سورية

أملت في أن تكون إدارة ترامب أكثر حكمة وفي حوار واقعي معها … روسيا: إمداد واشنطن مسلحي سورية بالأسلحة مساعدة للإرهابيين

| وكالات

وصفت روسيا قرار الولايات المتحدة تخفيف القيود على إمدادات الأسلحة للتنظيمات المسلحة في سورية بأنه «خطوة عدائية»، واعتبرتها تحريضاً ومساعدة للإرهابيين، وأعربت عن أملها في حوار واقعي مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لتسوية الأزمتين في سورية وأوكرانيا، وفي أن تكون الإدارة المقبلة أكثر حكمة، معتبرة أن إدارة الرئيس باراك أوباما ترغب في ترك ورثة صعبة لخليفتها في مجال العلاقات الروسية الأميركية.
وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء، عن «أمله في حوار واقعي مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لتسوية الأزمتين في سورية وأوكرانيا». بدورها أكدت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا أن القرار الأميركي بتزويد حلفائها من المجموعات المسلحة في سورية بالأسلحة «خطوة عدائية».
ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن زاخاروفا قولها: إن «هذه الأسلحة ستنتهي سريعاً في أيدي الإرهابيين المتطرفين وعلى واشنطن أن تعي ذلك تماماً وهم ربما يتوقعون حدوث مثل هذا الأمر نظراً لأنهم يدعمون بالفعل تنظيم جبهة النصرة الإرهابي الذي يمثل فرعاً من تنظيم القاعدة ولا يمكننا أن نعتبر ذلك إلا تحريضاً ومساعدة للإرهابيين».
وأضافت زاخاروفا: إن «هذا القرار يحمل كذلك تهديداً مباشراً للطائرات الروسية والعسكريين الروس الآخرين وكذلك سفارتنا في سورية التي تعرضت بشكل متكرر للقصف ولهذا فإننا نعتبر هذا القرار خطوة عدائية من الجانب الأميركي».
وكانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ومع اقتراب انتهاء ولايتها الدستورية أثبتت إصرارها على مواصلة دعم وتمويل وتسليح التنظيمات المسلحة في سورية وذلك بالتصديق على مشروع قانون النفقات الدفاعية الذي يتضمن بنداً لتسليح تلك التنظيمات وتزويدها بصواريخ محمولة مضادة للطائرات وذلك بعد رفع أوباما في الـ9 من الشهر الجاري القيود الشكلية عن تسليم أسلحة ومعدات عسكرية إلى هذه التنظيمات في سورية.
وقالت زاخاروفا في بيانها: إن مثل هذا الموقف الأميركي مضرّ وإن سورية خير دليل على ذلك، لأن واشنطن تخلت هناك عن التعاون المتكامل مع روسيا لضرب ضد الإرهابيين.
وأشار البيان إلى أن واشنطن، بدلاً من مواجهة الإرهاب بجهود مشتركة، قررت تسليح التشكيلات المناهضة للحكومة السورية التي «لا تختلف كثيراً عن الذباحين الدمويين».
واعتبرت زاخاروفا أن إدارة أوباما تسعى من خلال تبني هذا القانون، على ما يبدو، إلى وضع قنبلة تحت إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وفرض سياسة معادية لروسيا عليها.
وأكدت أن هذه السياسة لإدارة أوباما أدت إلى طريق مسدود، معربة عن أملها في أن تكون الإدارة المقبلة أكثر حكمة. وأشارت زاخاروفا إلى حدوث تطورات عسكرية سياسية إيجابية في سورية، معتبرة أن استعادة الجيش السوري لحلب شكلت خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار، حسب «روسيا اليوم».
وتابعت: إنه «على الرغم من الدمار الذي تركه المسلحون وراءهم، وتفخيخهم للعديد من المراكز الحيوية للبنية التحتية والمباني، تعود حلب تدريجياً للحياة السلمية».
وذكرت أن العسكريين الروس يساهمون بنشاط في استعادة الحياة السلمية، لافتة إلى دور أفراد المفرزة الروسية المعنية بإزالة الألغام. وقالت: إن «هذه المفرزة المنتشرة في حلب، قد تمكنت من تطهير هكتارات عدة من مساحة المدينة من الألغام المزروعة والمتفجرات».
وأشارت زاخاروفا بشكل خاص إلى نشر كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية في حلب، موضحة أن أفراد هذه الكتيبة سيتولون مهمات مختلفة بقيادة المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سورية. ومن مهمات الكتيبة، ضمان أمن العسكريين الروس والطواقم الطبية للمستشفيات الميدانية الروسية المنتشرة في المدينة والقوافل الإنسانية التي تصل إليها.
كما عبرت عن قلقها العميق من الأنباء عن العثور على مقابر جماعية في حلب، تحتوي على عشرات الجثث لناس تعرضوا للتعذيب وتمت تصفيتهم ميدانياً. وتابعت: إن هناك مخاوف من استمرار العثور على مثل هذه المقابر في حلب خلال الفترة المقبلة.
وتعهدت الناطقة باسم الخارجية بتوزيع المعلومات حول هذه الجرائم على أوسع نطاق ممكن عالمياً، وتابعت: إن موسكو «تأمل في أن يقدم المجتمع الدولي تقييماً لائقاً لجرائم الإرهابيين وأفراد العصابات المسلحة بحق المدنيين السوريين».
بدوره، قال مفوض حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون في الخارجية الروسية قسطنطين دولغوف في حديث نشرته صحيفة «روسيسكايا غازيتا» أمس، وفق ما نقل «روسيا اليوم»: «سينال الرئيس المنتخب ترامب إرثاً ثقيلاً من الإدارة المغادرة للبيت الأبيض التي وعلى ما يبدو ترغب في ترك أرض محروقة في مكان العلاقات الروسية الأميركية. ويتجلى ذلك في الرغبة المهووسة بضم أكبر عدد ممكن من المواطنين الروس إلى قوائم عقوبات، وكذلك مطاردتهم من المخابرات الأميركية في البلدان الأخرى».
وأشار إلى الفارق الواضح في تغطية وسائل الإعلام الغربية للعمليات العسكرية في سورية والعراق. وقال: «يبدو واضحاً أن الأميركيين وحلفاءهم لا يرغبون بتاتاً في صدم جمهورهم ولذلك تقوم وسائل الإعلام الخاضعة لهم بضخ معلومات ومواد إعلامية أحادية الجانب ومتحيزة حول حلب مع اتهام روسيا بارتكاب جرائم مزعومة. وأما القصف الذي يقوم به الحلف بزعامة الولايات المتحدة ويجلب الموت والدمار للمدنيين العراقيين والسوريين في أغلب الأحيان، فعادة يجري تجاهله أو الحديث عنه بشكل مبهم».
وشدد على أن الأميركيين الذي يتشدقون في الكلام عن القانون الدولي، ينتهكون مع حلفائهم سيادة سورية بعملياتهم العسكرية التي تجري من دون سماح وموافقة سلطات هذه الجمهورية التي تنتمي إلى الأمم المتحدة. ولكن وسائل الإعلام الغربية تفضل التزام الصمت حول ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن