمة عن انفجار أبواب شقق سكنية مفخخة بأصحابها العائدين إليها لمعرفة أحوالها بعد خلو الأحياء من المسلحين «فها هي معلمة في التعليم الأساسي تفقد إحدى قدميها مع ولديها أثناء فتح باب منزلها في سيف الدولة، وها هي امرأة فجعت بصغيرها أثناء فتحه حقيبة مدرسة مفخخة وجدها داخل بيته في السكري ورجل خسر حياته خلال تفقده غسالته في منزله الذي افتقده لأكثر من 4 سنوات في حي الأنصاري»، كما قال شهود عيان لـ«الوطن».
وأمس انفجر لغمان أرضيان زرعهما المسلحون داخل بنائين في حي صلاح الدين، الذي يشهد انفجار عبوات ناسفة على الدوام، ما أسفر عن استشهاد مدنيين اثنين وجرح 7 آخرين في الوقت الذي أصيب فيه أكثر من 15 مدنياً في انفجار ألغام بحي السكري الذي انسحب منه المسلحون في 22 الجاري وفخخوا ما بوسعهم تفخيخه لإلحاق الأذى بسكانه الذين عاد بعضهم إليه وأحجم معظمهم عن الرجوع قبل تطهير الحي من الألغام والعبوات الناسفة.
ويستمر الجيش العربي السوري، الذي ما زال يمشط أحياء جنوب مركز المدينة وتلك الواقعة في القسم الجنوبي الشرقي، في اكتشاف مستودعات الأسلحة الضخمة المملوءة بالسلاح والذخيرة.
وشهد يوم أمس فقط العثور على 7 مستودعات ذخيرة في حي سيف الدولة وصلاح الدين تكفي لتسليح كتائب عديدة والقنال لأشهر طويلة داخل الأحياء التي سيطر عليها الجيش، وفق قول مصدر ميداني لـ«الوطن».
وأشار المصدر إلى اكتشاف الجيش لمقبرة جماعية جديدة في حي السكري والذي شهد أول من أمس تفكيك عربة مفخخة بأكثر من 2 طن من المتفجرات واكتشاف مقبرة مماثلة ضحاياها مدنيون دل كشف الأطباء الشرعيون عليهم أنهم عذبوا بوحشية وأطلقت على رؤوسهم النار من مسافة قريبة لتصفيتهم قبل انسحاب المسلحين من الأحياء أسوة بأسرى الجيش العسكريين الذين تم التنكيل بهم وتصفيتهم أيضاً.
وشهد المشفى العسكري بحلب أمس تشييع جثامين 8 شهداء من قوى الأمن الداخلي استشهدوا بتفجير المسلحين لنفق تحت مبنى فرع المرور في 21 تموز الماضي وظلت جثثهم تحت الركام إلى حين تطهير الجيش لحي الكلاسة الذي يقع المبنى على تخومه على حين لم يتم العثور بعد على جثث 14 من زملائهم كانوا يدافعون معهم عن المبنى والمنطقة مجهولاً مع استمرار عمليات إزالة الأنقاض.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن