عربي ودولي

احتفالات رأس السنة تعم العالم والغرب يستعد لاستقبال العام الجديد بإجراءات أمنية مشددة

استعد العالم أمس السبت لليلة طويلة من الاحتفالات بحلول العام الجديد وسط إجراءات أمنية مشددة بعد عام شهد سلسلة من الاعتداءات الدموية ضد مدنيين.
ورغم كل شيء، شهد مساء أمس حشوداً وتجمعات في شوارع آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا ومن بعدها القارة الأميركية للاحتفال بالعام الجديد الذي يحمل معه غموضاً سياسياً كبيراً.
وبسبب فارق التوقيت، ستكون سيدني عند الساعة 14.00 (13.00 ت غ) أولى كبرى المدن التي ينطلق فيها العد العكسي قبل حلول السنة الجديدة، مع عرض للألعاب النارية يستمر 12 دقيقة في خليجها الشهير.
وتنشر السلطات ألفي شرطي إضافي في سيدني بعد توقيف رجل «أطلق تهديدات مرتبطة بعيد رأس السنة». وقبل أسبوع، أعلنت كانبيرا كشف «مخطط إرهابي» ليوم عيد الميلاد في ملبورن.
إلا أن رئيس وزراء ساوث ويلز الاسترالية مايك بيرد أعلن «أشجع الجميع على الاستمتاع بالسهر مع العلم أن الشرطة ستبذل كل الجهود لضمان الأمن»، وذلك في محاولة لطمأنة الحشد الذي يقدر أن يقارب عدده مليونين ونصف مليون شخص مساء أمس في سيدني.
وفي كل القارات، يبدو الأمن في صلب الاهتمامات. فقد أعلنت جاكرتا أيضاً أنها أفشلت مخططاً لمجموعة مرتبطة بتنظيم «داعش» يهدف لتنفيذ اعتداء ليلة عيد الميلاد. وقتل عشرات الأشخاص في الأيام الأخيرة في الفيليبين في هجمات نسبت إلى مجموعات إسلامية.
ووجهت إسرائيل الجمعة تحذيراً من مخاطر «وشيكة» بوقوع هجمات يمكن أن تستهدف سياحا وخصوصاً إسرائيليين في الهند.
وفي نيويورك، نشرت السلطات 165 عربة «عازلة» من بينها شاحنات التنظيف في «مواقع إستراتيجية» خصوصاً على مشارف ساحة «تايمز سكوير» حيث من المتوقع أن يحتشد أكثر من مليون شخص لحضور الاحتفال التقليدي بحلول العام الجديد.
وفي برلين، قامت الشرطة بتطويق «ساحة باريس» المطلة على بوابة براندنبورغ، حيث يحتفل أبناء المدينة بحلول رأس السنة الجديدة تقليدياً.
وقال المتحدث باسم شرطة العاصمة، توماس نويدورف، لـ«رويترز تي في»، أن نحو 1700 شرطي إضافي تم نشرهم في المدينة، وخاصة في محيط الساحة التي سيتم إغلاق الطرقات المؤدية إليها بواسطة بعربات مصفحة وحواجز إسمنتية، مضيفاً إن رجال الأمن سيكونون مسلحين ببنادق آلية.
وفي 19 من هذا الشهر، دهس التونسي أنيس عمري بشاحنة حشداً من الناس في أحد أسواق أعياد الميلاد في برلين، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وجرح العشرات، في ما يشابه هجوم نيس الفرنسية الذي خلف 86 قتيلاً في تموز الماضي. أما في كولونيا، فتم وضع كاميرات في أماكن عامة تحسباً لتكرار حوادث عيد رأس السنة 2016، حيث تعرضت مئات النساء لتحرشات جنسية أو سرقات قبالة محطة القطار المركزية. وفي ميلانو، حيث قتل أنيس عمري على يد الشرطة الإيطالية، بعد أسبوع من هجومه، تم تشديد إجراءات الأمن الاحترازية في محيط الساحة المركزية للمدينة.
وفي روما، تم نشر دوريات للأمن والجيش قبالة الكوليزيه وغيره من أبرز المواقع الأثرية التي تجذب السياح، إضافة إلى حظر مرور الشاحنات في طرقات العاصمة، شأنها شأن مدينة نابولي. أما في إسبانيا، فتنشر الشرطة 1600 من أفرادها لضمان الأمن خلال الاحتفالات، مع السماح لـ25 ألف شخص فقط بدخول ساحة بويرتا ديل سول المركزية وإقامة حواجز لمراقبة المرور إليها.
أما باريس التي شهدت اعتداءً مروعاً في 13 تشرين الثاني 2016، فستعود إليها أجواء الفرح حيث يحتشد نحو نصف مليون شخص مساء في جادة الشانزيليزيه. لكن الإجراءات الأمنية عند أقصى حد مع تعبئة نحو مئة ألف شرطي ودركي وعسكري في مختلف أنحاء فرنسا. وفي ريو دي جانيرو، وبسبب الأزمة الاقتصادية في البلاد، تم اختصار مدة عرض الألعاب النارية من 16 إلى 12 دقيقة، في هذه المدينة التي لا تزال تعاني من كلفة استضافة كأس العالم لكرة القدم في العام 2014 والألعاب الأولمبية من بعدها.
وستكون القارة الأميركية الأخيرة التي يحل فيها العام الجديد الذي سيشهد خصوصاً دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو أمر لم يكن أحد ليتوقعه في 31 كانون الأول 2015. ويحمل العام الجديد العديد من الغموض والتساؤلات تشمل ما سيحمله العام الجديد للأوروبيين وشروط تطبيق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانتخاب خلف للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
إلا أن المحتفلين بالعام الجديد سيستفيدون من ثانية إضافية قبل الانتقال إلى السنة الجديدة، وعليه فإن الدقيقة بين 23.59 و00.00 ت غ ستدوم أطول من المعتاد «من أجل التوفيق بين الوقت الفلكي غير المنتظم الناجم عن حركة الأرض، والتوقيت الرسمي الثابت جداً والمعتمد منذ العام 1967 بناءً على ساعات ذرية».
أ ف ب- رويترز

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن