ألغت برامج مساعداتها للسنغال وجمّدتها مع أنغولا … إسرائيل ستمضي بمشاريع بناء آلاف الوحدات الاستيطانية رغم قرار مجلس الأمن.. وترامب يوبخ الأمم المتحدة
ستمضي إسرائيل في طرح مشاريع لبناء آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية الإضافية في القدس الشرقية المحتلة، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي الذي أدان الاستيطان الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي.
وأكدت منظمة «عير عميم» المناهضة للاستيطان أن لجنة التخطيط في القدس ستقوم اليوم الأربعاء ببحث إصدار تراخيص لبناء 618 وحدة استيطانية إضافية في القدس الشرقية المحتلة.
وتحدث نائب رئيس بلدية القدس الإسرائيلية مئير ترجمان، الذي يترأس لجنة التخطيط، عن مسعاه لتقديم خطط لبناء 5600 وحدة استيطانية إضافية في مراحل التخطيط الأولية. وحسب «عير عميم»، فإن الوحدات الـ618 تتضمن 140 وحدة في بسغات زئيف، 262 في رمات شلومو و216 في رموت.
وفي تعليق مقتضب أمس الثلاثاء، أكد ترجمان أنه لا يوجد أي نية لإلغاء محادثات اللجنة كرد على قرار مجلس الأمن الدولي، مشيراً إلى أن مئات الوحدات الاستيطانية كانت على جدول أعمال اللجنة قبل التصويت في الأمم المتحدة، وأضاف: «سنبحث كل ما هو مطروح على الطاولة بطريقة جدية».
وكتب ترجمان على صفحته على موقع فيسبوك «لا تعنيني الأمم المتحدة أو أي أمر آخر يحاول أن يملي علينا ما نفعله في القدس».
وأضاف: «آمل أن تقوم الحكومة والإدارة الأميركية الجديدة بمنحنا المزيد من التقدم لمواصلة وتعويض النقص الذي تسببت به إدارة أوباما في ثماني سنوات» في إشارة إلى البناء الاستيطاني.
واتخذت إسرائيل سلسلة إجراءات دبلوماسية كرد على التصويت لمصلحة القرار. وأعلنت الخارجية الإسرائيلية أمس أن إسرائيل ستقوم بـ«تقليص» علاقاتها مع الدول التي صوتت لمصلحة القرار الدولي.
وفي رسالة إلى الصحفيين، أكد المتحدث باسم الوزارة إيمانويل نحشون في نفيه للأنباء حول تعليق العلاقات مع الدول، أن إسرائيل «ستقوم مؤقتاً بتقليص» الزيارات والعمل مع السفارات، من دون مزيد من التفاصيل.
وقال نحشون: «حتى إشعار آخر، سنقوم بتحديد اتصالاتنا مع السفارات هنا في إسرائيل، وسيمتنع المسؤولون الإسرائيليون عن زيارة تلك الدول (ولن يتم تنظيم) زيارات من مسؤولي هذه الدول إلى هنا».
وقامت إسرائيل باستدعاء سفيريها في نيوزلندا والسنغال لإجراء مشاورات، وألغت برامج المساعدات للسنغال.
وأبلغت إسرائيل أمس أنغولا أنها ستقوم بتجميد برامج مساعداتها هناك، حسبما أعلن نحشون.
ومن جانبها، أكدت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوفلي أمس أنها قلقة من أن إسرائيل ستفقد فرصتها لشرح موقفها عبر إلغاء الزيارات، إلا أنها أيدت ذلك.
وقالت حوتوفلي في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه لا يمكن السماح للدول بأن «تأتي إلى إسرائيل لتتعلم المزيد عن مكافحة الإرهاب وصد الهجمات الالكترونية والتقنيات الزراعية، ثم القيام بما ترغب به في الأمم المتحدة».
وأوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية، طلب من المسؤولين تقليل الزيارات لأقل قدر ممكن إلى الدول التي صوتت لمصلحة القرار.
وألغيت زيارتان أو تم تأجيلهما على الأقل، منهما زيارة مقررة هذا الأسبوع لرئيس الوزراء الأوكراني فولوديمير غرويسمان وزيارة مقررة لوزير الخارجية السنغالي.
وتناقلت تقارير أيضاً قيام نتنياهو بإلغاء لقاء الشهر المقبل في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، ولم يتضح إن كان الاجتماع مقرراً رسمياً في الأصل أو إذا ألغي فعلاً.
وفي السياق وصف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الأمم المتحدة الإثنين بأنها «تبعث على الأسف» وذلك بعد أيام من تبنيها قرار يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية رغم ضغوط ترامب لاستخدام واشنطن لحق النقض (الفيتو).
وكتب ترامب على تويتر يقول: «الأمم المتحدة تملك إمكانات هائلة لكنها في الوقت الحالي مجرد ناد يجتمع فيه الناس ويتحدثون ويقضون وقتاً طيباً. تبعث على الأسف الشديد».
(أ ف ب– رويترز)