سورية

الجيش يكثف ضغطه على وادي بردى.. المسلحون يرفضون المغادرة

عرض الشيخ عمر رحمون التدخل للتوصل إلى اتفاق مصالحة في منطقة وادي بردى بريف دمشق الشمالي الغربي، في وقت ارتفعت فيه حدة المعارك بين الجيش العربي السوري من جهة والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة من جهة ثانية والتي وجهت للمؤسسات والهيئات الدولية نداءات استغاثة تطالب بوقف عملية الجيش، وفي الوقت نفسه أكدت أنه «لا خروج من أرضنا تحت أي ضغط».
وفي التفاصيل، فقد تحدثت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن «ارتفاع حدة المعارك بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة في وادي بسيمة (بمنطقة وادي بردى) وسط تمهيد ناري مكثف ينفذه الجيش»، وذلك في اليوم الخامس من عمليته في المنطقة التي تهدف إلى إعادة السيطرة على كامل بلدات وقرى الوادي. وأشارت المصادر إلى أن «الجيش السوري فتح جبهة جديدة في بسيمة وسط معارك عنيفة مع المسلحين». وذكرت المصادر أن الجيش السوري استهدف مقراً للمسلحين على جسر بسيمة بصاروخ «فيل» وحقق إصابة مباشرة، وذلك بعد أن حقق تقدماً على محور بسيمة في المنطقة. في المقابل، ناشدت الفعاليات المدنية في منطقة وادي بردى المؤسسات والهيئات الدولية «للوقوف على مسؤولياتها، ووقف الحملة العسكرية على المنطقة، التي أدت لخروج معظم الفعاليات عن الخدمة، نتيجة القصف العنيف على المنطقة بالمدفعية والصواريخ»، وفق ما ذكرت مواقع الكترونية معارضة.
وبالترافق نشرت «شبكة شام» المعارضة في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تسجيلاً أوضح أن منطقة وادي بردى تضم 13 قرية يقطنها 110 آلاف نسمة، منها 10 قرى تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وهي «بسمية، عين الخضرة، دير مقرن، كفير الزيت، دير قانون، إفرة، هريرة، الحسينية، كفر العواميد، برهليا». وادعى التسجيل أن «القصف الهستيري بالبراميل المتفجرة أدى لغور ثلث مياه عين الفيجة المسؤول عن تغذية مدينة دمشق»، مشيراً إلى أن ذلك يترافق مع «حملة برية عنيفة» من الجيش العربي السوري وحلفائه. لكن التسجيل أكد أن من سماهم «الثوار ثابتون ومصرون أن لا خروج من أرضنا تحت أي ضغط».
وتضمن التسجيل حديثاً لشخص من دون أن تظهر صورته يقول فيه «كتير مبسوطين ومانا مضغوطين.. وعم يمر الصاروخ وعم نغشى من الضحك.. وما في أتر (أثر) إصابات.. عم يهبط حيطان بكرا بنجيب بلوك ومنعمر.. بيهبط بيوت بتتعمر البيوت.. الشباب بخير.. والله بخير.. والله بخير.. والوادي بخير». جاء ذلك بعد رفض المسلحين من «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) اتفاق المصالحة وهددوا بتدمير نبع عين الفيجة بعد أن قاموا بتلويثه بالمازوت ما أدى لانقطاع المياه عن مدينة دمشق.
في المقابل، قال الشيخ رحمون الذي لعب دوراً بارزاً في التفاوض مع مسلحي حلب في تغريدةٍ عبر حسابه الشخصي في موقع «تويتر» «أنا جاهز للتدخل في وادي بردى عندما تريدون». وأكد رحمون «أن وضع الريف الدمشقي الغربي بات واضحاً»، معتبراً أن «العناد لم يعد يفيد، والمصالحة وحفظ ماء الوجه أفضل من المكابرة».
وكان رحمون، وهو مسلح سابق ومؤسس ميليشيا «أحرار الصوفية» في حماة، كان قد عاد إلى تأييد الدولة السورية، لأنه لم يجد أحداً يقاتل الإرهاب بجد إلا الجيش العربي السوري، وقال: كانت عودتي إليه واجبة لقتال الإرهاب الذي دخل إلى سورية بسببنا ولم نعد نقدر عليه».
وفي الأسبوع الماضي، قال رحمون في تغريدة عبر حسابه، «نحن من خلقنا الثورة ونحن من سيطمرها في الوحل بعد سيطرتكم عليها»، في إشارة إلى «فتح الشام».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن