رياضة

شتان بين مسيرتيهما وتاريخيهما وطموحاتهما … هوفنهايم والريال لم يخسرا هذا الموسم

مع قرب انتهاء النصف الأول من الدوري الألماني سطر هوفنهايم صفحة ناصعة من خلال تجنبه الخسارة في ست عشرة مباراة وهذا عُد إنجازاً لافتاً لكونه النادي الوحيد الذي لم يخسر بين أندية البوندسليغا هذا الموسم ولكن مركزه لم يتناسب مطلقاً مع هذه الميزة، إذا احتل المركز الخامس برصيد ثمان وعشرين نقطة متأخراً بإحدى عشرة نقطة كاملة عن المتصدر بايرن ميونيخ.
ميزة عدم الخسارة اقتصرت أيضاً على ريال مدريد من الليغا الإسبانية بعد مرور خمس عشرة مباراة مع فارق أن ريال مدريد ذلل العديد من الأرقام منجزاً المباراة السابعة والثلاثين على التوالي دون خسارة متطلعاً لرقم نادي يوفنتوس البالغ ثلاثاً وأربعين مباراة.
شتان ما بين الناديين ومسيرتيهما وتطلعاتهما، فنادي هوفنهايم لا يفكر أكثر من تحصيل مركز متقدم يتيح له مشاركة أوروبية في الموسم المقبل، بينما ريال مدريد يتطلع لكتابة التاريخ من جوانب عدة، فالفوز بلقب الليغا بات مطلباً واستعادة لقب كأس ملك إسبانيا هدفاً والحفاظ على لقب الشامبيونز ليغ يعد الهدف الأسمى.

مدربان جديدان
يمكن القول إن المدربين جديدان على الناديين فزيدان يخوض الدوري من بدايته للمرة الأولى ونجح إلى حد بعيد في فرض احترامه على المشككين والأعداء قبل المحبين، وبالتالي يستحق لقب المدرب الأفضل في العالم لعام 2016 بكل المقاييس، وتكفي الإشارة إلى لوحة الشرف الثلاثية في سجل الألقاب الشامبيونز ليغ والسوبر الأوروبية والختام المسك مع مونديال الأندية، فأجبر الجميع على التغني باسمه تماماً كما كان يحدث عندما كان لاعباً، لدرجة أن شباك التذاكر انتعش في القلعة البيضاء.
وللتذكير فإن زيدان أضحى سابع من يحقق لقب دوري الأبطال لاعباً ومدرباً بعد مونوز وتراباتوني وكرويف وأنشيلوتي ورايكارد وغوارديولا مع ميزة أنه حققه في سبع مباريات فقط.
وعلى الضفة المقابلة صعد ناغلزمان البالغ من العمر 29 عاماً فقط، من شباب هوفنهايم ليقود الدفة باقتدار ولولا التعادلات التي أرهقت الفريق لكان منافساً على اللقب ولاشك أن تعادله مع البايرن المتصدر في ميونيخ ومع دورتموند بأرض هوفنهايم من النتائج الجيدة، وصحيح أن الفريق خسر أمام كولن بمسابقة كأس ألمانيا بهدف لاثنين خارج قواعده إلا أن ذلك لا ينفي الشخصية الكبيرة التي تميز بها الفريق، كما لا ينفي الجانب الهجومي الذي أثبته كتسجيله هدفين بمرمى دورتموند ومثلهما بمرمى لايبزيغ ورباعية بمرمى ماينز وكولن وثلاثية بمرمى ليفركوزن وأفضل مراحله كانت بين الخامسة وحتى التاسعة عندما حقق خمسة انتصارات متتالية.
وقيل عنه إنه يتقمص دور مورينيو في الدوري الألماني وجميع المدربين في البوندسليغا أشادوا بقدرات المدرب وحسن قراءته للمباريات والنفس الهجومي الذي أظهره والذكاء الذي ميزه وحيال ذلك يقول: فكرتي تعد خليطاً من فلسفة الضغط الشهيرة والمشهورة عن المدرب كلوب والاستخلاص السريع للكرة والانطلاق بهجمات مرتدة مع الاستحواذ على الكرة تطابقاً مع أسلوبي غوارديولا وتوخيل.
ويحسب للمدرب أنه أنقذ هوفنهايم من الهبوط الموسم الماضي وانطلق بقوة هذا الموسم وكأنه تعرف على اللاعبين مذ كان مساعداً لماركوس بابل.

مقارنة
قاد ناغلزمان هوفنهايم خلال 32 مباراة حقق الفوز في 14 مقابل 12 تعادلاً و6 هزائم بينما قاد زيدان الملكي خلال 53 مباراة حقق الفوز في 40 منها مقابل 11 تعادلاً وهزيمتين، وسجل الملكي 103 أهداف خلال العام الميلادي 2016 ضمن الليغا ووحده برشلونة سجل أكثر منة بواقع 111 هدفاً، والفضل يعود للثلاثي رونالدو وبنزيمة وبيل الذي اشترك في 115 هدفاً بمختلف المسابقات، إذ سجل ثلاثي الرعب 85 هدفاً وصنع 30 هدفاً واشترك رونالدو في 56 هدفاً بين تسجيل وصناعة.

تاريخ جديد
خسر الريال مباراتين فقط خلال عام 2016 وهذا لم يحققه النادي خلال 115 عاماً وكان أقل الأعوام خسارة للميرنغي 1932 عندما خسر ثلاث مباريات.
وخاض 37 مباراة متتالية دون خسارة ليصبح على بعد مباراتين من الرقم القياسي الإسباني المسجل باسم برشلونة ولكن ذلك سيصطدم بجدار إشبيلية مرتين ضمن مسابقة الكأس وواحدة من الدوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن