سورية

مقر ترامب اعتبر غياب واشنطن عن محادثات موسكو الثلاثية إخفاقاً لأوباما … روسيا تواصل دبلوماسيتها النشطة بشأن حل الأزمة السورية

| الوطن – وكالات

واصلت روسيا دبلوماسيتها النشطة بشأن الأزمة السورية بعد المحادثات الثلاثية على مستوى وزراء الخارجية والدفاع لروسيا وإيران وتركيا في موسكو، والدعوة إلى عقد مؤتمر للحوار السوري السوري في أستانة، على حين جدد رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف التأكيد على استعداد بلاده لاستضافة المحادثات السورية. وأعلن السكرتير العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي نيقولاي بورديوجا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أطلع زعماء دول المنظمة بالخطوات التي تتخذ لإعادة الوضع إلى طبيعته في سورية، وفق ما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، الذي أوضح أن بوتين تحدث عن التعاون مع تركيا وإيران في هذا المجال.
ونوه بورديوجا بأن زعماء دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي أوعزوا بإجراء تحليل للمخاطر التي ظهرت من جديد وصياغة الإجراءات الضرورية لتحييدها بشكل جماعي.
وبحث المشاركون في اللقاء تدهور الوضع في أفغانستان وتعقد الأمور على الحدود بين هذه الدولة وطاجيكستان، وتطرقوا إلى الإجراءات اللازم إتخاذها لمساعدة دوشنبه (عاصمة طاجيكستان) في مجال نشر الاستقرار على الحدود المذكورة.
وأعلن بوتين خلال افتتاحه لدورة الأمن الجماعي للمنظمة أن عدد المناطق الساخنة في العالم لا يتقلص، وتبقى عصية على الحل كذلك النزاعات القديمة.
وقال: «نحن نعلم مدى تعقيد العلاقات والأوضاع في الكثير من مناطق العالم. على سبيل المثال، مشكلة أفغانستان ومشكلة الشرق الأوسط، وسورية وغيرها».
وشدد الرئيس الروسي على أن هذا الوضع يثير قلق الدول المشاركة في المنظمة. ورأى أن لقاء اليوم بهذا الشكل وتبادل الآراء غير الرسمية يسمح بمناقشة أوضاع الأمن في دول المنظمة وبالتحدث عما يجري في العالم.
وفي السياق، بحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، تدابير وقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية، وذلك في اتصال هاتفي، وفق بيان للوزارة نقله موقع «روسيا اليوم».
وذكر البيان، أن الاتصال كان بمبادرة من تركيا، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول الوضع في سورية، مع التركيز على مهمة إطلاق الهدنة في جميع أنحاء سورية مع تصعيد القتال ضد الجماعات الإرهابية وفقا لمبادئ البيان المشترك الصادر عن وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران.
وكان لافروف أعلن الثلاثاء الماضي في أعقاب محادثات ثلاثية على مستوى وزراء الخارجية والدفاع لروسيا وإيران وتركيا، أن الدول الثلاث مستعدة لوضع اتفاق بين السلطات السورية والمعارضة، ولأن تكون أطرافاً ضامنة لتنفيذه.
وفي وقت سابق أكد رئيس كازاخستان خلال لقائه الرئيس الروسي في سان بطرسبورغ استعداد بلاده لاستقبال جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات حول سورية، في أستانا وتوفير كل الظروف اللازمة لذلك.
وقال: «نحن تكلمنا يوم أمس (الأحد) مع (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان و(الرئيس الإيراني محمد حسن) روحاني.. وهما موافقان، سنوفر جميع الظروف للقاء». والجدير بالذكر أن الرئيس الروسي، أعلن في وقت سابق، أنه اتفق مع أردوغان، على طرح اقتراح على الأطراف المتنازعة في سورية بمواصلة عملية مفاوضات السلام في ساحة جديدة هي مدينة أستانا عاصمة كازاخستان. ووفقاً للرئيس الروسي، يمكن للمنصة الجديدة (أستانا) أن تكون مكملة لمفاوضات جنيف.
وأكد الرئيس الروسي ونظيره الإيراني خلال اتصال هاتفي يوم 24 كانون الأول الجاري أن الانتهاء الناجح للعملية المشتركة لتحرير حلب، خطوة مهمة في طريق النصر الكامل على الإرهاب في سورية ولإحلال السلام في البلاد.
على خط مواز، أعلن الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي نيوت غينغريتش أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ومقره الانتقالي يعتبران أن غياب واشنطن عن المحادثات الثلاثية حول سورية في موسكو يعتبر «فشلاً واضحاً وذريعاً لسياسة الرئيس باراك أوباما الخارجية في الشرق الأوسط».
وكان البيان الختامي للقاء الثلاثي الذي ضم وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف وإيران محمد جواد ظريف وتركيا مولود جاويش أوغلو الثلاثاء الماضي أكد دعم الدول الثلاث الكامل لاحترام سيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية كدولة «متعددة الأعراق والأديان ديمقراطية وعلمانية» واقتناعها بعدم وجود حل عسكري للأزمة في سورية وتأكيدها أهمية دور الأمم المتحدة في الجهود الرامية إلى حل هذه الأزمة وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254.
ونقلت وكالة «تاس» عن غينغريتش الذي يعد واحداً من أقرب المقربين إلى ترامب قوله في حديث لقناة «فوكس نيوز» الأميركية: «أعتقد أن ترامب يدرك كل الإدراك الفشل الكامل للإستراتيجية السياسية الخارجية لأوباما وكلينتون في منطقة الشرق الأوسط» مشيراً إلى المباحثات الثلاثية الروسية الإيرانية التركية في موسكو حول سورية «بمساهمة أميركية تساوي الصفر» على حد تعبيره.
وأضاف غينغريتش: «هذا بالذات يجب أن يثير قلقنا.. لقد وصلنا إلى طريق مسدود في ضعفنا.. ويجب علينا إعادة النظر في ذلك».
يشار إلى أن إدارة أوباما جددت إصرارها على الاستمرار في دعم وتمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في سورية وذلك بالتصديق على مشروع قانون النفقات الدفاعية الذي يتضمن بنداً لتسليح تلك التنظيمات حيث يحدد القانون سبل تسليم منظومات الدفاع الجوي إلى الإرهابيين والمسلحين علاوة على الشروط الواجب تطبيقها في هذا المجال.
وكانت إدارة أوباما أطلقت خلال العامين الماضيين برنامجاً ضخماً خصصت له دعاية كبيرة وأموالا طائلة تصل إلى 500 مليون دولار لتدريب وتسليح الإرهابيين والمسلحين الذين تطلق عليهم تسمية «المعارضة المعتدلة» في الأردن وتركيا غير أن برنامجها هذا تعرض لانتكاسة كبيرة مع مقتل بعضهم وانضمام الآخرين إلى تنظيمي «داعش» وجبهة النصرة الإرهابيين ونقلهم الأسلحة الأميركية التي بحوزتهم إليها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن