سورية

المشاركون في «أستانا» أغلبهم من العسكريين.. والدول الضامنة على الطاولة

| وكالات

بالترافق مع تأكيدها انعقاد مفاوضات بين الجيشين الروسي والتركي مع المجموعات المسلحة بشأن معايير «وقف إطلاق النار الشامل» في سورية، كشفت الدبلوماسية الروسية عن مفاوضات لعقد اتفاق سلام تجري بين الحكومة السورية والمعارضة، معلنةً أن موسكو وأنقرة وطهران تساهم في صياغة هذا الاتفاق، لكنها أكدت أن المسائل المتعلقة بالتسوية السورية، تعود إلى السوريين أنفسهم ليقرروا بشأنها في إطار «حوار وطني شامل».
وحاولت روسيا تخفيف الشعور بالتهميش الذي شعرت به الدول العربية عقب اجتماع موسكو، الذي جمع كلاً من الروس والأتراك والإيرانيين، وأصدر إعلاناً لتسوية الأزمة السورية.
وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية: أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما «لم تتمكن من تنفيذ الاتفاق حول فصل المعارضة السورية «المعتدلة» عن الإرهابيين»، مستنتجةً أنه «ولذلك بات يحظى بدور مهم التعاون الثلاثي بين روسيا وإيران وتركيا، وكذلك الحوار الدولي مع الدول الأخرى في المنطقة ومن بينها السعودية وقطر ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة بهدف وقف القتال في سورية، وإنعاش العملية السياسية للتوصل إلى حل للنزاع السوري».
وأشارت الوزارة إلى أن العمل مستمر كذلك في إطار العملية السياسية الدبلوماسية لإطلاق الحوار السوري السوري الشامل، من دون شروط مسبقة، وعلى أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، مع الأخذ بالحسبان نشاط المجموعة الدولية لدعم سورية برئاسة روسيا والولايات المتحدة.
وذكرت الوزارة، أنه وبفضل الجهود المشتركة والدعم المقدم من القوة الجوية الروسية تم وقف توسع المسلحين في الأراضي السورية وتحرير العديد من المناطق والمدن التي كانت تحت سيطرتهم، بما في ذلك شرقي مدينة حلب.
من جانب آخر أكدت أستانا مجدداً استعدادها لاستضافة المفاوضات بين أطراف النزاع السوري، مشيرة إلى أنها تجري اتصالات بهذا الشأن مع روسيا وتركيا.
وقال وزير الخارجية الكازاخستاني إرلان إدريسوف، في معرض تعليقه على آفاق إجراء جولة من الحوار السوري في أستانا: «فيما يخص سورية، هناك توافق بين الجميع باعتبار أستانا منصة مناسبة لإجراء المفاوضات السورية السورية. وفيما يخص توفير المناخ لهذه المفاوضات ومضمونها، فيتولى هذه المهمة الشركاء الدوليون، ولا سيما روسيا وتركيا. ويجري العمل في هذا الاتجاه ونبقى على اتصال». وأكد أن كازاخستان مستعدة لتقديم مساعدتها فيما يخص تحقيق المصالحة، فور خلق الظروف المواتية لذلك.
في غضون ذلك، ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات لوكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، حسب وكالة «رويترز» للأنباء، أن الحكومة السورية تجري محادثات مع المعارضة قبيل اجتماع أوسع نطاقاً محتمل في عاصمة كازاخستان آستانا. ولم يذكر لافروف أين تجرى المحادثات الراهنة ولم يتضح أي الجماعات المعارضة تشارك فيها.
وذكرت «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة ألا علم لها بوجود هذه المحادثات. ونقلت «رويترز» عن عضو الهيئة جورج صبرا، قوله: «لا علم لنا بوجود اتصالات بين المعارضة والنظام السوري. بالتأكيد ليس لنا علاقة بهذا الموضوع».
في المقابل، نقل موقع «روسيا اليوم» عن لافروف تأكيده في تصريحاته لوكالة «إنترفاكس»، أن موسكو وأنقرة وطهران تساهم في صياغة اتفاق سلام بين الحكومة السورية والمعارضة، مشيراً إلى أن هناك مفاوضات جارية بشأن عقد مثل هذا الاتفاق.
وأعاد لافروف إلى الأذهان أن اللقاء الأخير لوزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران في موسكو، شهد إصدار بيان مشترك أكدت فيه الدول الثلاث، استعدادها للمساهمة في صياغة اتفاق مستقبلي بين الحكومة السورية والمعارضة، ولعب دور الضامنين لدى تنفيذ هذا الاتفاق.
ورداً على سؤال عن الصيغ المحتملة لنظام الدولة السورية بعد التسوية، أكد الوزير الروسي أن هذه المسألة والمسائل الأخرى المتعلقة بملف التسوية، لا يمكن أن يحلها أحد إلا السوريين أنفسهم في إطار حوار وطني شامل. وأشار إلى أن روسيا ستكثف تعاونها مع تركيا وإيران والدول الأخرى بالمنطقة لتسوية الأزمة السورية.
وأعاد إلى الأذهان أن التعاون الروسي التركي الإيراني سمح بإجراء عمليات الإجلاء الطوعي للسكان المدنيين، وتنظيم خروج المعارضة المسلحة من شرقي حلب، في إطار اتفاق أنقذ حياة العديد من المدنيين. واعتبر أن تحرير حلب يعد مرحلة مهمة في الطريق إلى تطهير سورية من الإرهابيين. وأكد أن لتسوية أزمة حلب أهمية سياسية كبيرة إضافة إلى البعد العسكري لهذا الحدث.
وفي وقت سابق، بحث لافروف مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو خطوات عملية لوقف إطلاق النار في سورية وبدء حوار سوري في أستانا. وبحسب بيان صادر عن الخارجية الروسية، نقله موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، شدد الوزيران على «أهمية استكمال التنسيق في أقرب وقت ممكن بشأن الجوانب العملية لوقف إطلاق النار، وعزل التنظيمات الإرهابية عن المعارضة السورية المعتدلة، إضافة إلى إعداد اجتماع في أستانا لإطلاق عملية تسوية سياسية سورية وفق مقتضيات القرار الدولي رقم 2254».
وذكرت مصادر دبلوماسية تركية أن جاويش أوغلو زوّد نظيره الروسي بمعلومات عن المحادثات التي أجراها مع مسؤولين قطريين بشأن القضية السورية. وأوضحت المصادر، بحسب موقع «ترك برس»، أن «جاويش أوغلو هاتف لافروف أثناء وجوده في العاصمة القطرية الدوحة. والتقى وزير الخارجية التركي في الدوحة من أجل مستقبل سورية» المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، وفق ما غرد الأول على حسابه الخاص في موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي».
وربما جاء التواصل بين لافروف وجاويش أوغلو لمتابعة المفاوضات القائمة في أنقرة ما بين العسكريين الروس والأتراك وممثلي المعارضة السورية حول معايير نظام وقف إطلاق النار في سورية، التي كشف عنها مصدر دبلوماسي روسي في تصريح لوكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء.
وأوضحت المصادر الدبلوماسية، أن مفاوضات أستانا ستشهد «مناقشة وقف إطلاق النار»، مبينة أن «العمل يجري حالياً على اتفاق حول هذه المسائل على مستوى الخبراء في أنقرة، وسيتم إقراره في أستانا». ولينت موقف بلادها حيال مشاركة «الهيئة العليا للمفاوضات» في محادثات أستانا. وقالت: «إنهم مهتمون (في الهيئة) بالموضوع، لكن من غير الواضح متى سيعقد اللقاء (في أستانا)، لأن الاتفاق النهائي لم يتم بعد»، وبينت أن «الاتصالات جارية حالياً بهذا الشأن».
وكشفت أن الأطراف الضامنة بموجب إعلان موسكو الروس والإيرانيون والأتراك. وقالت: «ستشارك في المفاوضات، إضافة إلى المعارضة السورية الجهات الضامنة بما في ذلك نحن والإيرانيون، والأهم طبعاً ممثلون عن الجيش السوري»، مشيراً إلى أن أغلبية المشاركين ستكون من العسكريين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن