سورية

«فتح الشام» تنشط خيار «التوحد».. وتذكّر «الأحرار» بتوقيعها على «اتفاق الاندماج»

مع تصاعد احتمالات تصفية «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) خلال العام 2017، اختار قادة التنظيم المتطرف تنشيط خيار «الاندماج» مع بقية الميليشيات المسلحة، ولاسيما تلك العاملة في إدلب. وفشل مشروع الاندماج نتيجة تصويت داخلي في ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية»، على الرغم من موافقة الميليشيات المسلحة على أن يكون زعيم «الأحرار» أبو عمار العمر أمير الكيان الناتج عن الاندماج، على أن يكون زعيم «فتح الشام» أبو محمد الجولاني، هو القائد العسكري للكيان.
وفي مسعى منها لإحياء مشروع الاندماج، رحبت الجبهة بانضمام ميليشيات أخرى لم تكن طرفاً في التوقيع على نتائج مفاوضات الاندماج، وأبرزت أمام الجميع «فتوى» ما سمته «طلبة العلم» تؤكد «ضرورة المضي» في طريق هذا المشروع وفقاً لـ«الأسس التي تم التوقيع عليها»، في مؤشر على رفضها التراجع عما تم التوقيع عليه.
وأشار المتحدث باسم «فتح الشام» حسام الشافعي إلى أن جلسات «الاندماج» و«التوحد»، كانت حاضرة منذ أربع سنوات في أغلب المراحل، «تقوى ثم تضعف»، لافتاً إلى انطلاق «الجهود من جديد لجمع كلمة المجاهدين وتوحيد صفهم»، بعد إعلان الجولاني عن ولادة «فتح الشام» على أنقاض «النصرة» وفك ارتباط التنظيم الوليد عن «القاعدة» في شهر آب الماضي، لكنه ذكر أن «الجهود تعرقلت مجدداً لأسبابٍ عديدة»، من دون أن يدلي بتفاصيل، موضحاً أن خروج المسلحين من الأحياء الشرقية في مدينة حلب، أدى إلى تحريك مفاوضات الاندماج.
وقال الشافعي في تدوينة نشرها عبر قناته في موقع «تلغرام» للتراسل الإلكتروني: «بعد حلب طرح الموضوع بقوة، وتم تجاوز العديد من المعوقات، لأن واجب دفع صيال العدو من أولى الواجبات في هذه المرحلة، مع التأكيد على أن قتالنا في سبيل اللـه ولإعلاء كلمته والتمكين لدينه». وأشار إلى أن «فتح الشام» «تنازلت في الجلسة الأخيرة (لمفاوضات الاندماج) عن إمارة الكيان الجديد للشيخ أبي عمار العمر (زعيم «الأحرار»)»، كاشفاً عن توقيع الميليشيات المسلحة على «اتفاق، يتضمن بنوداً أخرى، ويؤكد أن مشروعنا جامٌع لكل الساحة ولا يستثني أحداً يحمي الثورة ويهدف لإسقاط النظام». وبيّن المتحدث باسم «فتح الشام» أن الموقعين على الاتفاق دعوا متزعمي الميليشيات المسلحة الأخرى، وبينهم قائد ميليشيا «صقور الشام» أبو عيسى الشيخ، للانضمام إلى الكيان الجديد، لكنه أضاف «لم ننجح في أن يكونوا معنا في الكيان الجديد، وما زال صدر الكيان لهم والباب مفتوحاً لجميع إخواننا، ورغم ذلك تعاهدنا على مواصلة درب الجهاد والثورة يداً بيد، وهذا ظننا بإخواننا». وتحدث عن وجود اتفاق على تنفيذ الاتفاق المبرم بين «فتح الشام» والميليشيات المسلحة الأخرى وعلى رأسها ميليشيات «الأحرار» و«نور الدين الزنكي»، من دون أن يضيف مزيداً من التفاصيل.
وأشار إلى أن «فتوى المشايخ طلبة العلم» اليوم جاءت «بوجوب المضي نحو الاندماج على الأسس التي تم التوقيع عليها». وأضاف: «إننا في فتح الشام نؤكد أننا ملتزمون بما اتفقنا عليه، سائلين المولى أن يجمع كلمتنا ويرص صفنا ويخذل عدونا». واستمرت الحوادث الأمنية في ريف إدلب بالتصاعد في مؤشر على احتدام العلاقة بين المجموعات المسلحة التي وقعت وثيقة أنقرة لوقف إطلاق النار برعاية تركية روسية مشتركة من جهة، و«فتح الشام» المستثناة من وقف إطلاق النار، من جهة أخرى. وخلال اليومين الماضيين شهد الريف الإدلبي انفجار ثلاث عبوات ناسفة استهدفت قيادات من الجانبين.
وهاجم مسلحون ملثمون أحد المقرات التابعة لمليشيا «فيلق الشام» في بلدة كفتين، وسرقوا ما وجدوه من سلاح وعتاد إضافة إلى سيارتي أجرة و«بيك أب»، واختطفوا حراس المقر واقتادوهم إلى جهة مجهولة، حسبما أعلن مسؤول المكتب الإعلامي للمليشيا أبو عمر في تغريدات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
وأفاد قيادي آخر في «فيلق الشام» وكالة «سمارت» المعارضة، أن المسؤولين في الميليشيا يُجرون التحقيقات ليتأكدوا من ملابسات الاختطاف، والجهة المسؤولة عنه.
في الغضون، جرح ثلاثة مسلحين من «فتح الشام» بانفجار عبوة ناسفة، استهدفت سيارة تقلهم في بلدة خان السبل بريف إدلب الشرقي، كما جرح مسلحون من «الأحرار» جراء استهداف سيارتهم قرب مدينة إدلب، على حين أصيب مدني جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة للميليشيا، في محيط بلدة التح بريف إدلب الجنوبي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن