المياه لم تنقطع عن الرقة … 48 مليون م3 من المياه النظيفة استهلكتها الرقة خلال الحالي
| محمود الصالح
تعتبر محافظة الرقة من أغنى محافظات القطر بمياه الشرب لاعتمادها على مياه نهر الفرات وما يتشكل عنه من بحيرات والتي تقدر غزارتها بربع غزارة مياه نهر الفرات. والمؤسسة العامة لمياه الشرب خلال السنوات الأخيرة في ظل الأزمة وبالرغم مما تعانيه الرقة من إجرام المجموعات الإرهابية بحق أهلنا في الرقة. حيث ترتب على المؤسسة أعباءً إضافية نتيجة التخريب المتعمد للمجموعات الإرهابية لمحطات الضخ وشبكات المياه ومع ذلك استطاع عاملوها على أرض الرقة وإدارة المؤسسة التي تتابع كل الأعمال استطاعوا توفير مياه الشرب النظيفة والمراقبة بشكل دائم ودون أي انقطاع. ولمعرفة واقع العمل في هذه المؤسسة التقت «الوطن» المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي المهندس محمود الموسى الذي قال:
الفرات المصدر الأهم
تعتمد المؤسسة على توفير مياه الشرب الآمنة والنظيفة على مصدرين: مصدر مائي نهري من نهر الفرات وهو المصدر الأساسي لمشاريع المؤسسة حيث بلغت نسبة المياه المنتجة من نهر الفرات ما يقارب 92% حتى عام 2008 وكان يستفيد من هذا المصدر المناطق الواقعة على سرير نهر الفرات.
مصدر مائي جوفي: حيث شكلت نسبة المياه المنتجة من الآبار (مياه جوفية): نسبة 8% حتى عام 2008 وكان يستفيد من هذا المصدر سكان منطقة تل أبيض وسلوك وعين عيسى وبعد استثمار مشروع مياه تل أبيض أصبحت نسبة المياه المنتجة من نهر الفرات تشكل 98% والمياه الجوفية 2% المستفيدين من مياه الشرب في محافظة الرقة بعد الانتهاء من تنفيذ مشاريع الخطط الخمسية السابقة أصبحت مياه الشرب تغطي 98.3 % من إجمالي التعداد السكاني ونسبة التخديم يمكن توزيعها بالشكل التالي: 85% مستفيدون بشبكات نظامية وفق المخططات التنظيمية 10.3% مستفيدون بشبكات عشوائية لعدم وجود مخططات تنظيمية 3% مستفيدون من مناهل في مناطق البادية (بادية المنصورة- بادية الكرامة- بادية الكنطري).
تستجر المؤسسة مياه نهر الفرات بعدة طرق: من نهر الفرات مباشرة وتشكل نسبتها 55% من إجمالي المياه المستجرة ومن بحيرات نهر الفرات (الأسد- البعث) ونسبتها 29% من إجمالي المياه المستجرة ومن أقنية مياه الشرب ونسبتها 16% من إجمالي المياه المستجرة وتقدم المؤسسة خدماتها من خلال إدارة المؤسسة و13 وحده اقتصادية تغطي كامل جغرافيا محافظة الرقة حيث تتبع للمؤسسة أكثر من 42 محطة رئيسية وعدد من محطات الرفع ومئات الخزانات الأرضية والعالية.
الرؤية المستقبلية
وعن رؤية إدارة المؤسسة لتطوير العمل مستقبل يقول المدير العام: نطمح إلى تقديم الخدمات التي تلبي احتياجات المواطن من خلال مراكز ذات كفاءة عالية تعمل على إدارة الموارد المائية المخصصة لأغراض الشرب والمحافظة عليها بالشكل الذي يضمن حق الجميع في الحصول على مياه شرب آمنة ونظيفة
وعن الأهداف المستقبلية التي تضعها المؤسسة أمامها الآن يقول الموسى: نهدف إلى تأمين مياه صالحة للشرب للتجمعات السكانية وتوسعاتها في الريف والمدن وتأمين مصادر مياه صالحة للشرب احتياطية للتجمعات السكانية وتوسعاتها في الريف والمدن وتخفيض الفاقد المائي ومياه الشرب.
التطوير المهني لجميع العاملين في القطاع ما يمكنهم من أداء واجباتهم بفاعلية وكفاءة، وتدريبهم على إنجاز وظائف متطورة، وتوفير بيئة العمل المناسبة التي تضمن استمرار العناصر الكفوءة في العمل في القطاع- وضع برامج تنموية لمشاريع مياه الشرب بالاستناد إلى دراسات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية والبيئية- تقييم الأخطار المحدقة باستدامة موارد مياه الشرب- حماية المصادر المائية من التعدي والتلوث- تحقيق اللامركزية في الإدارة على المستوى الأدنى المناسب مشاركة القطاع الخاص في دراسة وتنفيذ واستثمار مشاريع المياه، واستخدام التقانة الحديثة والمتطورة في الدراسة والتنفيذ والإدارة والاستثمار، ورفع كفاءة دراسة وتنفيذ واستثمار وإدارة المشاريع لتحقيق الأهداف الاقتصادية- الاستفادة القصوى والعقلانية من كل المصادر المائية بهدف تحقيق التنمية المستدامة ودعم برامج الترشيد وتحقيق المشاركة المجتمعية السياسات والإجراءات.
وصلت نسبة المستفيدين من مياه الشرب إلى 98% من سكان المحافظة (ريف + مدينة)
كمية المياه المنتجة عام 2016م نحو 48 مليون م3 قبل الأزمة كانت مؤسسة مياه الرقة من المؤسسات الرائدة على مستوى القطر بأتمتة العمل من جباية وفواتير ورواتب ومستودعات وذاتيات العمال.
وعن الاضرار التي تعرضت لها المؤسسة نتيجة دخول المجموعات الإرهابية إلى الرقة قال: الاضرار التي لحقت بالمؤسسة هي سرقة التجهيزات الميكانيكية والكهربائية لعدد من محطات مياه الشرب ومنها محطة مياه تل ابيض وعايد وأبو وحل وأبو سوسة وسرقة معظم آليات المؤسسة حيث تمت سرقة 202 الية وتدمير مبنى المؤسسة بشكل كامل من طيران التحالف الأميركي وتعرض محطة مياه الشرب بالرقة للدمار الجزئي 3 مرات وتدمير محطة مياه السحاميات ومحطة مياه الرقة الجديدة قيد الانشاء ومبنى وحدة مياه الجرنية للدمار واستشهاد مهندس و2 من عمال المؤسسة إضافة إلى جرح عدد من العمال وتدمير أحد خطي الضخ المغذي لمدينة الرقة ما أدى إلى انخفاض كميات المياه المنتجة من محطة الرقة بنسبة 70% نتيجة لتعطل خط الضخ والاضرار التي لحقت بالمحطة.
وتلقى المؤسسة كل الدعم من وزارة الموارد المائية وبشكل خاص من السيد الوزير ومعاونيه في مجال الدعم المالي والفني.
صعوبات
أما الصعوبات التي تعترض عمل المؤسسة في ظل هذه الأزمة فحددها المدير العام قائلا: حظيت المؤسسة خلال السنوات الأخيرة بدعم كبير من وزارة الموارد المائية من خلال تقديم الدعم المادي والفني للمؤسسة نظرا لانعدام وجود الموارد. ويتابع السيد الوزير الآن كل تفاصيل العمل بهدف توفير مياه الشرب النظيفة لأهلنا في الرقة ولا يتأخر في توفير كل ما تحتاجه المؤسسة والعاملون فيها من رواتب ومستلزمات أخرى. ونتمنى أن يتم تجديد العقود السنوية لعمال المؤسسة والبالغ عددهم 133 عاملاً وهم من الأيدي العاملة الماهرة التي اكتسبت خبره كبيرة خلال 7 سنوات عمل وعدم توافر ميزانية للمؤسسة للقيام بالإصلاحات الطارئة والإسعافية وعدم وجود قطع تبديلية في مستودعات المؤسسة ما أدى إلى خروج عدد من مجموعات الضخ عن الخدمة وصعوبة نقل مواد التعقيم وخاصة لمناطق شمال الرقة وتضرر أجزاء كبيرة من محطة مياه الرقة وتوقف عدد من المحطات بشكل كامل أو بنسبة 75% ومنها محطة الأسدية والعدنانية وعايد ودبسي عفنان.. وبالرغم من كل الصعوبات التي تواجة عمل المؤسسة مازالت تقدم خدماتها بطاقتها القصوى حيث تجاوزت المؤسسة قلة الامكانات ببذل المزيد من الجهد وابتكار الحلول وإجراءات طارئة لاستمرار عمل منظومة مياه الشرب في المحافظة.