سورية

داعش يطلق بثّاً تلفزيونياً في الرقة.. و«التحالف» يحتاج لعامين لهزيمته

| وكالات

بالترافق مع ورود أنباء عن إطلاق تنظيم داعش بثّاً تلفزيونياً في مدينة الرقة (معقل التنظيم في سورية)، اعتبر قائد قوات «التحالف الدولي» في العراق الذي تقوده واشنطن الجنرال الأميركي ستيفين تاوسيند، أن التحالف بحاجة إلى عامين آخرين للقضاء على داعش في الرقة والموصل، على حين أشارت تقارير صحفية إلى أن التنظيم ما زال قادراً على زرع الفوضى رغم إضعافه عسكرياً في سورية والعراق.
وذكر موقع «عربي 21» الإلكتروني، أن مواقع إلكترونية أفادت أن التنظيم أطلق بثّاً تلفزيونياً على نطاق محلي في الرقة وريفها، بعد أن سبق للتنظيم إنشاء قنوات مشابهة على موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب» قبل أن يتم حذفها.
وأوضحت المواقع أن البث الأرضي للتنظيم بدأ الأربعاء الماضي، في خطوة مماثلة لما قام به في الموصل بالعراق قبل أكثر من عام.
ووفقاً للمواقع، فإن القناة الأرضية التي أطلقها التنظيم، تقدم أناشيد، وإصدارات، وكلمات مؤيدة لداعش.
يشار إلى أن تنظيم داعش يمنع الأهالي في مناطق سيطرته من استخدام «الرسيفر»، كما خصص شبكة إنترنت تابعة له فقط، وأتاح للأهالي استخدامها بقوانين. ولفت «عربي21» إلى أنه لم يتمكن التأكد من صحة هذا الخبر من مصدر مستقل.
في الأثناء، تنبأ تاوسيند في مقابلة له مع موقع «دايلي بيست» الأميركي، بأن يستغرق الأمر عامين من القتال الصعب للقضاء على داعش في الرقة والموصل، ثم القضاء على البقايا التي ستهرب على الأرجح إلى الصحراء الشاسعة الخاوية التي تفصل بين سورية والعراق، حسب موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري. ولم يحدد تاوسيند جدولاً زمنياً للمعركة، إلا أنه وضع خريطة للحملة التي يعتقد أنها ستمضي ببطء، لكن سيكون من الممكن توقعها أيضاً، فيما يتعلق بالوقت الذي يستغرقه داعش في الاستعداد ومدى الوحشية التي سيكون مقاتلوه مستعدين لإبدائها.
وقال تاوسيند متحدثاً عن الاستخبارات والمراقبة وجهود الاستطلاع: «إن مقاتلاً يخرج من مبنى سيحمل طفلاً فوق رأسه حتى نستطيع أن نراه، حتى يصل إلى مبنى آخر».
وفي السياق، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية: إنه على الرغم من خسارة داعش أراضي في سورية، وتمت الإطاحة به من معقله على الساحل الليبي، ويصارع في محاولة للحفاظ على الموصل بالعراق، إلا أن الهجوم القاتل في برلين الأسبوع الماضي أوضح أن هذه الخسائر لا تقلل من القوى الاستثنائية للتنظيم لإحداث الفوضى الإرهابية حول العالم، وربما المساعدة على إشعالها.
يشار إلى أنه قتل 12 شخصاً على الأقل وأصيب 48 بجروح إثر اقتحام شاحنة سوقاً لأعياد الميلاد في العاصمة الألمانية برلين، مساء الإثنين 19 الشهر الجاري، كما أعلنت الشرطة الألمانية، مشيرة إلى أنها تعتقد بأن السائق دهس هذا الحشد عمداً بقصد تنفيذ اعتداء. وأظهر شريط فيديو يظهر منفذ الاعتداء وهو يبايع التنظيم.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في العام الماضي، ورغم أن داعش لا يزال تحت القصف المستمر من «التحالف»، إلا أنه أعلن مسؤوليته عن أكثر من ثلاثين هجوماً في 16 دولة بأربع قارات.
ولا تشمل هذه الأرقام ما فعله التنظيم في سورية والعراق، حيث خسر 50 ألف من مقاتليه في العامين الماضيين، وفقاً لما قالته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، وهو ما يعادل تقريباً عدد من فقدتهم الولايات المتحدة في حرب فيتنام. والكثير من الهجمات التي تمت خارج الشرق الأوسط تم تنفيذها من مهاجمين تحدثوا عن عدم قدرتهم على الوصول إلى ملاذ داعش في سورية و«دولة خلافته» المزعومة كدافع لتنفيذ هجمات في بلدانهم.
وفي قلب النجاح العالمي لداعش، وضعفه أيضاً، مزيج غريب من الجرأة الدينية والانتهازية الإجرامية، وهو شيء لم يستطع تنظيم «القاعدة» نفسه تحقيقه.
وقال أستاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة برنكتون بيرنارد هايكل: «إن مزاعم داعش بتمثيل الخلافة كانت ورقة رابحة، فقد أثارت مشاعر عميقة حتى بين هؤلاء غير المهتمين بالقضية عن اليوتوبيا والإمبراطورية الإسلامية القومية، والتي بدت لفترة وجيزة على الأقل من غير الممكن وقفها عسكرياً».
يشار إلى أن «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن يدعي بأنه يحارب التنظيم في سورية، في حين يستهدف بضرباته الجوية أماكن المدنيين، بل ويفتح للتنظيم ممرات آمنة في سورية لضرب الجيش العربي السوري وسيطرته على أراضي جديدة، كما حدث في جبل الثردة بدير الزور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن