شؤون محلية

احلموا…!

| هني الحمدان

كل منا يحلم بحياة أفضل في عامنا الجديد 2017، وبالأحوال العادية تختلف الأحلام والأماني من شخص إلى آخر، وهنا قد لا ينطبق على واقع السوريين هذا الاختلاف، فالأحلام يبدو أنها قريبة فيما بينهم لدرجة كبيرة…!
جميل أن يحلم الإنسان أو المؤسسة شريطة عدم الارتهان والاتكال لما قد يحصل، مشروع الحلم وتحقيقه يلزمه نية صادقة وجهد كبير، فهناك أحلام تحتاج إلى خطط جبارة لتحويلها إلى شيء ملموس مع أخذ بالأسباب لكي تتكلل الجهود بالنجاح..
كلنا يحلم… أفرادا ومؤسسات حتى الحكومة بواقع أحسن وإنهاء شبه كامل للأزمات والإشكالات العاصفة من كل حدب وصوب.
يتطلع المواطن بعيون تثير الشفقة إلى عام يخلو من أي منغصات، عام يضع حداً لكل حالات الطمع والجشع وشراء الذمم، عام تنتهي فيه مشاكل وفقدان شح المياه والكهرباء والمحروقات، عام يتأمل فيه عطف حكومته «صاحبة الأقوال» اتخاذ قرارات أو أعمال تخفف من ضنك معيشته وتيسر له ظروف الحصول على لقمة العيش بكل سهولة وأمان، بعيداً عن السمسرات والسوق السوداء، عام نشهد فيه غياباً لأي من مستغلي حياة المواطن ويضع حداً لألاعيبهم وقت الأزمات، عام ينهي رحلة البحث وراء أسطوانة غاز بات قيمة تبديلها خمسة الآلاف ليرة سورية، عام يتنعم المواطن بدلو ماء فقط، ليرتاح من باعة المياه «المجرمين» بحق العباد، فكل خمسة براميل بخمسة آلاف ليرة سورية..!!
سنترك المواطن يحلم بأحلام تأمين المياه والغاز وما شابه ذلك، فهي كبيرة جداً على دوائرنا المختصة التي توزع وتؤمن بعض الخدمات حسب طول المواطن وثخنه…! لا نخوض بأحلام إداراتنا ومؤسساتنا فهي عصية على الفهم والهضم، ولا أحد يقدر على فك طلاسمها، ولا من حسيب أو رقيب… تضع أحلامها على شكل خطط تحتاج لاعتمادات وموازنات بالمليارات، ووقت اندلاع أي أزمة تحس بضآلة تلك المشروعات المنفذة..!
احلموا واستمتعوا بالأحلام فهي الباقية لديكم….!

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن