سورية

عبر تل السمن وريف الطبقة.. «الديمقراطية» تعزز فكي الكماشة على داعش في الرقة … انقلاب المعادلة حول الباب وتحرش تركي في مناطق سيطرة «بيدا»

| الوطن – وكالات

انقلبت المعادلة الميدانية حول مدينة الباب بريف حلب الشمالي بعد مشاركة الطائرات الروسية في قصف مواقع تنظيم داعش بالترافق مع هجوم ميليشيات «الجيش الحر» المنخرطة في عملية «درع الفرات» والقوات التركية المرافقة لها على المدينة، ما أظهر وجود تنسيق روسي تركي في شمالي سورية موجه بطبيعة الحال للولايات المتحدة، التي تدعم هناك «وحدات حماية الشعب» الكردية.
وعلى الأرجح، إن موسكو تنظر بعين الرضا إلى سيطرة الميليشيات المتحالفة مع الأتراك على الباب، لأن ذلك من شأنه أن يضعها في موقع يمكنها من زعزعة مشروع واشنطن للسيطرة على محافظة الرقة بالاعتماد فقط على «قوات سورية الديمقراطية»، التي تشكل «حماية الشعب» عمودها الفقري. وعاودت القوات التركية تحرشها في المناطق الواقعة تحت سيطرة «الديمقراطية» في ريف حلب سواء منبج أم عفرين.
ميدانياً، كثفت القوات التركية قصفها لمناطق في مدينة الباب، على حين تجددت الاشتباكات العنيفة غربي المدينة بين داعش والميليشيات المدعومة تركياً، التي تمكنت من السيطرة على قرية دغلباش هناك.
كما دارت اشتباكات بين الميليشيات المنضوية تحت لواء عملية «درع الفرات» وداعش في محور قرية الدويرة بريف حلب الشرقي، ما أدى إلى مقتل عنصر من التنظيم.
وبدورها، أعلنت وكالة «أعماق» المقربة من التنظيم، استيلاء مسلحي داعش على مدرعة للجيش التركي خلال معارك بين الطرفين غرب مدينة الباب. وأشارت إلى مقتل 11 شخصاً وإصابة 28 آخرين بجروح، معظمهم أطفال ونساء، جراء قصف تركي بأكثر من 80 صاروخاً وقذيفة مدفعية و4 غارات جوية.
وصدر عن الجيش التركي بيان حول المعارك في منطقة الباب من دون الإشارة إلى فقدان قواته لمدرعة. وأكد البيان الذي نقلته وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، مقتل 34 مسلحاً من تنظيم داعش أمس الأول خلال الاشتباكات في منطقة الباب، التي أسفرت أيضاً عن مقتل ثلاثة مسلحين من ميليشيات «الحر». وذكر البيان أن سلاح الجو التركي دمر 17 موقعاً لداعش في مدينة الباب، وقرى بزاعة والسفلانية والشمارية.
وأقر الجيش التركي بمقتل خمسة مدنيين وجرح آخرين، جراء قصف طائراته الحربية على مدينة الباب، مشيراً إلى مقتل قيادي في تنظيم داعش بغارة جوية تركية على المدينة.
ونشر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض حصيلة الشهداء المدنيين الذين سقطوا جراء القصف التركي منذ انطلاق عملية «درع الفرات» الصيف الماضي. وحسب المرصد، فقد استشهد 277 مواطناً بينهم 65 طفلاً دون سن الثامنة عشرة و38 مواطنة فوق سن الـ18، كما أصيب المئات بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم أصيب بإعاقات دائمة.
وبدأ الجيش التركي ضغطه على «قوات سورية الديمقراطية»، في مدينة منبج كبرى مدن الريف الحلبي قاطبة، تنفيذاً لوعود المسؤولين الأتراك بالتوجه إلى منبج والرقة بعد الباب. ولم يقتصر الضغط العسكري التركي على منبح في ريف حلب الشمالي، بل امتد إلى منطقة عفرين شمال غرب حلب، واللافت أنه جاء مباشرة بعد إعلان «العقد الاجتماعي» الخاص بما يسمى «فدرالية شمال سورية»، في المناطق التي يسيطر عليها «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي (بيدا)، وذراعه العسكرية «حماية الشعب».
وقصفت القوات التركية قبيل منتصف ليل أمس الأول بقذائف الهاون مناطق في حي السبع بحرات بمدينة منبج، ما أدى إلى إصابة مواطنتين اثنتين بجراح، وأضرار مادية في مكان القصف. كما استهدفت القوات التركية بنيران رشاشاتها أماكن في منطقة ميدان إكبس الواقعة في ريف عفرين، ما أسفر عن استشهاد طفلين بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتواصلت حملة «غضب الفرات» في ريف الرقة الشمالي الغربي، والتي تقودها «الديمقراطية» مدعومةً بقوات التحالف الدولي. وتحت غطاء من قصف طيران التحالف، استمرت الاشتباكات العنيفة بين «الديمقراطية» وداعش في أطراف بلدة المحمودلي في ريف الطبقة وفي محيط منطقة تل السمن بريف الرقة الشمالي. وتمكن المهاجمون من السيطرة على أغلبية بلدة المحمودلي وحققوا مزيداً من التقدم في تل السمن. ويبدو أن الهدف من هذه الاشتباكات المزدوجة في تل السمن (ريف الرقة الشمالي) وريف الطبقة (ريف الرقة الشمالي الغربي) هو إحكام فكي الكماشة على مناطق داعش حول مدينة الرقة وتشديد الحصار على المسلحين داخل المدينة.
كما وقعت اشتباكات بين عناصر «الديمقراطية» ومسلحي داعش في محيط منطقة جعبر شرقي عند الضفاف الشمالية لنهر الفرات أقصى شمالي غربي محافظة الرقة. وأسفرت الاشتباكات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف الطرفين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن