اقتصاد

أصوات من «الأربعاء التجاري» .. رئيس التجار: التهريب لم يكسر ظهر الحرفيين والتجار والصناعيين بل كسر ظهر اقتصاد البلد … رئيس الحرفيين: وزير المالية رفض منحنا إعفاءات ضريبية بحجة القوانين

لفت رئيس اتحاد غرف التجارة ورئيس مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق غسان القلاع إلى رسو بواخر محملة بأنواع البضائع والسلع والمواد في ميناء مرسين قبل أن تحط حمولاتها في حماة، «ليتم تصريفها بقدرة قادر وتوزيعها في أنحاء البلاد كافة». مبيناً أن «التهريب لم يكسر فقط ظهر التجار والحرفيين والصناعيين والمستوردين النظاميين بل كسر ظهر اقتصاد البلاد من خلال بعض المعابر».
جاء ذلك خلال ندوة الأربعاء التجاري أمس المخصصة لبحث أفضل سبل إعادة عجلة الإنتاج للمهن والحرف كافة، بحضور رئيس اتحاد الحرفيين ياسين السيد حسن وحشد من الفعاليات الاقتصادية والتجار والحرفيين.
وعرض القلاع صورة مأساوية للقطاع الحرفي وخاصة المهن التراثية التي لا يتجاوز عددها الخمسين مهنة من المهن التي تتميز وتتفرد فيها سورية عبر الأزمان والحضارات التي مرت على سورية، مشيراً إلى العديد من المهن التي باتت تواجه مشكلة الاندثار أو الانقراض والتوقف عن الإنتاج في البعض الآخر مثل الأغباني والمطرزات ونفخ الزجاج والصرمة وتطعيم الصدف. موجهاً الدعوة إلى كل الحرفيين خارج البلاد بالعودة إلى الوطن لإعادة الحياة لهذه المهن التي باتت تصنع خارج سورية وتأخذ اسم البلد المضيف مثل تركيا ولبنان والأردن وبعض البلدان الأوروبية وغيرها.
بدوره أشار رئيس اتحاد الحرفيين ياسين السيد حسن إلى عدم موافقة وزير المالية على منح إعفاءات لضريبة الدخل «حيث نطالب بها منذ أكثر من خمس سنوات لحوالى ثلاثين حرفة من المهن التراثية بهدف الحفاظ عليها وتشجيعها ومنع اندثارها ورفض حتى رفع الحد الأدنى المعفى من ضريبة الدخل بحجة أن القوانين لا تسمح بذلك». وبين أن المالية رفعت الضريبة من نحو 5 آلاف ليرة إلى 50 ألف ليرة لكثير من المهن.
وتدخل بعض الحضور متحدثين عن توفر مثل هذه القوانين حيث تعفى سوق المهن التراثية التابع لوزارة السياحة من هذه الضرائب الأمر الذي ينسحب على هذه المهن ويسهل لها المشاركة في المعارض الخارجية.
وهنا تدخل حسن مشيراً إلى حصول حرفيين سوريين على المرتبة الأولى على 80 دولة عن مشاركاتهم في بعض المعارض الهندية إلا أن الاتحاد لا يتلقى أي دعم للمشاركة في المعارض الدولية ولا جهة تدعوه إلى هذه المعارض ويتم المشاركة فيها بشكل ذاتي من بعض الحرفيين. جاء ذلك جواباً على مقترح قدمه نقيب المهن المالية والمحاسبية فؤاد بازرباشي بأن يتم طرح مشروع قانون ينص على إعفاءات ضريبية للمهن الحرفية المشهورة التي تعاني الاندثار أسوة بالمنشآت التي منحت مثل هذه الإعفاءات.
هذا وقدم حسن لمحة عن الاتحاد وهيكليته ودوره في الحفاظ على الحرف والتراث السوري حيث يتكون من 13 اتحاداً فرعياً و296 جمعية حرفية و176 لجنة فرعية تنتشر في مختلف أنحاء ومناطق وضواحي سورية وقد لحظ الاتحاد أن هناك حرفاً كثيرة آيلة إلى الانقراض أو الاندثار بل إن بعضها انقرض، مشيراً إلى جود 145 ألف حرفي منتسب للاتحاد وحوالى 300 خارج الاتحاد وهناك نحو 400 ألف منشأة حرفية تضم كل واحدة منها حتى ثلاثة عمال. لافتاً إلى وجود نحو خمسين حرفة تراثية في سورية تتميز وتتفرد بها وتنتجها بمواصفات عالية منها البروكار والسجاد وصابون الغار وبعض أنواع الحلويات التي تغزو فيها سورية العالم والفسيفساء ونواعير حماة والصدفيات والجلديات وغيرها، كاشفاً عن مفاجأة لقطاع الحرفيين عبر اختيار تسع حرف لمجموعة غينيس كحرف تتميز فيها سورية عبر العصور عالمياً. وأشار كذلك إلى أن الاتحاد انشأ المكتب الوطني لاستثمار التراث الذي سيكون بإنشاء حواضن للمهن التراثية الآيلة للاندثار مثل البروكار والصرمة وتربية دود القز وتشجيع زراعات تربية دود القز لتعليم هذه الحرف وإقامة المعارض لها والمزادات العالمية لاستثمارها وإعطاء هوية للمنتج التراثي السوري عبر إشراف شيوخ الكار الذين ما زالوا في السوق لتخريج متدربين بعد ستة أشهر فقط في هذه المهن وضم صناعة القوارب في الساحل السوري إلى هذه المهن حيث يتم حالياً تصنيع القوارب في الساحل السوري ليباع في قبرص بعشرة أمثال ثمنه في سورية ويخرج بهوية قبرصية، مبيناً أن الاتحاد سيشجع صناعة القوارب والاستثمار فيها وتشغيل اليد العاملة حيث تساهم هذه الصناعة في إدخال القطع الأجنبي، إضافة إلى اعتماد مبدأ العنقود الصناعي لصناعة الجلود لتشغيل المسالخ وورشات الدباغة والجلديات التي يتميز بصناعتها السوريون.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن