سورية

رأى أن الظروف جاهزة لإنهاء الأزمة ويجب أخذ «هيئة التنسيق» بالاعتبار … جميل: ترشح الرئيس الأسد في الانتخابات القادمة لا يخص الروس ولا الأميركيين

| وكالات

اعتبر عضو قيادة «جبهة التغيير والتحرير»، وأمين «حزب الإرادة الشعبية» المعارض، قدري جميل، أن مسألة ترشح الرئيس بشار الأسد في الانتخابات القادمة، لا يخص الروس ولا الأميركيين، بل يخص السوريين، وأن الشخصنة هي طريقة شيطانية من أجل عدم حل الأزمات.
ورأى أن كل الظروف الموضوعية أصبحت جاهزة لإنهاء الأزمة السورية، وأن «هيئة التنسيق الوطنية» ورغم مواقفها الملتبسة أحياناً معارضة وطنية ويجب أخذها بالاعتبار.
وأشار إلى أنه في كل مرحلة كان يظهر تشكيل معارض يهدف إلى تحقيق أهداف محددة، ومع تغيير الهدف كان يتغير التشكيل.
وقال رئيس «منصة موسكو» للمعارضة، وفق ما نقلت عنه صحيفة «الراي» الكويتية: «إلى الآن يبدو أن منصة الرياض مستبعدة من الأستانة، لأنها لم تلعب دوراً إيجابياً في جنيف، وكانت بشروطها المسبقة تعرقل مسار جنيف، واستبعادها عن الأستانة هو استبعاد مؤقت لإنجاز الأمور الأساسية من دونها وبعد ذلك، فإن جنيف هو جنيف وهو تنفيذ لقرار دولي، وحينها سيحضرون مثلهم مثل غيرهم». وحول الانسحابات والاعتذارات من الشعب السوري خلال الفترة الماضية، خصوصاً تلك التي تحصل في «الائتلاف المعارض»، قال جميل: «نحن توقعناها باكرا، وإذا عدنا إلى خط تطور المعارضة الخارجية منذ تشكيل المجلس الوطني إلى الائتلاف إلى الهيئة العليا لللاتفاوض تجد أنه في كل مرحلة ظهر تشكيل يهدف إلى تحقيق أهداف محددة، ومع تغيير الهدف كان يتغير التشكيل، فمثلا عندما كان الهدف هو فتح الباب أمام تدخل عسكري خارجي مباشر في سورية ظهر المجلس الوطني، وحين ابتعد هذا الاحتمال تشكل الائتلاف في الدوحة وكانت مهمته تغطية التدخل العسكري غير المباشر، وحين بدأت العملية السياسية استبدل الائتلاف عملياًبهيئة التفاوض التي كان مهمتها عرقلة التفاوض باسم الذهاب إلى الحل السياسي، واليوم عندما جد الجد أصبحت هيئة التفاوض غير مطلوبة ونتيجة للتناقضات والتعرجات التي عاشتها فهي تتفتت وتتبخر كل يوم». ورأى جميل، أن «هيئة التنسيق الوطنية ورغم أن مواقفها تبقى أحياناً ملتبسة إلا أنها معارضة وطنية ويجب الأخذ بعين الاعتبار لوجودها».
وحول مشاركة الأكراد في الأستانة، أشار جميل إلى أن «من حدد الجهات المشاركة في الأستانة هو نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف وأنا أكرر ما قاله، وثانيا عندما نتكلم عن الأكراد فأقصد (حزب) الاتحاد الديمقراطي والمكون الكردي الآخر وهو المجلس الوطني الكردي والكل يحق له أن يكون موجودا، واعتقد أن موقفهم يتميز شيئاً ما عن موقف مجموعة الرياض وهم لديهم استقلالية نسبية ولديهم هامش مناورة مقبول ويمكن الحديث معهم من أجل المشاركة في الأستانة». وأضاف: «حزبنا كان من أول المعلنين رفضهم لقيام الفدرالية في سورية، ولكنه موافق على إعطاء حقوق واسعة للمناطق في سورية ضمن إطار توسيع اللامركزية في إطار نظام الحكم القادم في سورية».
ورأى جميل، أن «كل الظروف الموضوعية من حيث توازن القوى أصبحت جاهزة لإنهاء الأزمة السورية، سواء على المستوى الإقليمي أو على مستوى التوازن الدولي، ولذلك على السوريين في الداخل وخصوصاً ممن يعملون في السياسة أن يفهموا جيداً أنه آن الأوان لبدء عملية سياسية جدية وتوجيه البنادق جميعها نحو الإرهاب من أجل استئصاله من الأرض السورية».
واعتبر أنه في التغيير الشامل «تصبح قضية الأشخاص ثانوية وتستطيع تغيير البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية ووضع الأساس لتغييرها.
واستغرب جميل «لماذا التركيز على أشخاص وشخصنة المسائل مع أن القضية كبيرة جداً وعميقة وواسعة جدا، والبعض يسطح ويسخف المسألة التي يجب أن تجري في سورية ويريد أن يحولها في نهاية المطاف إلى قضية أشخاص، وهذه الطريقة استخدمها الغرب والأميركيون في العراق وليبيا وصغروا القضيتين العراقية والليبية لمستوى الشخص ثم شيطنوا هذا الشخص كي تصبح لديهم القدرة على التدخل عسكريا وتبرير ذلك إعلاميا، كما جرى سابقاً». وتابع: «إنهم حاولوا أن يقوموا به في سورية، ولذلك نحن، وعلى اعتبار أننا عاقلون قليلاً ونفهم قليلاً، فإننا اكتشفنا أن الشخصنة هي طريقة شيطانية من أجل عدم حل الأزمات». وحول إذا ما تم تجاوز المعضلة التي كانت بين روسيا والولايات المتحدة، فيما إذا يستطيع الرئيس بشار الأسد الترشح في الانتخابات القادمة أم لا، قال جميل: «اعتقد أن هذا الأمر لا يخص الروس ولا الأميركيين، وهذه القضية تخص السوريين ومتى يجلسون إلى الطاولة هم سيقررون مصير قضايا من هذا النوع».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن