سورية

الجيش يمهل مسلحي وادي بردى 48 ساعة.. وهاجس «الباص الأخضر» يكتل الرافضين للتسوية في «تحالف دفاعي»

أعلنت ميليشيات مسلحة تتحصن في بلدات وقرى بريف دمشق عن تشكيل «تحالف دفاعي مشترك» بهدف الوقوف في وجه ما سمته «التهجير الذي يتبعه النظام»، نتج عنه لجنة مفاوضات موحدة تمثل المسلحين في أي اتفاقات قادمة، على حين رأت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الدافع وراء تشكيل هذا التحالف هو «كابوس الباص الأخضر».
في الأثناء منح الجيش العربي السوري مسلحي وادي بردى مهلة 48 ساعة ووضعهم أمام خيارين، إما سلامة نبع عين الفيجة وخروج آمن للمسلحين وعائلاتهم باتجاه إدلب، وإما استمرار العملية العسكرية حتى قتل آخر مسلح. وذكرت وكالة «سمارت» المعارضة للأنباء نقلاً عن بيان لتلك الميليشيات، أن التشكيل الوليد جاء تحت مسمى «التحالف الدفاعي المشترك للمناطق المحاصرة في ريف دمشق»، ويضم «مناطق القلمون الشرقي، القابون، وبيت جن»، التي «تخضع لهدنة مع النظام».
وجاء في البيان حسب «سمارت»: إنه سينبثق عن التحالف «لجنة مفاوضات تمثل مناطق القلمون الشرقي، القابون، وبيت جن (المشكلة للتحالف)، تتولى التصدي لأي خرق يقوم به النظام لاتفاقيات التهدئة القائمة».
وتوعدت ميليشيات «التحالف» في بيانها بـ«فتح معارك مع قوات النظام في جميع النقاط، إلى حين توقفه عن محاولات اقتحام البلدات التي يضمها، والتوقف عن تهجير أهلها»، داعية بقية المسلحين في المناطق الأخرى للانضمام إليها.
وكذلك، دعا «التحالف» المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته، وإيقاف التهجير القسري، وفك الحصار عن مناطق سورية».
من جهته، اتهم الناطق باسم «التحالف»، عبد المنعم الزين، وفق «سمارت»، «لجان المصالحة» في ريف دمشق الجنوبي بـ«الضغط على الفصائل في المنطقة لعدم الالتحاق بالتحالف».
وأوضح، أن مناطق الغوطة الشرقية «لم تدخل ضمن التحالف، لأنها لم تعقد أي اتفاق هدنة مع النظام».
من جهتها ذكرت صفحة «دمشق الآن» على موقع «فيسبوك»، نقلاً عن مصادر أهلية: إن هذا التحالف صدر عن قادة الفصائل المسلحة من دون الرجوع أو الأخذ برأي أهالي وسكان تلك المناطق، الذين أثبتوا سابقاً، (السكان)، رفضهم للمسلحين وخروجهم بتظاهرات (كما في قدسيا والهامة والتل مؤخراً) طالبت بدخول الجيش العربي السوري وخروج المسلحين.
وذكرت «دمشق الآن» أن مسلحي منطقة وادي بردى التي يقوم الجيش العربي السوري حالياً بعملية عسكرية واسعة فيها من ضمن «التحالف». ونقلت عن «هيئات إعلامية معارضة» مطلعة على بنود هذا «التحالف»: إن من أهداف تشكيله هو «الضغط على الجيش السوري لإيقاف العمل العسكري على منطقة وادي بردى حالياً وغيرها من البلدات، وذلك من خلال فتح الجبهات ضمن القرى التي وافقت على التحالف بهدف عدم السماح للجيش بالاستفراد بالبلدات واحدة تلو الأخرى وإيقاف عملية إخراج المسلحين (غير الراغبين في التسوية إلى إدلب) بالباصات الخضراء».
وفي الغضون، ذكر نشطاء على «فيسبوك»، أن الجيش العربي السوري «منح الإرهابيين في وادي بردى خيارين ومهلة 48 ساعة. وأوضحت المصادر أن الخيارين هما: «إما سلامة نبع عين الفيجة ومن ثم خروج آمن للمسلحين وعائلاتهم باتجاه إدلب، وإما في حال تعرض النبع للأذية ستستمر العملية العسكرية حتى قتل آخر مسلح في وادي بردى».
وسبق أن أنجزت في عدة مناطق في دمشق وريفها اتفاقات مصالحة نتيجة عمل عسكري كان قد بدأه الجيش لطرد المسلحين الرافضين للمصالحة من تلك المناطق بالقوة العسكرية، وكان أبرزها في قدسيا والهامة وخان الشيح والتل، حيث توصلت فيها الجهات المعنية مع وجهاء ووسطاء بإخراج من لا يرغب من المسلحين في المصالحة الوطنية إلى إدلب، وتسوية أوضاع بقية المسلحين واندماجهم في الحياة الطبيعية والاجتماعية وعودة المؤسسات الاجتماعية والخدمية وفتح الطرقات، التي أغلقت بسبب المسلحين، بشكل كامل إلى جميع المناطق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن