عربي ودولي

بعد عزله وفشل مشاريعه … النظام السعودي يلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي لحفظ ماء وجهه

| الوطن- وكالات

في تمثيلية لعب دور البطولة فيها الملك السعودي وولي عهده وولي ولي العهد، وبالتوازي مع انتصارات حلب وما تبعها من تغيرات في موازين القوى العسكرية والسياسية في سورية ومن تغيرات في السياسة العالمية، أطلقت السعودية حملة لجمع أموال من أجل «مساعدة المهجرين من حلب»!.
كما عبرت الرياض عن امتعاضها من خلال «حملة» تستهدف شخص الرئيس بشار الأسد في برامج التواصل الاجتماعي بعد أن مرغ أنفها وأنف أزلامها بأحذية الجيش العربي السوري في حلب وعلى امتداد سورية.
إن هذه الخطوة السعودية تأتي مترافقة مع انتصار الجيش العربي السوري والقوات الحليفة في حلب وبعد مشروع التسويات في محيط دمشق واجتماع موسكو الثلاثي الذي استبعد الرياض وسيدتها واشنطن، الأمر الذي أخرج الرياض بالمفهوم الواسع من معادلة توازنات القوى ميدانياً وسياسياً في سورية، وبات تأثيرها ضعيفاً، فقررت العودة إلى الملف السوري من الباب الإنساني متظاهرة بالتبرع للسوريين وهي التي مولت الإرهاب الذي هجرهم على مدار ما يقارب السنوات الست ورفضت استضافة اللاجئين السوريين.
ويا ليت «الكرم السعودي» كان يوازي عدوانيتها ودعمها للتنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح والمقاتلين ليعيثوا فساداً في سورية، ويدمروا معالمها الحضارية وبنيتها التحتية وقتلوا الأبرياء من شعبها، الأمر الذي يترك الكثير من التساؤلات والاستفسارات حول هدف المملكة من هذه الحملات التي لم يشهدها سوريون هجرهم الإرهاب من مناطق أخرى في البلاد.
ونقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء، عن وكالة الأنباء السعودية أن «القادة السعوديين تبرعوا بـ35 مليون يورو لإطلاق الحملة»، بعد أن كان الديوان الملكي السعودي قال في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية مساء الإثنين: إن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز «أمر بتنظيم حملة شعبية في جميع مناطق المملكة بدءاً من الثلاثاء لإغاثة الشعب السوري الشقيق».
وتأتي هذه الخطوة السعودية المشكوك في نياتها بعد إجلاء المسلحين من الأحياء الشرقية لحلب التي استعادها الجيش العربي السوري والقوى الرديفة والحليفة.
ولم تجد الرياض سبيلاً للتعبير عن امتعاضها سوى من خلال «حملة» تستهدف شخص الرئيس الأسد من خلال برنامج التواصل الاجتماعي «واتس آب».
ووفق ما نقلت جريدة «رأي اليوم» الإلكترونية فإنه تبث مقاطع فيديو تحريضية أشبه بالأفلام الوثائقية القصيرة ضمن حملة مكثفة، يبدو أن «المباحث» السعودية تديرها، حيث امتلأت برامج المحادثات في المملكة، وأشهرها «الواتس آب» بها، ويجري تداولها على نطاقٍ واسع في موقعي «الفيسبوك»، و«تويتر»، امتلأت بنصوص، ومقاطع فيديو، تستهدف شخص الرئيس الأسد، وتصفه بأوصاف معيبة، انحدرت لمستويات لا تليق بالصورة الرسمية التي تتعامل فيها الدول بينها، حتى لو في حالات الخصومة والعداء.
وفي مقاطع أخرى لجأت «المباحث» إلى الهجوم الديني على أساس طائفي، في عرض أقرب إلى الأفلام الوثائقية القصيرة، التي أعدت لغايات هجومية، وتحريضية، وطائفية.
ويرى مراقبون أن تلك الحملة لن تستطيع «تشويه» صورة الرئيس الأسد، وليست سوى محاولة إعلامية، لغسل ماء وجه ملوك وأمراء السعودية الذين كذبوا كثيراً على شعبهم، ومحاولة لكسب تأييد معارضة تدعمها الرياض أثبت الزمن أن لا مكان لها بين السوريين ولتبقى في أحضان أمراء السعودية.
كما تهدف الحملة إلى رفع معنويات الشعب السعودي الذين لم يعد يهمهم اليوم مطلقاً، بقاء أو سقوط النظام في سورية، بل أصبح يهمهم وضعهم المعيشي المتدهور جراء سياسات حكومة بلادهم العدوانية في سورية وحتى اليمن، تلك التي دفعتهم إلى «سياسات تقشفية»، أودت برفاهيتهم.
من جانبها، دعت هيئة كبار علماء السعودية التي ترقص على تطبيل الأسرة المالكة في السعودية، إلى المسارعة بالإسهام في الحملة الشعبية التي أمر بها سلمان، وذلك في بيان لها أمس، حمل طابع التباكي الذي امتازت به هذه الهيئة، بعد أن لعبت دوراً كبيراً على التحريض على «الجهاد» في سورية وأرسلت مئات الانتحاريين بعد أن غذتهم بروح العداوة والإرهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن