سورية

خلال جلسة طارئة لـ«الاشتراكيين العرب» … قدور لـ«الوطن»: نبارك أي جهد سياسي يؤدي إلى حقن دماء السوريين على أن يحفظ وحدة سورية أرضاً وشعباً … جاد اللـه قدور أمين عام.. ورياض العبد اللـه رئيس فخري مدى الحياة

| سامر ضاحي – تصوير: طارق السعدوني

عقدت اللجنة المركزية لـ«حركة الاشتراكيين العرب» أمس اجتماعاً طارئاً جرى خلاله انتخاب جاد اللـه قدور أميناً عاماً جديداً للحركة خلفاً للأمين العام السابق أحمد الأحمد الذي توفي في 25 آب الماضي في العاصمة دمشق، كما تم التوافق على تسمية الأمين العام المساعد السابق رياض العبد اللـه «رئيساً فخرياً للحركة مدى الحياة».
ورحب الأمين العام الجديد بمؤتمر أستانا الذي سيشهد مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة معرباً عن مباركته لأي جهد سياسي محلي أو إقليمي أو عالمي يؤدي بشكل أو بآخر لحقن دماء السوريين وتجنيب شعبنا ويلات القتل والتدمير جرّاء الأعمال القتالية»، مشترطاً أن تحفظ تلك المساعي وحدة سورية أرضاً وشعباً.
وشدد قدور على ضرورة النهوض بالحركة العريقة لتكون على قدر التحديات والمسؤوليات التي تنتظر الوطن «بعدما كان لها» الدور الريادي والقيادي في المنعطفات السياسية كافة في تاريخ سورية.

الحركة ترحب بأي جهد
يؤدي إلى حقن دماء السوريين
وفي تصريح لـ«الوطن» عقب انتخابه أميناً عاماً ورداً على سؤال عن المفاوضات المزمع انعقادها في أستانا بين الحكومة السورية والمعارضة ومن بعدها جولة محادثات في جنيف قال قدور: إن مؤتمر الأستانا في العاصمة الكازاخستانية يطل على الأبواب ويليه مؤتمر جنيف في الثامن من شهر شباط، ونحن في حركة الاشتراكيين العرب نبارك أي جهد سياسي محلي أو إقليمي أو عالمي يؤدي بشكل أو بآخر إلى حقن دماء السوريين وتجنيب شعبنا ويلات القتل والتدمير جرّاء الأعمال القتالية، إلا أنه اشترط أن تحفظ تلك المساعي وحدة سورية أرضاً وشعباً، و«عدم التفريط بذرة تراب من وطننا الغالي سورية، وأن تحفظ الكرامة والعزة والسيادة الوطنية، وأن تصون دماء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم فداءً لتلك الأهداف» معرباً عن مباركته «تلك الجهود الشريفة التي تسعى إلى خلاص سورية، وفتح آفاق المستقبل المشرق، وإعادة الإعمار وبناء سورية الأمل، سورية الحضارة، سورية المستقبل».

ممثلو الحكومة سيكونون في آستانا كما في غيرها حريصين على الثوابت الوطنية
وتابع قدور: «كلنا ثقة بأن ممثلي الدولة السورية لمؤتمر الأستانا سيكونون كما كانوا في سواه حريصين كل الحرص على الثوابت الوطنية، والرموز السيادية للدولة، فلا هوان ولا تفريط بالحقوق طالما هناك في سورية الجيش العربي السوري الذي حمى الأرض وصان العرض وهزم الطغاة».
وعن دوره المقبل في الحركة شدد قدور على «ضرورة النهوض بهذه الحركة العريقة (الاشتراكيين) لتكون على قدر التحديات والمسؤوليات التي تنتظر الوطن» معتبراً أن «الحركة لم تغب يوماً من الأيام عن المشهد السياسي السوري الفاعل وكان لها الدور الريادي والقيادي في المنعطفات السياسية كافة في تاريخ سورية، وهاهي اليوم تجابه استحقاقاتٍ كبرى تتمثل في رسم ملامح المستقبل السياسي لسورية بعد اندحار المؤامرة والحرب الكونية الظالمة التي شنتها قوى الطغيان والإرهاب والتكفير».

أكثر من 60 عضواً حضروا الاجتماع
تصريحات قدور جاءت على هامش اجتماع اللجنة المركزية الطارئ لحركة الاشتراكيين العرب في فندق داماروز بدمشق أمس.
وشهد الاجتماع حضور غالبية أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحركة، إضافة إلى أمناء وأعضاء قيادات فروعها في المحافظات، وبلغ عددهم أكثر من 60 عضواً.
وبدأت الجلسة بالوقوف دقيقة صمت إكباراً وإجلالاً لأرواح شهداء الوطن من المدنيين والعسكريين الذين سقطوا في معارك الشرف دفاعاً عن الوطن، ثم إنشاد النشيد العربي السوري.
وفي كلمته الافتتاحية، رحب العبد للـه بالأعضاء الحاضرين «في هذه الظروف الاستثنائية، التي تمر بها حركتنا، حركة الاشتراكيين العرب، بعد رحيل الرفيق الأمين العام السابق أحمد الأحمد» موضحاً أن الاجتماع «لانتخاب قيادة جديدة للحركة، قادرة على متابعة المسيرة النضالية التي انتهجتها حركتنا، والتي نفخر ونعتز بهويتها القومية والوطنية منذ تأسيسها في العام 1937 وحتى الآن».
سورية صمدت في وجه أبشع حرب كونية، شُنّت عليها من مرتزقة وجيوش الدول المحيطة بها.
وبعد ذلك استعرض الأمين العام المساعد التقرير السياسي للحركة الذي أثنى على «الصمود الأسطوري الذي صمدته سورية العروبة، وهي تتعرض لأبشع حرب كونية، شُنّت عليها من مرتزقة وجيوش وغرف أمنية في الدول المحيطة بها» وأضاف التقرير: إنها «حربٌ سخرت لخدمتها أموال الخليج وإعلامه المأجور، كما سخر لها الغرب الصهيوني إعلامه القذر ومدّه بالسلاح والعتاد، ليبرز هنا صمود سورية جيشاً وشعباً، ودولة مؤسسات، بقيادة الرئيس المناضل بشار الأسد، الذي أثبت مرةً تلو أخرى تمسكه الدائم بسورية الوطن، وحرصه على سلامة شعبها ووحدة أراضيها».
كما وجه التقرير «التحية القلبية، لجيشنا العربي السوري البطل، وقواتنا المسلحة الباسلة، والقوات الرديفة والحليفة، وهم يخوضون معارك الشرف والإباء».

أولويات الحركة:
إعادة الهيكلة التنظيمية
وجاء التقرير التنظيمي للحركة ليكشف عن «الظروف والتحديات الجسيمة التي تمر بها الحركة» بعد وفاة أمينها العام السابق أحمد الأحمد، معتبراً أن أولى أولويات المرحلة القادمة ستكون العمل على إعادة الهيكلة التنظيمية للحركة من القاعدة وحتى الهرم، وإعادة تشكيل فروع الحركة، والشعب الحزبية، وتسمية ممثلي الحركة في قيادات فروع الجبهة والشعب الجبهوية، والعمل على رفد الحركة بالأعضاء الجدد من فئة الشباب لضمان استمرار العمل الحزبي وتهيئة جيل قادر على القيام بمسؤولياته ومهامه في المستقبل.
ولفت رئيس الجلسة إلى «الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وصعوبة التواصل مع أعضاء الحركة بسبب تغيير عناوين الإقامة وفقدان وسائط الاتصال مع أغلبيتهم»، وخاطب الأعضاء الحاضرين قائلاً: «بصفتكم الجهة المخولة بالانتخاب، أطلب من الرفاق الحضور السير بجدول الأعمال المقرر»، الذي يقوم أولاً على «تشكيل لجنة من المكتب السياسي، تكلف بمهمة الإعداد والتحضير لعقد مؤتمر عام للحركة في الثلث الأخير من العام القادم»، وثانياً «انتخاب أمين عام وأمينين عامين مساعدين ومكتب سياسي لحين انعقاد المؤتمر العام المقرر في نهاية العام القادم، حرصاً منا على عدم شغور مقعد الحركة في القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية».
وجرى خلال الاجتماع انتخاب جاد اللـه شاكر قدور أميناً عاماً للحركة بالإجماع، على حين انتخب أمينان عامان مساعدان، إضافة إلى 12 عضواً في المكتب السياسي.

الحركة رديف البعث في مواجهة الإرهاب
وبعد اختيار المكتب السياسي الجديد دعي قدور لإلقاء كلمة في ختام أعمال الجلسة أعرب فيها للحاضرين عن «عظيم شكري وتقديري، لحضوركم الكريم، وتحمل مشقات وظروف السفر والمجيء للمشاركة في هذا الاجتماع المهم» شاكراً المجتمعين «لهذه الثقة الكبيرة التي شرفتموني بها، وهذه الأمانة الغالية التي أرجو من اللـه أن يكون لي فيها خير معين، وأن يكون سائر رفاقي بذات الهمة للقيام بأعبائها من أجل النهوض بهذه الحركة من جديد لاستعادة موقعها الريادي المرموق في الحياة السياسية في سورية».
وشدد قدور على أن الحركة «كانت وما زالت وستبقى الرديف الأول والشريك الأساسي لحزب البعث العربي الاشتراكي في حربه الضروس على أشكال مشاريع التقسيم والتشرذم والفساد والفكر الرجعي الإرهابي التكفيري كافة الذي كان نتاجه هذه الحرب الكونية المجنونة التي تُشن على سورية».

انتصارات الجيش حجر الأساس للبدء بخريطة الطريق للحل السياسي
ووجه قدور «أسمى آيات التهنئة لجيشنا الباسل والقوات الرديفة والحليفة ولشعبنا الأبي وقائدنا المفدى سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد، على هذه الإنجازات النوعية، والانتصارات الكبيرة التي يحققها على جميع الجبهات، والتي كان آخرها تحرير حلب وتطهيرها من دنس الإرهابيين، والتي تعتبر بحق حجر الأساس للبدء الفعلي بخريطة الطريق للحل السياسي للأزمة السورية».
فتحيةً لدماء الشهداء التي تكتب بأحرفٍ من نور الصفحات المشرقة من تاريخ سورية الحديث، والرحمة لشهداء الوطن من المدنيين الأبرياء والعسكريين الشرفاء الذين سطروا أروع ملاحم البطولة والفداء والصمود.
تحيةً للشعب البطل الذي هزم بصبره قوى الظلام والطغيان بتلاحمه مع قيادتيه السياسية والعسكرية.

طلب تسمية قدور عضواً في القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية
بعد ذلك تم رفع كتاب من اللجنة المركزية للحركة إلى رئيس الجبهة الوطنية التقدمية الرئيس بشار الأسد يتضمن طلب تسمية «الدكتور جاد اللـه بن شاكر قدور الأمين العام المنتخب، عضواً في القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية» بحسب ما جاء في الكتاب الذي تلي على مسمع الحاضرين، وتلقت «الوطن» نسخة عن الطلب.

برقية للرئيس الأسد
وبالتوازي رفعت اللجنة المركزية أيضاً برقية إلى الرئيس الأسد أعربت فيها عن «عميق شكرها وتقديرها لسيادته وثقتها المطلقة بقيادته الحكيمة» مؤكدة أنها «تعاهده بالبقاء صفاً واحداً خلف قيادته التاريخية حتى النصر».
وأكدت البرقية التي حصلت «الوطن» على نسخة منها أيضاً على أن «سورية العروبة ترسم خريطةً جديدةً للمنطقة والعالم بأسره، من خلال انتصارها على الإرهاب التكفيري الممول والمدعوم دولياً من الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج، وخوضها حرباً كونيةً لم يشهدها العالم من قبل، مؤمنين بسحق هذه المؤامرة، وانجاز الانتصار الكبير على قوى الطغيان والشر، بإرادة وتصميم قواتنا المسلحة ممثلةً بجيشنا الباسل والقوات الرديفة والحليفة، وتحرير كل شبر من تراب سورية الحبيبة وتطهيرها من دنس الإرهاب»، شاكرين «كل الشرفاء والأحرار في العالم الذين وقفوا موقفاً نزيهاً وداعماً للحق بوجه قوى الظلام، من دولٍ وأحزاب ومنظماتٍ، وعلى رأسها روسيا الاتحادية، والصين الشعبية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحزب اللـه المقاوم، ومجموعة دول البريكس والألبا، وغيرها».

العبد للـه رئيس فخري
لـ«الاشتراكيين العرب» مدى الحياة
واقترح قدور تسمية الأمين العام المساعد السابق رياض العبد اللـه رئيساً فخرياً للحركة مدى الحياة، ووافق الحضور بالإجماع.
وبعد ذلك دعي المجتمعون إلى حفل غداء تم خلاله تبادل المباركات لأعضاء المكتب السياسي الجديد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن