سورية

5 كيلومترات تفصل «الديمقراطية» عن سد الفرات.. و«درع الفرات» تواصل استجداء دعم «التحالف» … طهران تؤكد عدم شرعية التواجد التركي في شمال سورية وأنقرة: مدينة الباب تمس أمننا القومي!

| الوطن – وكالات

على وقع الخط الساخن المفتوح بين طهران وأنقرة وموسكو حول سورية ومكافحة الإرهاب جددت طهران التنديد بدعوة أنقرة إلى وقف دعم حزب اللـه اللبناني للجيش العربي السوري، وأكدت أن تواجد عناصر الجيش التركي في الأراضي السورية غير شرعي ووصفتهم بأنهم «معتدون»، بعد أن اعتبرت تركيا أن قضية مدينة الباب شمالي حلب «تمس» أمنها القومي. وفيما كانت أنقرة تجدد استجداءها لدعم عمليتها المسماة «درع الفرات» ضد تنظيم داعش في مدينة الباب، كانت عملية «غضب الفرات» التي تقودها «قوات سورية الديمقراطية» مدعومة من «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن تتقدم بثبات لتحقيق هدفها في عزل الرقة حيث باتت على مسافة 5 كيلومترات فقط من سد الفرات.
ومنذ انعقاد الاجتماع الثلاثي في موسكو في20 من الشهر الجاري بين وزراء خارجية ودفاع روسيا وتركيا وإيران لم تتوقف الاتصالات اليومية بين المسؤولين في البلدان الثلاثة، بعدما أكد بيان الاجتماع الثلاثي أن القوى الثلاث اتفقت على إعطاء الأولوية لمكافحة الإرهاب بدلاً من تغيير النظام في سورية.
وأمس وصل التدخل التركي في سورية إلى درجة اعتبر فيها نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة، نعمان قورتولموش، أن «مسألة مدينة الباب السورية الخاضعة لتنظيم داعش الإرهابي، تمس أمن تركيا القومي».
وبعد أن دأبت حكومته مؤخراً على مطالبة قوات «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن بتغطية جوية لقوات «درع الفرات» على الأرض جدد قورتولموش المطالبة بالدعم وإن لم يسمه بشكل مباشر.
ففي مؤتمر صحفي عقده في قصر جانقايا، خلال اجتماع رئاسة مجلس الوزراء، بقيادة رئيس الحكومة بن علي يلدريم، أضاف قورتولموش بحسب موقع «ترك برس» قائلاً: «لو لم تقدم أي جهة دعمًا لتركيا فإنها (تركيا) قادرة بقواها الوطنية تنفيذ عملية مدينة الباب (لطرد داعش منها)، لأن الأمر يرتبط بأمننا القومي»، مشدداً على أن «العملية ليست سهلة، وجميعنا متفق حول هذا، غير أننا سننجزها مع الشعب، ولن ننسى أبدًا أن عملية مدينة الباب جزء من أمن تركيا القومي».
وفي لقاء خاص مع قناة «روسيا اليوم» قال وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان ورداً على سؤال حول الدعوة التركية خلال اجتماع موسكو الثلاثي إلى إيقاف دعم «حزب الله»، والتي اعترضت عليها طهران بشدة، أجاب دهقان: «أعتقد أن على الأتراك الإجابة على سؤال هام قبل أن يكون لديهم طلب من هذا القبيل، هل كان دخولهم إلى الأراضي السورية بطلب من الحكومة السورية؟ أم كان بقرار أحادي من جانبهم؟» وأضاف: «إذا كان بطلب من الحكومة السورية، فيجب أن يخرجوا من هناك بمجرد طلب الحكومة السورية، فيما عدا ذلك، فهم معتدون، ولا يمكن للمعتدي أن يقرر نيابة عن الآخرين».
وجاء الحديث الإيراني ليقطع الطريق على ما قاله قورتولموش، بأن «بلاده تزود جميع الأطراف بمعلومات عن سير العملية (درع الفرات)، دون أن يحدد هذه الأطراف وإن كان الروس والإيرانيون وقوات التحالف الدولية أبرزهم».
ولم يستطع المسؤول التركي الخروج من القالب التركي للتصريحات التي اعتادت التهجم على الاكراد فأشار إلى وجود مباحثات حثيثة لحكومة بلاده حول إخراج عناصر تنظيم «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في سورية والذي تعتبره أنقرة فرعاً لحزب «بي كا كا» المصنف في تركيا إرهابيا من مدينة منبج السورية»، مذكراً باتفاق سابق مع واشنطن بأنه «وحسب المتفق عليه سابقًا، مع الولايات المتحدة فإن عناصر التنظيم الإرهابي، سينتقلون إلى شرقي نهر الفرات.
اللافت أيضاً هو تنصل المسؤول التركي من مسؤولية بلاده عن إعدام التنظيم جنديين أتراك زاعماً بأنه «لا توجد لدينا معلومات مؤكدة من وزارة الدفاع التركية أو القوات المسلحة»، وذلك تعليقاً على مقاطع الفيديو التي أظهرت جنديين تركيين يقوم التنظيم بإعدامهما حرقاً.
ورغم أن مواقع التواصل الاجتماعي نقلت أول من أمس تأكيد والد أحد الجنديين بأن ابنه ظهر في الفيديو أردف المسؤول التركي قائلاً: «لو كنّا متأكدين من صحة تلك الادعاءات لكنا أعلنا عنها، ولكن ولو كانت تلك المشاهد حقيقية أم لا، إلى ماذا يهدف إليه (داعش) من تلك المشاهد؟ يريد ترويع الشعب، والرمي به إلى اليأس، وإيصالهم إلى مرحلة يخافون فيها من بعضهم».
أما في المناطق الواقعة شرقي نهر الفرات والتي تشهد عملية أخرى ضد داعش تشنها «قوات سورية الديمقراطية» بدعم من «التحالف الدولي» فقد وصلت الاشتباكات إلى قرية جعبر القريبة من سد الفرات والواقعة على بحيرة الأسد، وشهدت مقتل قيادي للتنظيم يعرف باسم أبو جندل الكويتي.
وحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض فإن أحد أبرز القياديين لداعش في سورية «قتل على الأرجح في معركة عندما تصدى المتشددون لتقدم قوى سورية تدعمها الولايات المتحدة… في قرية جعبر بعد أن انتزعت السيطرة عليها من المتشددين يوم الاثنين»، مشيراً إلى أن «الديمقراطية» باتت «على مسافة خمسة كيلومترات من السد»، على حين أكدت مواقع معارضة بأن «سبعة قتلى و14 جريحاً وصلوا إلى مشفى الطبقة الوطني، كما وصل قتيل وخمسة جرحى إلى مشفى الرقة، كانوا يشاركون في اشتباكات للتصدي لـ«الديمقراطية» التي تقود عملية «غضب الفرات» لعزل مدينة الرقة، أهم معاقل التنظيم في سورية.
وقتل أربعة عناصر لتنظيم داعش الاثنين، بقصف لطائرات «التحالف الدولي» على قرية كبيش الغربي في ريف الرقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن