سورية

تم العثور على هيكلها وعمليات الانتشال تتواصل .. الكرملين يستبعد فرضية العمل الإرهابي في تحطم الطائرة العسكرية الروسية

| وكالات

أعلنت روسيا، أن التحقيقات في تحطم الطائرة العسكرية المتجهة إلى سورية «تو-154» فوق البحر الأسود والذي أودى بحياة 92 شخصاً، «لا ترجح أن يكون العمل الإرهابي هو السبب القوي المحتمل في الحادث»، على حين تمكن الغواصون من العثور على هيكل الطائرة.
وبيّن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين، وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء، «تجري حالياً دراسة جميع الاحتمالات، ومن المبكر التحدث عن أي شيء بشكل مؤكد ولكن كما تعلمون فإن العمل الإرهابي ليس في مقدمة هذه الاحتمالات»، بعد أن أعلن وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف أن التحقيق يركز على فرضيتي عطل فني وخطأ الطاقم.
وقال سوكولوف الذي يترأس اللجنة المعنية بالتحقيق في الكارثة: «اليوم لا تشمل الفرضيات الأساسية للتحقيق، احتمال وقوع عمل إرهابي. ولذلك ننطلق من أن أسباب الكارثة تعود إما إلى عطل فني أو إلى خطأ الطاقم».
في الإطار ذاته، أعلنت هيئة الأمن الفدرالي الروسية أنها تحقق مع شهود عيان حول تحطم طائرة «تو-154» فوق البحر الأسود، بالإضافة إلى دراسة شريط فيديو التقطته كاميرات مراقبة. وجاء في بيان صدر عن الهيئة، وفق ما نقل موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: «في الوقت الراهن تم تحديد شهود عيان لسقوط الطائرة، كما أن هناك شريط فيديو سجلته كاميرا مراقبة. ويعمل أعضاء فريق التحقيق مع شهود العيان ويدرسون شريط الفيديو».
جاء ذلك بعد أن انتشر في الإنترنت شريط فيديو لوميض خاطف غامض شوهد فوق البحر الأسود، حيث سقطت الطائرة الروسية «تو-154».
واعتبر بعض الخبراء أن هذا الشريط الذي التقطته كاميرات المراقبة على الشاطئ في مدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود، يؤكد فرضية وقوع انفجار على متن الطائرة قبل سقوطها. لكن مصدراً قريباً من التحقيقات قال لوكالة «إنترفاكس»: إن المحققين درسوا جميع التسجيلات المتوافرة، واستنتجوا أن الضوء الغامض ظهر في السماء بعد مرور نصف ساعة على تحطم الطائرة.
ونوهت المخابرات الروسية بأن التحقيق يرى أن الأسباب الرئيسية المحتملة للحادث «سقوط جسم غريب في محرك الطائرة أو استخدام وقود سيئ الجودة وهو ما أثر سلباً على عمل المحركات أو وجود عطل فني آخر أو خطأ الطيار».
وأشار المصدر إلى أنه تم فتح قضية جنائية للتحقيق في الحادث وفقاً للمادة 351 (انتهاك قواعد الطيران أو التحضير له) من قانون العقوبات الجنائية الروسي.
وأكد مصدر في الأمن الروسي أن الطائرة لم تكن تحمل أي حمولة عسكرية أو مزدوجة الاستخدام ولا أية ألعاب نارية. وشدد المصدر على أنه وفور وصول الطائرة إلى مطار سوتشي تمت حراستها من عناصر حرس الحدود والعسكريين وخلال التزود بالوقود صعد إلى صالون الطائرة أحد موظفي حرس الحدود وأحد موظفي الجمارك في المطار وراقب عملية التزود بالوقود على أرض المطار، قائد الطائرة والمهندس الفني المرافق لها.
وعاشت روسيا أمس، يوم حداد على ضحايا الطائرة المنكوبة، بعد أن أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم حداد وطني.
وأوعز الرئيس في مرسومه بهذا الشأن، بتنكيس الأعلام الوطنية وإلغاء البرامج الترفيهية في المراكز الثقافية بجميع أنحاء البلاد وفي جدول أعمال الإذاعة والتلفزيون. وفي إطار الحداد، تراجع بوتين نفسه عن حضور مهرجان أضواء في سان بطرسبورغ، كان من المقرر إقامته وسط المدينة بمناسبة قرب حلول عيد رأس السنة.
وفي خطوة تضامن مع الشعب الروسي، انضمت بيلاروس إلى مراسم الحداد، على حين يستمر تدفق المعزين إلى السفارة الروسية في مينسك.
وبأمر من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو تم تنكيس الأعلام الوطنية فوق كل المؤسسات الحكومية عبر البلاد، وكذلك إلغاء البرامج الترفيهية في الإذاعة والتلفزيون.
وسبق للرئيس البيلاروسي أن عبر عن تعازيه للشعب الروسي، مؤكداً أن الشعب البيلاروسي يشاطر روسيا مشاعر الحسرة.
وتمكن الغواصون المشاركون في عمليات البحث في مكان تحطم طائرة «تو-154» بالبحر الأسود، من العثور على هيكل الطائرة في قاع البحر.
وكانت الطائرة التابعة لوزارة الدفاع الروسية وعلى متنها 92 شخصاً، قد تحطمت بعد مرور دقائق على إقلاعها من مطار مدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود، وهي في الطريق إلى مدينة اللاذقية السورية.
وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية، وفق ما نقل «روسيا اليوم»، أن حطام القسم الرئيسي لهيكل الطائرة تم العثور عليه على بعد 1.7 كلم عن الساحل وعلى عمق 27 متراً.
وذكرت مصادر قريبة من التحقيق، أن هيكل الطائرة تضرر بقدر كبير، وتجري حالياً التحضيرات لرفع قطعة من الحطام طولها 5 أمتار. وحسب المصدر تم العثور على جثث لبعض الركاب ارتدوا ستر نجاة، ما يدل على أن طاقم الطائرة كان على علم بحدوث وضع طارئ على متنها.
وأوضح مصدر في الوزارة، أنه تم تعزيز المجموعة التي تتولى البحث عن جثامين القتلى وحطام الطائرة وصندوقيها الأسودين. وتجاوز عدد أفراد المجموعة 3500 شخص، إضافة إلى 200 آلية خاصة.
بدورها ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن 45 سفينة وزورقاً و5 مروحيات وطائرات من دون طيار تُستخدم في سياق عمليات البحث. وتواصل الوزارة إرسال سفن إضافية إلى المنطقة.
كما تستمر عمليات فحص قاع البحر، إذ تضم فرق البحث 135 غواصاً و7 أجهزة مخصصة للعمل في أعماق البحر. كما نقلت طائرة «إيل-75» تابعة لوزارة الدفاع إلى سوتشي جهازين مأهولين مخصصين للعمل في أعمال البحر، قادرين على القيام بمهمات تقنية صعبة في القاع.
وبدأ خبراء وزارة الدفاع الروسية أخذ عينات الحمض النووي من أقارب الضحايا لإجراء تحليل «DNA»، وكانت أول طائرة تحمل على متنها جثث لضحايا كارثة «تو-154» قد وصلت موسكو صباح أمس.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن طائرة «إيل-76» للنقل الجوي حملت 10 جثث إضافة إلى عشرات الأشلاء لضحايا الكارثة، مؤكدة أن عمليات التعرف والفحص الجيني ستجري في موسكو.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن